
في عيد الربيع يتجدد نبض الصينيين ، بقلم : محمد علوش
نشعر بالغبطة والسعادة الغامرة مع الأشقاء الصينين وهم يحتفلون بعيد الربيع، ونعيش مشاعر مبهجة مع المجتمع الدولي بحرارة الاقتصاد الصيني بشكل مباشر، خلال عطلة عيد الربيع، حيث أصبح تنقل الناس أكبر حجماً مع ازدياد الازدحام في المناطق السياحية وتمتع الأصدقاء والأشقاء الصينيين والأجانب بالتقاليد الرقمية، وكل هذا يمثل رمزاً واضحاً وملموساً لاستثنائية عيد الربيع الصيني لهذه السنة.
وإن عيد الربيع لهذا العام أول عيد الربيع للتراث الثقافي غير المادي، وقد تم إطلاق العنان لحماسة الاستهلاك لدى الناس بشكل مكثف، وحقق سوق الاستهلاك الحارة خلال عيد الربيع بداية جيدة للاقتصاد الصيني في عام الثعبان، حيث يزخر اقتصاد عيد الربيع بالحيوية المبتكرة وسط الأجواء الاحتفالية التقليدية، مما يعكس القوة الدافعة الداخلية والمرونة القوية للسوق الوطنية الصينية.
ومن خلال الاستهلاك الحار خلال عيد الربيع، لا يرى الناس حيوية السنة الصينية الجديدة فحسب، بل يشهدون أيضاً المزيد من مزايا السوق الصينية الضخمة للغاية، ومن الواضح أن اتجاه ترقية الاستهلاك في الصين قد ازداد بشكل كبير، كما زادت حيوية الاستهلاك بشكل كبير، ومع التكامل العميق بين التكنولوجيا الرقمية والاقتصاد الحقيقي والتوسع الأكبر في سيناريوهات الاستهلاك، سيتم إطلاق المزيد من حيوية السوق الكبيرة في الصين.
إن عيد الربيع من أهم الأعياد التقليدية الصينية، وكان الصينيون في العصور الغابرة يرون أن عيد الربيع “شهر العسل” يمضونه في كل سنة، حيث يبدأ الصينيون عادة الأعمال الاستعدادية احتفالاً بهذا العيد مع دخول الشهر الثاني عشر للتقويم القمري.
ومن الأهمية الإشارة بأن الصينيون يحرصون على الاحتفال برأس السنة الصينية بمختلف الأشكال والطرق، وتستمر هذه الاحتفالات سنوياً على مدى أسبوعين، وتمنح الحكومة الصينية المواطنين أسبوعاً كاملاً للإجازة من العمل بمناسبة العام الصيني الجديد، وتتنوع أشكال وطرق احتفال الصينيين بعيدهم، حيث يقطع ملايين الصينيين آلاف الأميال للعودة إلى ذويهم في كافة المقاطعات للاحتفال مع الأقارب والأهل، وقبل بداية العام بفترة قليلة يحرصون على تنظيف منازلهم للتخلص من أي حظ سيئ، وفي ليلة رأس السنة الصينية تُقام مآدب عائلية تحتوي على الأكلات الشهية، وخاصة الأسماك كنوع من السعادة والبركة، وعروض الألعاب النارية، ويصاحبها عروض التنانين الراقصة، وينتشر اللون الأحمر في كل مكان، في ديكورات البيوت واللافتات والفوانيس والملابس، فاللون الأحمر كالألعاب النارية يخيف الوحوش وفق ما يعتقد الصينيون.
كل ما ذكرناه أعلاه يجسد ثقافة الشعب الصيني وحضارته الخالدة العابرة للسنين، والتي تعمقت وترسخت وتجاورت مع الثقافات والحضارات الأخرى وخاصة مع الثقافة العربية التي نجد العديد من التقاطعات بينهما، وكإنسان عربي فلسطيني زرت الصين مرات عديدة، وارتبط بعلاقات صداقة وطيدة مع الأصدقاء الصينيين وبشكل خاص مع الرفاق في الحزب الشيوعي الصيني، فإنني أهنئهم بهذا العيد وأتمنى لهم عيداً سعيداً ودافئاً ومفعماً بالحياة السعيدة والعلاقات العائلية والمجتمعية القوية التي تعزز الروابط الأساسية للشعب الصيني وللأمة الصينية التي نعتز بعاداتها وتقاليدها وبتراثها الثقافي العظيم، الذي يشكل أحد أهم الثقافات الإنسانية العالمية.