10:27 مساءً / 20 فبراير، 2025
آخر الاخبار

الاتحاد العام لطلبة فلسطين في ماليزيا ، راية الوطن في محراب العلم ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

"الاتحاد العام لطلبة فلسطين في ماليزيا : راية الوطن في محراب العلم" بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“الاتحاد العام لطلبة فلسطين في ماليزيا: راية الوطن في محراب العلم” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات


في أقصى الشرق، حيث تلتقي الحضارات وتتقاطع الثقافات، ينبض الاتحاد العام لطلبة فلسطين في ماليزيا بروح فلسطين التي لا تعرف الحدود، حاملاً رسالة العلم والنضال في آنٍ واحد، ومدافعًا عن حقوق الطلبة الفلسطينيين الذين شاءت الأقدار أن تكون رحلتهم الأكاديمية في هذه البلاد المضيافة. لم يكن الاتحاد مجرد كيان تنظيمي، بل هو صوت يعبر عن تطلعات الشباب الفلسطيني، وحاضنة تجمعهم تحت مظلة الهوية الوطنية، فيجعلهم أكثر تماسكًا رغم بُعدهم عن تراب الوطن.

الاتحاد: رسالة وطنية ومسؤولية أكاديمية

يُشكّل الاتحاد العام لطلبة فلسطين في ماليزيا جسرًا يربط الطلبة الفلسطينيين بوطنهم رغم المسافات، حيث يحرص على تسهيل حياتهم الأكاديمية والاجتماعية، ويُمثلهم في مختلف المحافل الجامعية والفعاليات الثقافية، ليبقى الصوت الفلسطيني حاضرًا بقوة في كل مكان.

أبرز أدوار الاتحاد:

تقديم الدعم والتوجيه للطلبة الجدد، ومساعدتهم على التأقلم مع بيئتهم الأكاديمية والاجتماعية.

تمثيل الطلبة الفلسطينيين في الجامعات الماليزية، وضمان مشاركتهم الفاعلة في الأنشطة الطلابية.

الدفاع عن حقوق الطلبة الفلسطينيين، وحل المشكلات المتعلقة بالإقامة، والأنظمة الجامعية، والشهادات.

تنظيم الفعاليات الثقافية والوطنية التي تعكس الهوية الفلسطينية، وتعزز ارتباط الطلبة بقضيتهم.

تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة، خاصة في ظل التحديات التي تواجههم خلال سنوات الدراسة.

نشاطات الاتحاد: فلسطين حاضرة في كل محفل

لطالما كان الاتحاد العام لطلبة فلسطين في ماليزيا أكثر من مجرد كيان إداري، فقد نجح في تحويل الأنشطة الطلابية إلى منابر تروي حكاية فلسطين، وتنقل للعالم صورة مشرقة عن شبابها المتعلم والمثقف، القادر على حمل راية الوطن أينما حلّ.

ومن أبرز فعاليات الاتحاد:

إحياء المناسبات الوطنية الفلسطينية مثل ذكرى النكبة، ويوم الأرض، ويوم الأسير الفلسطيني، بفعاليات تُسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وتاريخه النضالي.

تنظيم مؤتمرات طلابية تجمع الطلبة الفلسطينيين في ماليزيا لتعزيز التواصل بينهم، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات التي يواجهونها.

عقد دورات وورش عمل في مجالات البحث العلمي، والقيادة، والتنمية الذاتية، لإعداد جيل فلسطيني أكثر كفاءة وتميزًا.

المشاركة في الأنشطة الخيرية لدعم القضايا الإنسانية، خاصة ما يتعلق بالجرحى الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج في ماليزيا، تأكيدًا على وحدة المصير الفلسطيني.

سفارة فلسطين في ماليزيا: بيت الفلسطينيين في الغربة

لا يمكن الحديث عن نجاح الاتحاد العام لطلبة فلسطين في ماليزيا دون الإشادة بالدور الرائد الذي تقوم به سفارة دولة فلسطين في ماليزيا، بقيادة سعادة السفير وليد أبو علي، الذي كان ولا يزال نموذجًا للدبلوماسية الفاعلة التي تجمع بين العمل الوطني والإنساني.

لقد أثبتت السفارة أنها ليست مجرد بعثة دبلوماسية، بل بيت لكل فلسطيني في ماليزيا، حيث لم تتوانَ عن تقديم الدعم للطلبة الفلسطينيين، سواء بتسهيل إجراءاتهم القانونية، أو متابعة قضاياهم الجامعية، أو توفير الإرشاد اللازم لهم. كما لعبت دورًا جوهريًا في دعم الجرحى الفلسطينيين الذين وصلوا إلى ماليزيا للعلاج، حيث حرصت على تأمين أفضل الظروف لهم، والتنسيق مع الجهات الرسمية والطبية لضمان رعايتهم على الوجه الأمثل.

إن المواقف المشرفة التي اتخذتها السفارة، وعلى رأسها سعادة السفير وليد أبو علي، تعكس روح المسؤولية الوطنية، وتؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع سياسي، بل قضية إنسانية تستوجب تكاتف الجميع، حيث يبقى الفلسطيني، أينما وُجد، سفيرًا لقضيته، يحملها في قلبه، ويُدافع عنها في كل محفل.

رسالة الاتحاد: العلم والنضال وجهان لعملة واحدة

إن الاتحاد العام لطلبة فلسطين في ماليزيا لا يرى في التعليم مجرد وسيلة للارتقاء الأكاديمي، بل يعتبره أداة نضالية تُضاف إلى سجل الكفاح الفلسطيني الممتد عبر الأجيال. فالمعرفة، كالمقاومة، تحتاج إلى صبر وثبات، وهي السلاح الذي يُمكّن الفلسطيني من بناء مستقبله، والإسهام في نهضة وطنه، والمشاركة في مسيرة التحرير بطريقة أكثر وعيًا وتأثيرًا.

وإذ يواصل الاتحاد مسيرته في خدمة الطلبة الفلسطينيين، فإنه يُجدد العهد على أن يبقى الصوت المدافع عن حقوقهم، واليد التي تُعينهم، والمظلة التي تجمعهم تحت راية واحدة: راية فلسطين.

في النهاية، يبقى الطلبة الفلسطينيون في ماليزيا نموذجًا مشرفًا لشباب يرفض أن يكون رقمًا عابرًا، بل يسعى ليكون جزءًا من صناعة المستقبل، حاملًا معه وطنه في القلب، وحلمه في العقل، وإرادته في كل خطوة يخطوها نحو الغد.

شاهد أيضاً

أهالي حوارة جنوب نابلس يقاضون جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية

أهالي حوارة جنوب نابلس يقاضون جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية

شفا – تقدّم تسعة فلسطينيين، تعرضوا لأضرار جسيمة نتيجة اعتداءات نفذها مئات المستوطنين في فبراير …