
شفا – قالت الجبهة العربية الفلسطينية، اليوم السبت، بمناسبة يوم المرأة العالمي، تُرفع الأعلام احتفاءً بإنجازات النساء وتضحياتهنّ عبر التاريخ. لكننا، في الجبهة العربية الفلسطينية، نرى في هذا اليوم وقفةً للتذكير بأن نضال المرأة من أجل الحرية والعدالة لا يُفهم إلا بصلته الوثيقة بالصراع ضد كل أشكال الاستعمار والاضطهاد. ففي الوقت الذي تحتفل فيه نساء العالم بإنجازاتهن، تقف المرأة الفلسطينية في خندق المواجهة الأقسى: مواجهة الاحتلال الذي يُنفّذ حرب إبادةٍ ممنهجةً تُذيق شعبنا الويلات، وتُحمّل النساء أوزاراً مضاعفةً من القتل والتشريد والانتهاك.
وأضافت في بيان وصل ” شفا ” نسخة عنه، ففي غزة، حيث تستمر آلة الحرب الصهيونية بسحق البيوت فوق رؤوس أصحابها، تتحمّل الأمهات والبنات أعباءً لا تُوصف: هنّ من يبحثنَ عن الطعام بين الركام، ويسهرنَ على جرحى بلا أدوية، ويحتضنَّ أطفالاً يُقتلعون من مدارسهم وأحلامهم. وفي الضفة الغربية، من طولكرم إلى جنين، ومن مخيمات اللجوء إلى القرى النائية، تواجه المرأة الفلسطينية غزواتٍ يوميةً تدمّر المنازل، وتعتقل الأبناء، وتستهدف كرامة الشعب. فكم من أمّ شهدت بيتها يُهدم فوق أسرتها؟ وكم من فتاةٍ قُتلت وهي تدافع عن حقّها في العيش بحرية على أرضها؟.
وأوضحت، إن انتهاكات الاحتلال لا تقتصر على القتل والتدمير، بل تمتد إلى حربٍ على الهوية والصمود: فالحواجز العسكرية تُحوّل حياة النساء إلى جحيمٍ يومي، والاعتقالات التعسفية تُفكك الأسر، والسياسات الاستيطانية تسرق الأرض وتُغتال المستقبل. ومع ذلك، تظل المرأة الفلسطينية حارسةً للذاكرة، وقائدةً للنضال، وصانعةً للأمل. فهي التي تعلم أطفالها أن الحجر الذي يرجم به الاحتلال سيُبنى به وطن، وهي التي تحمل وتصون هويتنا الوطنية جيلاً بعد جيل.
وشددت إن نضال المرأة الفلسطينية ليس معزولاً عن نضال أخواتها في العالم. فكما تواجه نساءٌ في كلّ القارات عنف الأنظمة الذكورية، واضطهاد الرأسمالية، وقمع الحرية، ترفض فلسطينيةُ غزة والضفة أن تكون ضحيةً للصمت العالمي. إن انتصارها هو انتصارٌ لكل امرأةٍ تواجه الظلم، وهزيمتها ستكون تراجعاً عن مبادئ العدالة الإنسانية. فالقضية واحدة: تحرير الأرض، وتحطيم القيود، وبناء عالمٍ لا يُفرّق بين دمٍ ودم.
وأكدت الجبهة العربية الفلسطينية، وهي تُحيي هذا اليوم، أن تحرير المرأة لن يكتمل إلا بتحرير الأرض، وأن كرامة الشعب الفلسطيني جزءٌ من كرامة الإنسانية جمعاء. ندعو نساء العالم وقواهنّ الحيّة إلى رفض التطبيع مع جرائم الاحتلال، وفضح زيفِ من يتغنّون بحقوق النساء بينما يصمتون عن مجازر غزة. فلنكنْ معاً في خندقٍ واحد: ضد الاحتلال، ضد الفاشية، ضد كلّ من يسلب البشر حقهم في الحياة والحرية.