12:07 مساءً / 31 مارس، 2025
آخر الاخبار

مفاوضات امريكا – حماس ، اعتراف امريكي بشرعيتها، ام خطوة تكتيكية لإحتوائها في إطار استراتيجي اوسع، بقلم : راسم عبيدات

مفاوضات امريكا - حماس ، اعتراف امريكي بشرعيتها، ام خطوة تكتيكية لإحتوائها في إطار استراتيجي اوسع، بقلم : راسم عبيدات

مفاوضات امريكا – حماس ، اعتراف امريكي بشرعية حماس، ام خطوة تكتيكية لإحتواء حماس في إطار استراتيجي اوسع ، بقلم : راسم عبيدات


لا تغير في الرؤيا ولا في التوجهات الإستراتيجية الأمريكية اتجاه حماس حتى اللحظة، في اللقاء الذي جمع مسؤول ملف الأسرى الأمريكي ادم بولر مع العديد من قادة حركة حماس في الدوحة،والتي على ما يبدو مهدت لها تصريحات القيادي في الحركة موسى ابو مرزوق،حول استعداد حركته للدخول في مفاوضات مع امريكا بعد اتمام المرحلة الأولى من صفقات التبادل بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل.

اللقاء الذي جمع مسؤول ملف الأسرى في الإدارة الأمريكية ادم بولر مع العديد من قادة حماس في الدوحة،وفي المقدمة منهم القيادي خليل الحية، تركز حول جزئية إطلاق سراح اسير امريكي حي واربعة جثث امريكية،واللقاء لم يتطرق لترتيبات سياسية اوسع فيما يتعلق بوضع القطاع وادارته او صفقة اشمل واسع ذات بعد سياسي،ومن اللافت هنا القول بان امريكا تتعاطى وفق مصالحها، وهي ليست بالسابقة الأولى بالتعامل مع حركات او قوى صنفتها امريكا كحركات ارهابية،فهي على سبيل المثال عندما كانت حركة طالبان تقاتل الوجود العسكري في روسيا،وصفتها امريكا بالحركة التي تقاتل من أجل الحرية،وعندما قاومت تلك الحركة الوجود والإحتلال العسكري الأمريكي لأفغانستان،صنفتها كمنظمة ارهابية،ومن ثم اضطرت للتفاوض معها في الدوحة عام 2018،حول الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان،وكذلك ابان حكم الرئيس المصري السابق مرسي،كانت الإدارة الأمريكية على علاقة جيدة بحركة الإخوان المسلمين ،وفي فيتنام اضطرت للتفاوض مع “الفيتكونغ”،جبهة المقاومة الموحدة الفيتنامية.


ولذلك امريكا في تفاوضها مع حركة حماس، ربما ارادت ان ترسل رسائل لنتنياهو منها الضغط عليه ، انك اذا لم تكمل السير في الإتفاق بكامل مراحله الثلاثة، فنحن لدينا خيارات اخرى،وهو التفاوض المباشر مع حماس، ورسالة دعم لأهالي الأسرى والمعارضة السياسية الإسرائيلية، الذين باتوا يعتقدون،بأن حرية اسراهم اصبحت في يد ترامب وليس نتنياهو،الذي يغلب مصالحه السياسية والشخصية على مصالح وحياة ابنائهم الأسرى،ولذلك سعت اسرائيل عبر جماعتها في مجلس الأمن القومي الأمريكي،لعرقلة هذه المفاوضات والغائها،وكذلك بضغط من اللوبي الصهيوني في واشنطن،جرى لقاء بين 8 من الأسرى الإسرائيليين الذين تحرروا في دفعات التبادل من المرحلة الأولى مع الرئيس الأمريكي ترمب،من أجل دفع بقضية التبادل واستكمال تنفيذ مراحل الإتفاق الى الأمام.


ولكن هذا لا يعني ان لا يتطور ويتغير الموقف الأمريكي الى مفاوضات سياسية، حول وقف إطلاق النار دائم في قطاع غزة،على شكل هدنة طويلة الأمد،واتفاق سياسي حول مستقبل قطاع غزة، فهناك سوابق اخرى في هذا الإتجاه ما جرى مع المقاومة الفيتنامية ومع حركة طالبان ومع منظمة التحرير الفلسطينية، وربما باتت امريكا على قناعة،كما قال وزير خارجيتها السابق “مسيلمة الكذاب” بيلنكن،انه لا يمكن القضاء على حركة حماس عسكرياً،وهي تيار قوي سياساً وشعبياً وله حضوره وشعبيته.


صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية اليوم الجمعة ،قالت إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إجراء محادثات مباشرة مع حركة حماس بشأن قضية المحتجزين، يخرق مدونة سلوك طويلة الأمد للإدارات الأميركية، وتم اتخاذه دون اتفاق مسبق مع إسرائيل.


وقالت مصادر في إسرائيل للصحيفة إن نتنياهو لم يتم إبلاغه مسبقا بالمحادثات عبر القنوات المعتادة، وإنه “فوجئ” بخبر وجودها ، وكذلك أوضح مصدر آخر أنه إذا تم إطلاق سراح المواطنين الأميركيين المحتجزين في مفاوضات مباشرة بين الأميركيين وحماس، فإن ذلك قد يسبب “حرجاً في السياسة الداخلية الإسرائيلية”.


وتتناقض هذه التصريحات مع ادعاءات مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وادعاءات المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن الأميركيين استشاروا الحكومة الإسرائيلية وأطلعوها على المستجدات في المحادثات.


المفاوضات التي تجري بين امريكا وحماس، يجري متابعتها إقليميا ودولياً وعربياً وحتى من قبل إسرائيل، لأن التطورات في مثل هذه المفاوضات، اذا ما اعترفت فيها امريكا بحماس كلاعب فاعل ورئيسي في المشهد السياسي في قطاع غزة، فهذا تغيير كبير في المشهد السياسي، ليس على مستوى القطاع فقط،بل على المستوى الفلسطيني بشكل عام.


واللافت للنظر بأن المفاوضات الأمريكية مع حماس،اتت بعد التهديد للرئيس الأمريكي ترمب بفتح ” أبواب جهنم” على حماس اذا لم تطلق سراح كل الأسرى الإسرائيليين،وأنه زود اسرائيل بكل احتياجاتها من السلاح والذخائر والقذائف والطائرات والقنابل الموجهة،لكي تتكفل بالقيام بمهمة التطهير والتهجير ،ولذلك هذا التحول يطرح تساؤلات حول هذا التحول وأسبابه.


فهل هذا التحول مرتبط بصمود المقاومة الأسطوري وفي مقدمتها حماس،في حرب تدميرية استمرت اكثر من 471 يوماً، وبالتالي وصلت امريكا الى قناعة،بأنه لا يمكن الوصول الى حل دائم في القطاع،بدون اشراك لحماس فيها،وخاصة بانها تتمتع بحضور قوي في الشارع الفلسطيني، ام أن المسألة ليست اعتراف ب” شرعية حماس”، بل خطوة تكتيكية تأتي في إطار استراتيجية اوسع لإستيعاب حركة حماس.


قادم الأيام سيكشف كافة التطورات والمفاجأت،وهل ستكون الدوحة التي احتضنت لقاء جماعة طالبان والأمريكان في المفاوضات التي افضت الى رحيل الجيش الأمريكي عن افغانستان، هي محطة لتفاوض اوسع بين حماس والأمريكان،حول قضايا الأسرى وقضايا سياسية واخرى متعلقة بمستقبل القطاع وادارته،ووقف إطلاق نار دائم على شكل هدنة طويلة الأمد.


الإعتراف الأمريكي والدولي بحماس مهم، ولكن ليس على حساب الحقوق الفلسطينية، وهو لا يؤدي إلى الاعتراف بالحقوق ، بل قد يغطي على المساس بها.


وعلى حماس أن تأخذ العبرة من التجارب السابقة.

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

" وكالة شفا " تهنئكم بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد

” وكالة شفا ” تهنئكم بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد

شفا – تتقدم إدارة شبكة فلسطين للأنباء شفا وكافة العاملين بها بالتهنئة الحارة من الأمتين …