10:58 مساءً / 20 فبراير، 2025
آخر الاخبار

تحمل رسالة إعلامية قائمة على المهنية وحرية الرأي، “أ. مروه معتز زمر” تكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق “وكالة شفا“

تحمل رسالة إعلامية قائمة على المهنية وحرية الرأي، “أ. مروه معتز زمر” تكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق “وكالة شفا“


في فضاء الإعلام الفلسطيني، حيث تتشابك التحديات مع الطموحات، وحيث تصبح الكلمة مسؤولية قبل أن تكون أداة تعبير، وُلدت شبكة فلسطين للأنباء – شفا قبل ثلاثة عشر عاماً، لتحمل على عاتقها رسالة إعلامية متينة، قائمة على المهنية والالتزام بحرية الرأي، دون أن تفقد بوصلتها الوطنية والإنسانية.
لم تكن هذه السنوات مجرد أرقام تُضاف إلى سجل الزمن، بل كانت فصولاً متجددة من التغطيات الميدانية، والانفرادات الصحفية، والحوارات التي جمعت بين مختلف أطياف الفكر والثقافة والسياسة، في مساحة تُؤمن بأن الإعلام الحر هو مرآة الشعوب الحقيقية، لا ظلّ القوى المسيطرة عليها.

لم تقتصر شفا على دورها كوسيلة نقل للأحداث، وهنا تحديداً بدأت قصتي مع شفا فقد لعبت دوراً كبيراً كحاضنة للأقلام الشابة، ومنصة تمكينيه للأصوات التي تبحث عن أولى خطواتها في عالم الكتابة ونشر الأفكار والقِـيَم، إنها تؤمن بأن الأفكار الجديدة لا تولد من فراغ، بل تحتاج إلى مساحات رحبة تنمو فيها، وإلى منصات تُفسح المجال لأصحابها للتعبير، بعيداً عن قيود الاحتكار الإعلامي أو الإقصاء الفكري،
كم من كاتب بدأ خطواته الأولى عبر شفا، فكانت له نافذة يطل منها على قرائه، وكم من قلم ناشئ وجد فيها التشجيع قبل أن يجد في نفسه الجرأة ليخوض غمار الكتابة؟ هذه هي قوة الإعلام الحر، لا يكتفي بأن يكون صوتاً، بل يصبح مدرسة للأجيال القادمة، يزرع فيها بذور الفكرة، ويمنحها أرضاً خصبة للنمو.
صحيح إننا في زمن أصبحت فيه الأخبار سريعة التدفق، وتمتزج الحقيقة بالتحريف، لكن يظل الإعلام المهني هو صمام الأمان للوعي الجمعي، وهنا تبرز شفا كإحدى المنصات التي حافظت على التوازن بين سرعة الحدث ودقته، بين حرية التعبير ومسؤولية النشر، وبين الانحياز للوطن والانحياز للحقيقة، دون السقوط في أفخاخ التزييف أو الإثارة المجانية.
كانت تغطيتها للأحداث السياسية، والثقافية، والعلمية، والرياضية، دائماً تتسم برؤية متكاملة، تُتيح للقارئ مساحة للفهم، دون أن تفرض عليه رأياً جاهزاً، أو تحصره في إطار ضيق من السرديات المعلّبة.

ثلاثة عشر عاماً ليست مجرد رحلة عابرة، بل هي تأريخٌ لأحداث صنعت الذاكرة الجماعية الفلسطينية، وهي محطة يتوقف عندها كل من آمن بأن الإعلام ليس فقط شاهداً على الزمن، بل مساهماً في تشكيل ملامحه.
إن شفا اليوم، وهي تحتفل بعامها الثالث عشر، لا تحتفي فقط بإنجازاتها، بل تجدد العهد بأن تظل منصة لكل صاحب رأي، وبيتاً لكل قلم طموح، ومساحة يتنفس فيها الفكر بحرية، في وقتٍ أصبح فيه الإعلام الحقيقي أشبه بجدار دفاع أخير أمام طوفان التضليل والتشويه.

كل وسيلة إعلامية تمر بمراحل نمو وتطور، لكن الفارق يكمن في قدرتها على البقاء مؤثرة، في أن تكون لها بصمتها الخاصة، في ألا تتحول إلى مجرد ناقل للأحداث بل صانع لها.
اليوم، حين نُفكر في الإعلام الفلسطيني الحر، فإن شفا واحدة من تلك النماذج التي لم تتخلَّ عن رسالتها، ولم تُهادن على مهنيتها، وظلت تؤمن بأن الصحافة ليست مهنة فقط، بل مسؤولية أخلاقية تجاه الحقيقة، وتجاه الأجيال التي تنتظر فرصتها للكتابة والتعبير والمشاركة في رسم المستقبل.
ثلاثة عشر عاما.. وما زال الطريق مفتوحاً أمام مزيد من الحروف الحرة، والأيادي الخضراء التي تنتظر أن تزرع كلماتها الأولى في تربة الحقيقة. شُكراً شفا.

شاهد أيضاً

الهباش يطلع وزيرا بحرينيا على عدوان الاحتلال بحق شعبنا ومقدساته

الهباش يطلع وزيرا بحرينيا على عدوان الاحتلال بحق شعبنا ومقدساته

شفا – أطلع قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، وزير …