7:17 صباحًا / 12 مارس، 2025
آخر الاخبار

“تعلم اللغة الإنجليزية ، تحديات الطلاب الفلسطينيين واستراتيجيات الإتقان” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

"تعلم اللغة الإنجليزية ، تحديات الطلاب الفلسطينيين واستراتيجيات الإتقان" بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“تعلم اللغة الإنجليزية: تحديات الطلاب الفلسطينيين واستراتيجيات الإتقان” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

تُعد اللغة الإنجليزية اليوم من أهم الأدوات التي تفتح آفاقًا واسعة أمام الأفراد في مجالات التعليم، والعمل، والتواصل العالمي. وفي السياق الفلسطيني، يواجه الطلاب تحديات كبيرة في اكتساب مهارة التحدث باللغة الإنجليزية، مما يؤثر سلبًا على تطورهم الأكاديمي والمهني. وترجع هذه التحديات إلى عوامل متعددة، منها النفسية والاجتماعية، ومنها السياسية والاقتصادية والتعليمية. لذا، فإن البحث عن حلول فعالة لتحسين مهارات التحدث بات ضرورة ملحة.

التحديات التي تواجه الطلاب الفلسطينيين في تعلم مهارة التحدث

يعاني الطلاب الفلسطينيون من عدة عقبات تحدّ من قدرتهم على التحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة، ومن أبرزها:

  1. الخوف من التحدث والخجل من ارتكاب الأخطاء
    يواجه العديد من الطلاب صعوبة في التحدث أمام الآخرين بسبب الخوف من ارتكاب الأخطاء اللغوية أو التعرض للنقد. هذا الخوف غالبًا ما يكون نتيجة لبيئة تعليمية تركز على التقييم بدلاً من التشجيع، مما يجعل الطلاب يفضلون الصمت بدلاً من المجازفة باستخدام اللغة.
  2. التأثير السلبي لجائحة كورونا
    أدت فترات الإغلاق والتعلم عن بُعد إلى تقليل فرص ممارسة اللغة بشكل مباشر، حيث لم يوفر التعليم الإلكتروني بديلاً كافيًا عن التفاعل الحي داخل الفصول الدراسية، مما أدى إلى ضعف في مهارات التواصل الشفوي.
  3. الاضطرابات السياسية وتأثيرها على استمرارية التعلم
    تعاني فلسطين من ظروف سياسية وأمنية غير مستقرة، حيث تؤدي الإضرابات المتكررة وإغلاق المدارس والجامعات إلى انقطاع مستمر في العملية التعليمية، مما يؤثر بشكل مباشر على تطوير المهارات اللغوية لدى الطلاب.
  4. العوامل الاقتصادية وقلة الموارد التعليمية
    لا يستطيع الكثير من الطلاب الفلسطينيين تحمل تكاليف الدورات التدريبية أو شراء مواد تعليمية متقدمة، مما يجعلهم يعتمدون بشكل أساسي على المناهج الدراسية التقليدية، التي قد لا توفر فرصًا كافية لممارسة التحدث.

استراتيجيات فعالة لتطوير مهارة التحدث باللغة الإنجليزية

على الرغم من هذه التحديات، يمكن للطلاب الفلسطينيين اتباع عدة استراتيجيات لتعزيز مهاراتهم في التحدث بثقة وطلاقة، منها:

  1. الممارسة اليومية للغة
    لا يمكن إتقان أي لغة دون استخدامها يوميًا، لذا يجب على الطلاب تخصيص وقت يومي للتحدث بالإنجليزية، سواء من خلال التحدث مع أنفسهم، أو مع زملائهم، أو حتى عبر التسجيل الصوتي ومراجعة أدائهم.
  2. تعلم المفردات والتعبيرات الأساسية
    يعتبر حفظ المفردات والتعبيرات اليومية خطوة أساسية نحو الطلاقة، حيث يساعد ذلك على تعزيز القدرة على التعبير دون تردد. من المفيد أيضًا تعلم الكلمات ضمن سياقاتها لضمان الاستخدام الصحيح لها.
  3. القراءة والتلخيص بأسلوب شخصي
    تسهم قراءة القصص والمقالات باللغة الإنجليزية في توسيع الحصيلة اللغوية وتعزيز الفهم، كما أن تلخيص هذه المواد بأسلوب شخصي يساعد على تحسين القدرة على التعبير والتفكير باللغة الإنجليزية.
  4. التدرب أمام المرآة
    يُعد التحدث أمام المرآة طريقة فعالة لكسر حاجز الخوف وزيادة الثقة بالنفس، حيث يساعد هذا التمرين على تحسين النطق والتعبير بطريقة أكثر طبيعية.
  5. متابعة القنوات التعليمية على اليوتيوب
    توفر العديد من القنوات التعليمية محتوى مفيدًا يساعد على تحسين مهارات الاستماع والتحدث، مثل:

BBC Learning English

Speak English with Vanessa

Rachel’s English

English Addict with Mr. Steve

Learn English with Jessica


تركز هذه القنوات على تعليم النطق الصحيح، وتحسين الفهم السماعي، وتقديم دروس تفاعلية في القواعد والتعبيرات الشائعة.

  1. الاستفادة من تطبيقات تعلم اللغة
    توفر التطبيقات الذكية بيئة تفاعلية ممتعة لتعلم اللغة، مثل تطبيق Duolingo وHelloTalk، حيث يمكن للطلاب ممارسة التحدث مع ناطقين أصليين، مما يسهم في تحسين مهاراتهم اللغوية وزيادة ثقتهم بالنفس.
  2. الانضمام إلى مجموعات نقاشية
    يمكن للطلاب المشاركة في نوادٍ للغة الإنجليزية داخل مدارسهم أو جامعاتهم، أو حتى عبر الإنترنت، حيث يمكنهم تبادل الحوارات حول مواضيع مختلفة، مما يساعدهم على تطوير مهاراتهم في التحدث والاستماع.
  3. مشاهدة الأفلام الكرتونية التعليمية
    تُعد مشاهدة الأفلام الكرتونية التعليمية وسيلة فعالة وممتعة لتحسين مهارة الاستماع والتحدث باللغة الإنجليزية. فهذه الأفلام غالبًا ما تستخدم لغة واضحة وسهلة الفهم، مما يساعد الطلاب على تعلم النطق الصحيح والتعبيرات الشائعة بطريقة تلقائية. ومن أمثلة البرامج المفيدة:

Dora the Explorer (تعليم المفردات والتواصل التفاعلي)

Peppa Pig (لغة بسيطة وسياقات يومية)

Blue’s Clues (تعزيز الفهم اللغوي والتفاعل)


يمكن للطلاب الاستفادة من هذه العروض من خلال محاولة تكرار الجمل، وتقليد النطق، والتفاعل مع الحوارات أثناء المشاهدة.

أهمية الوقت في دعم تعلم اللغة

إن أفضل ما يمكن للوالدين تقديمه لأبنائهم في رحلتهم لتعلم اللغة هو وقتهم. فالدعم الأسري يلعب دورًا جوهريًا في تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتشجيعه على ممارسة اللغة. يمكن تحقيق ذلك من خلال:

إجراء محادثات يومية باللغة الإنجليزية داخل المنزل.

تشجيع الأطفال على قراءة القصص ومناقشتها.

مشاهدة البرامج التعليمية معًا والتفاعل معها.

ممارسة الألعاب التي تعتمد على المفردات والحوارات الإنجليزية.

إن تعلم اللغة الإنجليزية لم يعد مجرد مهارة إضافية، بل أصبح ضرورة حتمية في عالم يعتمد على التواصل والانفتاح الثقافي. ورغم التحديات التي يواجهها الطلاب الفلسطينيون، فإن الإصرار على التعلم والممارسة اليومية يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في مستوى إتقانهم للغة. إن الاستثمار في تطوير مهارات التحدث لا يفتح فقط أبواب الفرص الأكاديمية والمهنية، بل يعزز الثقة بالنفس ويمنح الطلاب القدرة على التعبير بفعالية في مختلف المحافل. لذا، فإن الالتزام بالممارسة المستمرة، والاستفادة من الأدوات الحديثة، والدعم الأسري هي الركائز الأساسية لاكتساب الطلاقة اللغوية.

فالمعرفة قوة، والتعليم هو السلاح الأهم في مواجهة التحديات، وهو الأمل الذي لا يمكن لأي ظرف أن يسرقه.

شاهد أيضاً

اللجنة الفرعية الأوروبية الفلسطينية لحقوق الإنسان والحكم الرشيد وسيادة القانون تعقد اجتماعها السنوي

شفا – عقدت اللجنة الفرعية الأوروبية الفلسطينية لحقوق الإنسان والحكم الرشيد وسيادة القانون، يوم الثلاثاء، …