
شفا – رحب سليم البرديني، الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، بتبني القمة العربية لخطة جمهورية مصر العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال أمينة على حقوق الشعب الفلسطيني، وتحظى بثقة الفلسطينيين لدورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية. وأوضح أن هذه الخطوة تمثل بارقة أمل في ظل الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي المستمر.
وأكد البرديني أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، في إطار مخطط ممنهج لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني. وشدد على ضرورة التصدي لهذه المؤامرة من خلال تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتفعيل المقاومة بجميع أشكالها، إضافة إلى تصعيد التحرك السياسي والدبلوماسي على المستويات العربية والدولية لعزل الاحتلال وكشف جرائمه.
وفي سياق حديثه عن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار البرديني إلى أن سياساته تمثل محاولة لإعادة فرض قوة الهيمنة الأمريكية عالميًا، مع انحياز فاضح للاحتلال الإسرائيلي. ووصف خطته بشأن قطاع غزة بأنها “جريمة تهجير قسري” تسعى إلى إعادة إنتاج مخططات الاحتلال الرامية إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها، وهو ما تصدى له الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية وسيتصدى له حتى تحقيق كامل حقوقه الوطنية المشروعة.
وأشار البرديني إلى أن التحرك الشعبي العالمي ضد الاحتلال الإسرائيلي يشهد تصاعدًا غير مسبوق، وهو ما يتطلب دعمًا فلسطينيًا وعربيًا أوسع لحركات التضامن والمقاطعة الدولية. وأشاد بدور حركات المقاطعة (BDS) التي تحقق نجاحات متزايدة في كشف جرائم الاحتلال وفرض العزلة عليه اقتصاديًا وسياسيًا.
وأضاف أن تصعيد حملات المقاطعة ضد الشركات المتورطة في دعم الاحتلال بات ضرورة ملحة، داعيًا الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تصعيد الضغط على الحكومات والمؤسسات لوقف كل أشكال التعاون مع الاحتلال، ومساندة النضال الفلسطيني عبر مختلف المنابر الدولية.
وأكد البرديني أن هذه لحظة تاريخية تتطلب من جميع القوى الفلسطينية أن تكون على مستوى المسؤولية الوطنية، وأن تفكر بحسابات المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، بعيدًا عن الحسابات الحزبية الضيقة. ودعا إلى تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة لا تحتمل أي خلافات داخلية، بل تحتاج إلى توحيد كل الجهود في مواجهة الاحتلال ومستقبل القضية الفلسطينية.
كما دعا البرديني الدول العربية إلى اتخاذ مواقف أكثر صلابة في مواجهة الاحتلال، ووقف كل أشكال التطبيع التي تشجع الاحتلال على التمادي في عدوانه. وطالب بدعم صمود الشعب الفلسطيني ماديًا وسياسيًا، والتصدي لأي مشاريع تصفوية تستهدف حقوقه التاريخية.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم، وسيواصل نضاله حتى تحرير أرضه وانتزاع حقوقه المشروعة، مشددًا على أن الاحتلال مهما حاول فرض وقائع جديدة على الأرض، فإنه لن ينجح في كسر إرادة الفلسطينيين، الذين يواصلون نضالهم حتى النصر.