في خيمةٍ بِمُخَيَّمٍ ، بقلم : حسين جبارة

في خيمةٍ بِمُخَيَّمٍ ، بقلم : حسين جبارة

النّارُ تَحْرقُ باللهيبِ عَدالَةً
وتُطيحُ بالقِيَمِ السّويّةِ مَنْهَجًا
تَئِدُ المُصَلّيَ قائمًا مُتَهجِّدًا
تَئِدُ الهوى لَمَا هوى بالحربِ طِفْلا
قَصْفُ القنابلِ بالمَدافعِ غَضْبَةٌ
هيَ ضَرْبَةٌ، جاءتْ تُمارسُ رَهْبَةً
تُخلِي البيوتَ مِنَ الوَرَى
هِيَ رَغْبَةٌ وَمُخَطَّطٌ جاءا لِكَنْسِ نوازِحٍ
تَرْحيلِ شَعْبٍ كامِلٍ في قَتْلِ أهْلٍ شامِلٍ
في طَمْسِ ألْوانِ الحياةِ وضَوْعِ دِفلى
تَأتي المَجازرُ، لا تَهابُ الربَّ في عَلْيائِهِ
تأتي الإبادَةُ في تَعَمُّدِ عامِدٍ
يَرْمي الثَّكالى والأيامى، بالشَّظايا واللظى
يَرْمي اليَتامى بالسِّلاحِ مُحَرَّمًا
كَمْ يَصْرَعُ الإنسانَ تحتَ الرَّدْمِ كَهْلا
سُفِكتْ دِماءُ الأبرياءِ بغارَةٍ مَجْنونةٍ
في خَيْمَةٍ بِمُخيَّمٍ
سالتْ كنَهْرٍ دافقٍ
غَمَرتْ رِمالَ الدّارِ يذرو عاصفٌ
يَقْضي يَقُضُّ مَضاجِعًا
وَيُدمّرُ البستانَ زَيْتونًا فَنخلا
دُوَلُ الرِّياءِ تَعيشُ صَمْتًا كافرًا
والعُرْبُ عَجْزٌ في فضاءاتِ الوغى
في الصّرْحِ ثَورٌ أحْمَرٌ في مَوْقِفٍ مُتَواطئٍ
يَحْني الرِّقابَ لكاسِرٍ مُتَجَبِّرٍ
لمْ يَشْجُبِ الإجلاءَ يومًا عن دياري مُرْغَمًا
يا نكبةَ الإجلاءِ عادت ترتدي الترحيلَ حلًّا
ترتضيني لاجئًا ومُشرَّدًا
عادتْ بوجهٍ يرتدي ثوبًا قديمًا طافَ زلزالًا وَسَحْلا
إنْ ثُرْتُ أرْنو لانْتِزاعِ كرامَتي وتَحَرُّري
سُمّيتُ إرهابِيَّ درْبٍ كيْ أُحاكَمَ مُجْرِمًا
في مَنْطِقِ الغَرْبيِّ أُدْعَى وحشَ غابٍ فاجِرٍ
وأنا الضّحيّةُ أحْمِلُ الإذلالَ في سَبْعينَ حَوْلا
إنّي المُشتَّتُ فاقِدًا حُرِّيّتي وهُويَّتي
بَعْضي مُخيَّمُ نَكْبةٍ
بَعْضي مُشرَّدُ نَكْسَةٍ
بِتُّ المُعانيَ فاقدًا أهْلًا فَشمْلا
أسعى لسِلمٍ دافئٍ
في بيتِ حُرٍّ آمِنٍ
أبْني كيانَ أصالةٍ ونزاهةٍ
آتي انْتِماءً شامِخًا بِحَضارتي وَثَقافتي
بِطُموحِ فارِسِ عِزَّةٍ
يَسْمو حُضورًا في المَدى
يُلْغي الحِصارَ يَفُكُّ قفلا