6:02 مساءً / 9 مارس، 2025
آخر الاخبار

كارثة بيئية و صحية وسط مدينة غزة ، بقلم : الصحفي احمد محمود الشيخ خليل

كارثة بيئية و صحية وسط مدينة غزة ، بقلم : الصحفي احمد محمود الشيخ خليل

كارثة بيئية و صحية وسط مدينة غزة ، بقلم : الصحفي احمد محمود الشيخ خليل

كارثة بيئية وصحية تهدد قطاع غزة نتيجة تراكم آلاف الأطنان من النفايات بين المنازل والأحياء السكنية ومخيمات النازحين، بسبب عدم القدرة على ترحيلها أو إزالتها جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع التي استمرت 15 شهرًا.

تراكمت النفايات في الساحات العامة و ساحة سوق فراس خاصة و قرب مراكز الإيواء و المخيمات .


مما أسفر عن تكدسها في الشوارع والساحات العامة، مسببة مخاطر صحية وبيئية كبيرة على السكان، كما أدى تدهور البنية التحتية ونقص الوقود والموارد إلى تراكمها دون معالجة، مما يزيد من انتشار الحشرات والقوارض ويهدد بانتشار الأمراض.

نسلط الضوء على معضلة تراكم النفايات في مدينة غزة، والتي تمثل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة.

إن أنظمة إدارة النفايات في القطاع أصبحت عاجزة أمام استهداف الاحتلال الإسرائيلي لبنية الصرف الصحي.

وأوضح أنه مع تجاوز عدد سكان مدينة غزة 800,000 نسمة، أصبحت المدينة تنتج أكثر من 700 طن من النفايات يوميًا، وقد كانت إدارة هذا الحجم من النفايات في مدينة محاصرة تحديًا كبيرًا قبل بدء الإبادة الجماعية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر؛ حيث منع الاحتلال الإسرائيلي استيراد أو صنع المعدات اللازمة للقيام بهذه المهمة.

ومع بدء الإبادة الجماعية، تفاقمت الأزمة حيث شن الاحتلال الإسرائيلي حربًا على جميع مرافق الصرف الصحي وأنظمة إدارة النفايات بهدف خلق أزمة بيئية وصحية في غزة.

و التكيف مع الوضع وتقديم خدماتها الأساسية على مر الحروب الإسرائيلية السابقة على غزة، لكن هذه الحرب لا تشبه أيًا من سابقاتها، فهي إبادة جماعية تهدف إلى سلب المدينة قدرتها على الحياة، وأصبح كل يوم يبدو وكأنه سباق مع الزمن للحفاظ على الخدمات الأساسية للمدينة التي يتم طمسها بشكل منظم.

وقد قام الاحتلال باستهداف فرق إدارة النفايات في شرق غزة، حيث يقع مكب النفايات التابع للإدارة، وهو ما حال دون نقل النفايات وأجبر الفرق على تكديسها في وسط المدينة، وأدى إلى خلق ظروف خطيرة للغاية على سكان غزة.

تؤكد أن نظام إدارة النفايات كان هشًا بالفعل قبل الحرب الحالية، نتيجة للحصار الذي استمر 17 سنة، والذي منع القطاع من استيراد المعدات المناسبة مثل الضاغطات أو المحارق.

وقد أدى هذا الحصار إلى لجوء إدارة النفايات إلى حلول مؤقتة، مثل استخدام 300 عربة تجرها الحيوانات، وهو ما أبقى الخدمات مستمرة لسنوات حتى بداية الحرب الحالية.

وفي اليوم الأول من حرب الإبادة الجماعية، استهدفت القوات الإسرائيلية العاملين في مكب النفايات، مما أدى إلى إصابة العديد منهم وتدمير معدات بقيمة 1.5 مليون دولار، ولم يكن هناك خيار سوى التخلص من النفايات في مواقع مؤقتة وسط المدينة، مثل سوق اليرموك والمساحات المفتوحة في سوق فراس، وأصبحت هذه المناطق الآن مليئة بالقمامة المتعفنة، مما يشكل مخاطر صحية شديدة على السكان القلائل الذين بقوا في هذه المناطق.

أشارة بعض التقارير أن أكثر من 500 عامل من عمال إدارة النفايات أصبحت عملهم شبه مستحيل، فنصف أفراد الفريق يعيشون في شمال غزة؛ وقد واصلوا استخدام العربات في الأيام الأولى للحرب، ولكن مع اشتداد القتال لم تعد حتى هذه الطريقة آمنة.

دمرت الغارات الجوية عربات نقل القمامة وفقد العديد من العمال مصدر رزقهم، وفي إحدى الغارات، قُتل أكثر من 40 موظفًا كانوا يحتمون في المرآب الرئيسي، كما دمرت ثمانية صواريخ أكثر من 120 مركبة تُستخدم لجمع النفايات وإدارة مياه الصرف الصحي وتوزيع المياه، وأصيب نصف الفريق بجروح قد تجعل العديد منهم غير قادرين على العودة إلى العمل مرة اخرى


بعد متابعة العواقب البيئية والصحية أصبحت خطيرة في ظل تراكم أكثر من 200,000 طن من النفايات في مدينة غزة، و في شوارع المدينة ومع تساقط الأمطار من المنتظر أن تؤدي أكوام النفايات إلى سد أنظمة الصرف الصحي، وإلى فيضانات محتملة في مدينة مدمرة.


سيواجه العديد من السكان النازحين الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة رعبًا إضافيًا بسبب هذا التسديد للصرف الصحي ، ورائحة النفايات المحترقة؛ حيث يحاول السكان اليائسين التعامل مع النفايات بإشعال النار فيها، وتؤدي هذه الأدخنة السامة إلى تفاقم الوضع وزيادة أمراض الجهاز التنفسي.

وقد أبلغت وزارة الصحة في غزة عن أكثر من 250,000 حالة إصابة بأمراض جلدية بسبب التعرض للنفايات، مما ينذر بأزمة صحية كارثية.

نختم بأن نظام إدارة النفايات الذي كان هشًا قبل الحرب أصبح الآن مدمرا، فهناك أكثر من 150,000 طن من النفايات التي تسمم المدينة، وسيؤدي موسم الأمطار إلى تفاقم الوضع، وهو ما يتطلب تحركا دوليا عاجلا قبل أن تصبح غزة غير صالحة للعيش بشكل كامل.

شاهد أيضاً

اعتقال شاب من مخيم قلنديا ومواجهات مع الاحتلال في مخيم الفوار وبلدة قصرة

اعتقال شاب من مخيم قلنديا ومواجهات مع الاحتلال في مخيم الفوار وبلدة قصرة

شفا – اعتقلت قوات الاحتلال شابا من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، ودارت مواجهات بين …