12:13 صباحًا / 1 أبريل، 2025
آخر الاخبار

“ستة قلوب صغيرة تنطفئ: أطفال غزة ضحايا البرد القارس بعد الحرب” بقلم : الصحفي سامح الجدي

“ستة قلوب صغيرة تنطفئ: أطفال غزة ضحايا البرد القارس بعد الحرب” بقلم : الصحفي سامح الجدي

في مشهد يفطر القلب، لقي ستة أطفال من عائلات نازحة في غزة حتفهم بسبب البرد القارس الذي اجتاح المنطقة بعد انتهاء الحرب، ليضافوا إلى قائمة طويلة من الضحايا الذين فقدوا حياتهم في ظروف قاسية وغير إنسانية. هؤلاء الأطفال الذين لم يعرفوا بعد معنى الحياة، وُلدوا في أرض مليئة بالصراعات، ولم يتمكنوا من النجاة من شتاء قارس قضى على ما تبقى من آمالهم.

بينما كان العالم يراقب الصور المأساوية من خلف الشاشات، ظل هؤلاء الأطفال يعيشون في خيام بلا سقف يقيهم من عواصف الرياح الباردة، ولا غطاء يدفئ أجسادهم الصغيرة. حرب دمرت المنازل، ولكنها أيضًا تركت جيشًا من الأطفال يواجهون الموت بشكل آخر، مع حرب باردة لا رحمة فيها.

الشتاء القاسي .. ضيف غير مرحب به

ما بعد الحرب في غزة هو فصل آخر من فصول المعاناة التي لا تنتهي. فالنازحون، الذين فقدوا كل شيء، يجدون أنفسهم في خيام مفتوحة على مصراعيها أمام الرياح الشديدة، وعواصف البرد التي تزيد من معاناتهم اليومية. وفي هذا الجو القاسي، لا يجد الأطفال ملاذًا دافئًا يحميهم، فتبدأ أجسادهم الصغيرة في مواجهة البرد القارس، الذي يصبح قاتلًا صامتًا.

ألم مضاعف، ورحيل مفاجئ

ستة أطفال، تتراوح أعمارهم بين أيام وشهور، رحلوا بعيدًا عن أحضان الأمهات والآباء بسبب نقص الرعاية الطبية، وظروف الحياة القاسية في الخيام التي لا تقيهم من تقلبات الطقس. وعادة ما يعاني الأطفال في مثل هذه الظروف من أمراض الجهاز التنفسي والتسمم بسبب تلوث المياه وغياب وسائل الوقاية.

لقد كانت تلك الأرواح الصغيرة ضحية الظروف التي لا يمكن لأحد تحمّلها، إذ تنعدم أبسط مقومات الحياة في غزة، ولا يملك الأهالي إلا الدعاء والدموع. وبعد الحرب التي خلفت وراءها أطنانًا من الدمار، أضيف إلى قائمة الأضرار وفاة هؤلاء الأطفال الذين حرموا من أبسط حقوقهم في الأمان والدفء.

صوت صرخة في ظلام الحروب

تعد وفاة هؤلاء الأطفال جرس إنذار يقرع في وجه الإنسانية جمعاء. كيف يعقل أن يلقى الأطفال، الذين يجب أن يكونوا في حماية الجميع، مصيرهم بسبب نقص في الاحتياجات الأساسية؟ وهل أصبح البرد رفيقًا ثابتًا لأطفال غزة؟ إنها مأساة تمزق القلوب وتدمي العيون. فلا يكفيهم ما عايشوه من ويلات الحرب، بل صار عليهم أن يعانوا من الموت البطيء في الشتاء الذي لا يرحم.

الخاتمة: أمل ضائع وحلم مفقود

يبقى السؤال الأهم: إلى متى ستستمر هذه المعاناة؟ هل سيظل الأطفال في غزة ضحايا للظروف القاسية والظلم المستمر؟ ستظل ذكرى هؤلاء الأطفال الذين توفوا بسبب البرد في الذاكرة، تذكارًا لمأساة لا يجب أن تُنسى. ولكن الأمل يظل موجودًا في أن تتنبه الجهات المعنية إلى هذه المأساة وتقدم الحلول الفورية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح بريئة تبحث فقط عن الأمان.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الأثنين 31 مارس كالتالي :عيار 22 65.200عيار 21 62.300