سي إن إن : الشروط الإسرائيلية الجديدة تضع هدنة غزة على الهاوية

شفا – قالت شبكة CNN الأمريكية إن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بات على حافة الهاوية في ظل محاولة الحكومة الإسرائيلية فرض شروطا جديدة ومنعها دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأبرزت الشبكة السعي الإسرائيلي لفرض مقترحا جديدا بتمديد وقف إطلاق النار في غزة دون أي التزام بإنهاء الحرب أو سحب القوات ممن القطاع بالكامل.

ونبهت إلى اتهام حركة “حماس” دولة الاحتلال بانتهاك الاتفاق، ووصفت قرارها وقف المساعدات الإنسانية بأنه “ابتزاز رخيص” و”جريمة حرب”.

في هذه الأثناء، انتقدت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة الإعلان الإسرائيلي بوقف المساعدات إلى غزة.

وقالت مصر، التي كانت وسيطا في اتفاق وقف إطلاق النار، إنها “ترفض بشكل قاطع تسييس المساعدات الإنسانية واستغلالها كأداة للابتزاز”.

يأتي ذلك فيما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يعتزم العودة إلى الشرق الأوسط “في الأيام المقبلة للتوصل إلى طريقة لتمديد المرحلة الأولى أو التقدم إلى المرحلة الثانية” من وقف إطلاق النار في غزة.

الانقلاب الإسرائيلي على الاتفاق

كان من المقرر أن يتم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار على ثلاث مراحل. ففي 19 يناير/كانون الثاني، دخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيز التنفيذ، واستمرت 42 يوما وانتهت نهاية الأسبوع الماضي.

وكانت المرحلة الأولى تهدف إلى تحرير 33 أسيرا إسرائيليا مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين وتدفق المساعدات إلى غزة.

وفي نهاية المطاف، أطلقت حماس سراح 38 أسيرا على مدى 39 يوماً، فيما أفرجت دولة الاحتلال عن 1737 أسيراً ومعتقلاً فلسطينياً، من بينهم 120 امرأة وطفلاً.

وانسحبت القوات الإسرائيلية أيضًا إلى مناطق حدودية في غزة، تاركة جميع المراكز الحضرية وممر نتساريم الرئيسي الذي كان يقسم القطاع إلى نصفين.

وكان من المفترض أن تتضمن مرحلة ثانية من وقف إطلاق النار مدتها 42 يوما الالتزام بإنهاء الحرب بشكل دائم، وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

وكان من المفترض أن يتم تحديد التفاصيل الدقيقة للمرحلة الثانية خلال المرحلة الأولى، وأن تبدأ المرحلة الثانية يوم الأحد.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار على أن الهدنة يمكن أن تستمر طالما أن المفاوضين يواصلون المحادثات. وكان من المفترض أن يبدأ الجانبان محادثات بشأن إنهاء الحرب بشكل دائم في أوائل فبراير/شباط، لكن الاحتلال خرق هذه البنود.

وفي يوم الجمعة، عاد وفد إسرائيلي فجأة من القاهرة، بعد يوم واحد من وصوله إلى هناك. وقال متحدث باسم حماس خلال عطلة نهاية الأسبوع إنه “لا توجد مفاوضات” جارية حاليًا بشأن المرحلة الثانية.

فرض شروطا جديدة

تريد الحكومة الإسرائيلية تمديد المرحلة الأولى من الصفقة لمدة 42 يوما أخرى لمواصلة تبادل الأسرى، أحياء وأمواتا، مقابل الاستمرار في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وتدفق كميات أكبر من المساعدات إلى غزة ــ ولكن دون أي التزام بإنهاء الحرب بشكل دائم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن التمديد المقترح، الذي سيستمر طوال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، هو فكرة طرحها ويتكوف.

ولم يصدر أي تعليق من ويتكوف أو إدارة ترامب بشأن الخطة المعدلة، ولا بشأن التأكيد الإسرائيلي على أن تعليق المساعدات لقطاع غزة تم الاتفاق عليه مع واشنطن.

في المقابل تصر حماس على التمسك بإجراء مفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة في إطار المرحلة الثانية من الهدنة، متهمة الحكومة الإسرائيلية بـ “التلاعب المستمر” باقتراحها تمديد المرحلة الأولى.

وقد أثار المنع الإسرائيلي للمساعدات انتقادات شديدة من جانب العديد من أطراف المجتمع الدولي، بما في ذلك وسطاء الاتفاق والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة.

وقالت مصر إنها “ترفض بشكل قاطع تسييس المساعدات الإنسانية واستغلالها كأداة للابتزاز”. ودعت المجتمع الدولي إلى “اتخاذ إجراءات حاسمة لإجبار الحكومة الإسرائيلية على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون شروط”.

وقالت قطر إنها ترفض بشكل قاطع “استخدام الغذاء كسلاح حرب وتجويع المدنيين”.

وصرح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ (أوتشا)، توم فليتشر، بأن “قرار إسرائيل بوقف المساعدات إلى غزة أمر مثير للقلق”.

وأكد أن “القانون الإنساني الدولي واضح: يجب السماح لنا بالوصول لتقديم المساعدات الحيوية المنقذة للحياة”، مضيفا أن “وقف إطلاق النار يجب أن يصمد”.

ماذا يحدث بعد ذلك؟

أبرزت الشبكة الأمريكية أن نتنياهو يظل تحت ضغط من جانب وزراء اليمين المتطرف في حكومته للعودة إلى الحرب، وهو الاحتمال الذي قد يواجه معارضة أقل في ظل إدارة ترامب الجديدة.

وفي بيان صحفي، ناشد منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين ترامب التوصل إلى اتفاق يعيد جميع الأسرى المتبقين في غزة إلى ديارهم عبر صفقة واحدة.

ويضاف الخروقات الإسرائيلية إعلان مصدر إسرائيلي لشبكة CNN الأسبوع الماضي بأن دولة الاحتلال لن تسحب قواتها من الحدود بين غزة ومصر ــ ما يسمى بممر فيلادلفيا ــ كما هو مطلوب بموجب المرحلة الثانية المحتملة من وقف إطلاق النار.

وفي الوقت نفسه، يواجه سكان غزة الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة خطر فقدان المساعدات القليلة التي تلقوها خلال اتفاق وقف إطلاق النار.

ورغم أن المساعدات الإجمالية التي تدخل غزة زادت منذ بدء وقف إطلاق النار، فإن القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على الإمدادات الحيوية تعيق الاستجابة الإنسانية، حسبما ذكرت منظمة أطباء بلا حدود.

وأضافت المنظمة أن “معظم المساعدات التي دخلت كانت عبارة عن أغذية ووقود، وهي ليست كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة للناس”.