1:46 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الجانب الأيجابي بقلم : سوزان المشهدي

كنتُ قد بدأتُ أستعد لأعلن صراخي عبر مقال عن خبر احتجاز فتاة 14 عاماً داخل غرفة في سطح مسكن والدها. قد كنتُ بدأتُ أجمع من زملائي المحررين المتعاونين معي خيوط الخبر، حتى صدمني الخبر الذي نشر في صحيفة «الرياض» بأن الفتاة المحتجزة «قد حُولت للتأهيل الشامل!».

 

لا يسعني سوى أن أقول إن حقوق الإنسان ممثلةً في الأستاذ مفلح القحطاني انتقد تحويل الفتاة المحتجزة إلى هذا المكان، إذ إنها ليست معوقة لتكون فيه.

 

مشكور يا مفلح، ولكن موقفكم ليس كافياً، فالتقرير الطبي يمكن أن يُجرَى في أي مستشفى حكومي، ومثله التقريران النفسي والاجتماعي، ويمكن أن تسلّم الفتاة الراشدة البالغة لوالدتها المطلقة، فهي الطرف الثاني الذي يتم تغييبه كثيراً في بلادنا، باعتبار أن الطلاق يفقد الأم حقها في أبنائها، ولا سيما لو كان من نتحدث عنها فتاة

 

– قبل أيام عدة، وفي برامج كثيرة منها «الثامنة» مع الزميل دواد الشريان، ومع علي العلياني في برنامج «يا هلا» تداخل مسؤولون في «الشؤون الاجتماعية» رداً على بعض الانتهاكات، وطالبوا الضيوف والمذيع بذكر الإيجابيات التي تقوم بها الدور، ولم ينسوا بالطبع أن يلوموا الأسر التي تصمم على إدخال أبنائها في هذه الدور، على رغم عدم أحقيتهم في ذلك، لأنَّّ باستطاعتهم العيش مع أسرهم بشكل طبيعي مع المراجعة المستمرة. اليوم جاء خبر إيداع الفتاة المحتجزة «التأهيل الشامل» كالصاعقة.. وتم الإيداع الإنساني هذا، وليس البنكي (للأسباب الآتية بحسب المصدر): عدم وجود دار للحماية في مدينة ينبع

 

أما اللغز العجيب والفريد من نوعه فهو – بحسب تصريحات مدير الشؤون الاجتماعية الذي أذهلني في مداخلاته الهاتفية مع البرامج المذكورة وأذهلني أكثر بالتصريح الآتي: «لا توجد في يبنع دار للحماية… وفي القريب العاجل سينفذ مشروع بهذا الخصوص، وتم اعتماد المبلغ» – طيب طمنتنا الحمد لله – بعد أن تجاهلنا سؤالاً ملحّاً: هل ينبع مستثناة؟! ألا توجد بها حالات عنف؟!

 

وإذا صممنا على التجاهل متى سينتهي بناء الدار الجديدة… هل ستتم الاستعانة بالشركة الجديدة التي استطاعت بناء فندق كامل في 15 يوماً، أم ستنتظر الفتاة 14 عاماً أخرى لتحظى بهذا الشرف؟

 

الجانب الإيجابي الذي صرّح به المسؤول هو أن إيداع الفتاة في مركز التأهيل الشامل له جانب إيجابي، فهي (سلّمكم الله) عندما تشاهد زميلاتها المعوقات ستعرف قيمة الصحة، وسأكمل له الجملة: الفتاة المحتجزة ستقبّل يديها، وربما قدميها، وستعرف أن الحياة لها جوانب إيجابية، وسيتم إيداعها السجن في القريب العاجل، لأنها أزعجت المركز ونزلاءه الكرام، وهي تغني «الحياة بئى لونها بمبي

شاهد أيضاً

مطلوبان للعدالة الدولية ! بقلم : د. رمزي عودة

مطلوبان للعدالة الدولية ! بقلم : د. رمزي عودة أصدرت محكمة الجنايات الدولية يوم الخميس …