
لمصر الكنانة ألف تحية وقبلة ، بقلم : الصحفي سامح الجدي
حين تتحدث العروبة، وتنطق الحكمة، وتتوحد الصفوف خلف قضية عادلة، فإن لمصر الكنانة ألف تحية وقبلة. لقد أثبتت مصر، قلب العروبة النابض، أنها لا تزال درع الأمة وسندها، الحاضنة لقضاياها، والمدافعة عن حقوقها، والمبادرة لجمع شملها في اللحظات الحرجة.
مصر .. رائدة الإجماع العربي
جاءت القمة العربية الطارئة في القاهرة في توقيت حساس، حيث تشهد القضية الفلسطينية واحدة من أخطر مراحلها، وسط عدوان متواصل على غزة وانتهاكات جسيمة لحقوق الفلسطينيين. ومنذ اللحظة الأولى، أدركت القيادة المصرية أن هذه القمة ليست مجرد اجتماع عربي تقليدي، بل محطة فاصلة في مسار العمل العربي المشترك، وفرصة لتأكيد الالتزام الجماعي بالدفاع عن فلسطين.
لم يكن جمع القادة العرب حول طاولة واحدة بالمهمة السهلة، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي بحكمته وحنكته الدبلوماسية، قاد جهودًا حثيثة لحشد الإجماع العربي، وبلورة موقف موحد تجاه القضية الفلسطينية. فالتحديات كثيرة، والمواقف متباينة، لكن مصر استطاعت أن تحقق التوازن المطلوب، وتؤكد على وحدة الصف العربي في هذه اللحظة التاريخية.
قرارات مصيرية .. بصمة مصرية واضحة
لم تكن مخرجات القمة مجرد بيانات بروتوكولية، بل جاءت بقرارات حاسمة تحمل رؤية واضحة لإنقاذ فلسطين، من بينها:
تأكيد مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى.
إدانة الجرائم الإسرائيلية والمطالبة بحماية دولية للفلسطينيين.
تبني الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع يعكس التزام مصر الدائم بدعم الشعب الفلسطيني.
تشكيل لجنة قانونية لملاحقة الاحتلال الإسرائيلي قانونيًا ودوليًا.
هذه القرارات جاءت ثمرة لجهود مصر الدبلوماسية، التي لم تكتفِ باستضافة القمة، بل لعبت دورًا محوريًا في صياغة هذه التوجهات وضمان توافق الجميع عليها.
مصر .. صوت الحكمة والاعتدال
بينما تتقاذف المنطقة التحديات، أثبتت مصر أنها صوت الحكمة والاعتدال، القادرة على إدارة التباينات العربية بحنكة، والحفاظ على وحدة الصف العربي. فلم يكن اجتماع القادة مجرد تجمع سياسي، بل كان تجديدًا لعهد التضامن العربي، وترسيخًا لدور مصر كحاضنة للقضايا المصيرية للأمة.
تحية لمصر .. قيادة وشعبًا
إن النجاح الباهر لقمة فلسطين لم يكن ليحدث لولا جهود مصر قيادة وشعبًا. فتحية للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قاد دفة القمة بحكمة، وتحية للشعب المصري الذي كان -وسيظل- خط الدفاع الأول عن قضايا العروبة، وتحية للدبلوماسية المصرية التي أكدت للعالم أن مصر لا تزال الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط.
كلمة أخيرة
في زمن تتشتت فيه المواقف، وتتكاثر الأزمات، يبقى لمصر دورها الريادي الخالد، حاملةً لواء العروبة، حاضنةً للأشقاء، وساعيةً دائمًا لتوحيد الصف العربي. ولأجل ذلك، نقول بكل فخر: لمصر الكنانة ألف تحية وقبلة.