10:33 مساءً / 23 فبراير، 2025
آخر الاخبار

من هو القادر على تقويض خطط التهجير؟؟ بقلم : بديعة النعيمي

من هو القادر على تقويض خطط التهجير؟؟ بقلم : بديعة النعيمي

كانت مشاريع تبادل السكان ولم تزل جزءا من الفكر الصهيوني. وقد تطورت هذه المشاريع وفقا للظروف السياسية، فمن التشجيع على الهجرة إلى الإجبار والترحيل القسري مثل ذلك الذي حدث عام ١٩٤٨. وهذه المخططات لم تتوقف يوما، بل إنها متجددة، بدليل الدعوات التي تزايدت وتيرتها اليوم بعد الهدنة بين حركة حماس ودولة الاحتلال في يناير/٢٠٢٥ والتي تشد على يد “دونالد ترامب” لتنفيذ اقتراحه بشأن توطين سكان غزة خارج فلسطين.


وتعود جذور تبادل السكان التي طرحها قادة الصهاينة، إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.


ومن المعروف بأن مؤسس الحركة الصهيونية “ثيودور هيرتزل” قد تحدث في كتابه “الدولة اليهودية” الصادر عام ١٨٩٦ عن فكرة “ترحيل السكان العرب بطريقة تدريجية عبر تشجيعهم على المغادرة”.


ثم تبنى قادة آخرون مثل “حاييم وايزمان” و “ديفيد بن غوريون” أفكارا تتعلق بضرورة “نقل العرب إلى دول اخرى من خلال الإغراءات الاقتصادية وغيرها من الوسائل”.

ومنذ عدوان الخامس من حزيران أخذ قادة الصهاينة يكثرون من قضية تبادل السكان، ويناشدون يهود العالم للهجرة إلى ما تسمى ب “إسرائيل”. وهذا يأتي بمثابة الجزء المتمم للخطة التوسعية والتي تعتبر طليعة الأهداف الصهيونية وواحدة من المرتكزات الأساسية لتحقيق الفكرة الصهيونية لذاتها. لأن هذه الدولة المزعومة طالما اعتبرت نفسها دولة غير مكتملة حتى تتحقق عودة جميع يهود العالم إلى “وطنهم”. لذلك فإنها ستبقى فريسة نفسها وكيانها المندفع نحو التوسع القائم على “لم شمل اليهود، بهدف الوصول إلى التوحيد بين الدولة والأمة والمطابقة بين الحدود اللازمة لها”.


لذلك فقد اتخذت من العدوان الوسيلة المثلى للدفاع عن نفسها وذريعة لتحقيق أطماعها التوسعية على حساب الدول المحيطة بها، وكخطوة لتحرير أرض الوطن القومي اليهودي المزعوم.

وما نراه اليوم من احتلال أجزاء من الأرض السورية بعد سقوط نظام الأسد بحجة أمنها، وما حصل في لبنان بعد الهدنة مع حزب الله وتمركزها في عدد من النقاط على الأرض اللبنانية ورفضها الانسحاب الكامل لهو خير دليل على ما ذكرنا.
وهنا لا بد أن نستذكر عبارة جاءت في يوميات “ثيودور هيرتزل” خلال مقابلة أجراها معه المستشار الألماني في أواخر القرن التاسع عشر قال فيها..


“وسألني أيضا عن الأرض التي نريد وما إذا كانت تمتد شمالا حتى بيروت أو أبعد من ذلك. فكان جوابي..سنطلب ما نحتاجه، إذ تزداد المساحة المطلوبة مع ازدياد عدد المهاجرين”..

وقد هددت دولة الاحتلال بتاريخ ١٢/فبراير/٢٠٢٥ بشن حرب جديدة في غزة بهدف تطبيق خطة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بهدف إخلاءها من أصحابها الشرعيين، إذا لم تقم حماس بالإفراج عن جميع الأسرى اليهود المحتجزين لديها.
وكان “بتسلئيل سموتريتش” في ديسمبر/٢٠٢٤ قد اقترح احتلال القطاع وتقليص عدد سكانه إلى أقل من النصف، معتبرا أن هذا الإجراء ضروري لتحقيق “الأمن الإسرائيلي”.

كما قام “إيتمار بن غفير” في الأسبوع الأخير من يناير/٢٠٢٥ بتقديم مشروع قانون لتشجيع سكان غزة على الهجرة الطوعية. وكان “بن غفير” قد علق بتاريخ ٢٥/يناير على اقتراح “ترامب” قائلا أن “الحل الوحيد لغزة هو تشجيع هجرة سكانها” ودعا “نتنياهو” إلى تبني هذه الخطة والبدء في تنفيذها فورا.


وهذه التصريحات التي تعكس توجهات متشددة داخل حكومة دولة الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني في غزة ما هي إلا تصريحات نُقلت عبر الجينات الوراثية للقادة الأوائل للحركة الصهيونية.

لكن مقابل هذا نرى أن صمود المقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية في غزة مستمرة في وجه هذه التصريحات. مما سيحد من قدرة الاحتلال على فرض الهجرة القسرية. كما أن هذه الخطة تواجه رفضا دوليا قويا، غير أن دولة الاحتلال لا تمل، فهي تحاول فرض وقائع لطالما فرضتها على القطاع من منع لدخول الشاحنات التي تحمل الخيم والبيوت المتنقلة وتضيق الحصار على السكان بمنع دخول الآليات الثقيلة لإزالة الركام، ظنا منها أن هذا الخنق سيدفع بأهل غزة إلى الهجرة وخاصة في الشمال المنكوب..

ولكن الشعب الذي قاوم لأكثر من عام واستحمل الفقد والنزوح وكل تلك الخسارات التي تعرفون لن يستسلم لخططهم الشيطانية وهو الذي سيقوضها من خلال انغراسه في الأرض والتشبث بها.

شاهد أيضاً

نتنياهو يؤكد عزم إسرائيل على تحقيق النصر المطلق على حركة حماس

نتنياهو يؤكد عزم إسرائيل على تحقيق النصر المطلق على حركة حماس

شفا – أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مجددا عزم إسرائيل على تحقيق النصر المطلق …