11:43 مساءً / 3 مارس، 2025
آخر الاخبار

قمة القاهرة ومواجهة التحديات ، بقلم : اللواء سمير عباهره

قمة القاهرة ومواجهة التحديات ، بقلم : اللواء سمير عباهره

قمة القاهرة ومواجهة التحديات ، بقلم : اللواء سمير عباهره


تتجه الانظار الى العاصمة المصرية القاهرة حيث انعقاد القمة العربية الطارئة التي تأتي وسط الكثير من الاحداث التي شهدتها وتشهدها المنطقة العربية وما رافقها من تحولات كبرى ومتغيرات تركت تداعياتها على المشهد السياسي العربي عامة والفلسطيني خاصة بعد احداث السابع من اكتوبر 2023 وقيام اسرائيل بإعلان الحرب على غزة والتي اخذت طابع الابادة الجماعية وتدمير البنية التحتية والمباني والمؤسسات ونتج عن هذه الحرب سقوط ما يقارب الخمسين الف مواطن ومئات الالاف من الجرحى والمفقودين وتهجير مئات الالاف ايضا سواء كانت تهجيرا داخليا ام خارجيا وقامت اسرائيل ايضا وخلال حربها على القطاع باعتقال الالاف من ابناء غزة وزجهم في السجون الاسرائيلية وسط ظروف قاسية وكانت النتيجة بمجملها العام ان تحول قطاع غزة الى ساحة غير قابلة للحياة.

وما ان تم الاتفاق على هدنة بين اسرائيل وحركة حماس حتى اطلق الرئيس الامريكي دونالد ترامب مشروعه بالإعلان عن نواياه بالاستيلاء على غزة وتهجير اهلها وكان هذا هو الهدف الابرز للعدوان الاسرائيلي على القطاع.

وفي الوقت الذي كان يدور فيه العدوان الاسرائيلي على غزة كانت اعين اليمين الاسرائيلي المتطرف تتجه نحو الضفة الغربية مع طرح مشروع سموتريتش بضم الضفة الغربية وفرض القانون الاسرائيلي عليها حيث قام الجيش الاسرائيلي بإعلان الحرب على الضفة الغربية وكانت البداية في محافظات الشمال وتحت مسميات ” محاربة الإرهاب” في المخيمات لكن دوافع العملية الاسرائيلية كانت سياسية باستهداف المخيمات في شمال الضفة الغربية والتي بقيت الشاهد الوحيد على عصر نكبة 1948 وكانت اسرائيل قد سبقت ذلك باستهداف الاونروا وهي الهيئة التي تعني بشؤون اللاجئين والتي اسستها الامم المتحدة في العام نفسه وكان الهدف من استهداف المخيمات وهدمها هو محو هوية لاجئي 1948 وإسقاط حق العودة.

وفي سياق اخر فان تهجير أهالي الضفة الغربية يأتي في صلب اهداف حكومة نتنياهو وإعادة احتلالها وقطع الطريق امام تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية.


اليوم يقف القادة العرب امام مسئولية تاريخية من المفترض ان تؤسس لولادة نظام عربي جديد قادر على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة في ظل اعادة رسم خريطة شرق اوسط جديد تخدم في محصلتها النهائية الاستراتيجية الاسرائيلية.

وقد آن الاوان لولادة نظام عربي جديد يفرض نفسه بقوة في المعادلة الدولية وفي الخريطة السياسية الدولية والدخول بقوة في خارطة التوازنات الدولية فالأخطار التي تحيط بالوطن العربي باتت واضحة جدا وتتطلب موقف عربي صلب قادر على افشال كافة الاخطار المحدقة بالوطن العربي.

ومن المفترض ان يكون سقف التوقعات مرتفعا بحكم انها قمة استثنائية فرضتها تحولات وتغيرات اقليمية ودولية متسارعة ضربت عمق الامن القومي العربي.


هذه المرحلة هي من اكثر المراحل سخونة وحساسية يمر بها العالم وتشبه في حيثياتها مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية عندما تشكلت الخارطة السياسية الدولية وأدى الى بروز قوى عظمى وانقسام العالم الى قطبين شرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي آنذاك وغربي بزعامة الولايات المتحدة وانضواء الكثير من دول العالم تحت مظلة هذا القطب او ذاك حيث شهدت تلك المرحلة ظهور الحرب الباردة بين المعسكرين حتى انهيار الاتحاد السوفياتي وأصبحت الولايات المتحدة تتسيد مقاليد السياسة الدولية.


وبالتأكيد فان هذه المرحلة ولدت في ظروف متشابه لتلك المرحلة السابقة والتي سيكون عنوانها الابرز ظهور تكتلات وتحالفات جديدة وبروز اقطاب سياسية متعددة وهنا بات المطلوب من القمة العربية استغلال الظروف الدولية وسياسة الاستقطاب بما يخدم الامة العربية والخروج بنتائج تحتم علينا توجيه البوصلة باتجاه المصالح العربية وإعادة وحدة الصف العربي ويجب ان تختلف مخرجات هذه القمة عن سابقاتها من القمم التي غلب على مضامينها طابع الروتين والعشوائية وازدياد الخلافات وإضعاف الجبهة الداخلية العربية مما تسبب في انهيار النظام العربي الرسمي.


الأمة العربية تتوفر لها كل المقومات لفرض حضور قوي ايضا حيث باتت الكثير من الخطوط السياسية الدولية واضحة ويجب الامساك بها.

هذه القمة هي فرصة لإعادة ابراز وتشكيل الشخصية العربية القادرة على الحفاظ على الارث العربي وإعادة اللحمة الى تكتل عربي يكون قادرا على فرض حضوره الدولي حيث باتت الفرصة مواتية للعرب للعودة الى الوحدة في ظل تصدع النظام الدولي وتراجع الهيمنة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط حيث فرضت الحرب في اوروبا الشرقية تحرر بعض الانظمة العربية من التبعية وهذا يولد انطباعا بالرغبة في التغيير ومواجهة التحديات وتسوية الخلافات العربية في ظل التدخلات الخارجية والتداخلات في طبيعة العلاقات العربية – العربية ويعطي ابضا نوعا من الاستقلال في القرار السياسي الذي كان مصادرا لعقود طويلة من الزمن كما انه من الملاحظ تراجع اهمية اسرائيل دوليا في الوقت الذي تعيش فيه اسرائيل هاجس نهاية النظام الدولي احادي القطب الذي تتزعمه الولايات المتحدة والذي يوفر لها غطاء لكافة جرائمها وتتخوف اسرائيل من بروز تكتلات وتحالفات تستطيع تشكيل نظام متعدد الاقطاب يكون للعرب دور فيه وهو ما يدفع الى اعادة فتح ملف الصراع وهذه المرة لصالح الفلسطينيين وحشر اسرائيل في الزاوية وإرغامها على الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية فالدخول في تحالفات جديدة مع الكتل التي تشهد بروزا على الساحة الدولية والإمساك بالقضية الفلسطينية وعدم التنازل عنها وإعادتها الى واجهة الاحداث السياسية العربية ومن ثم الانتقال بها الى واجهة الاحداث السياسية الدولية سيعيد القوة والهيبة للنظام العربي.

شاهد أيضاً

تفاصيل مسودة الخطة المصرية لوقف اطلاق النار في غزة ومنع التهجير

تفاصيل مسودة الخطة المصرية لوقف اطلاق النار في غزة ومنع التهجير

شفا – تتجه الأنظار في العالم العربي إلى القمة العربية الطارئة التي ستعقد غدا الثلاثاء …