
الصين مصممة على أن تكون قوة للسلام والاستقرار والتقدم في عالم متغير ، بقلم : تشو شيوان
انعقد مؤتمر ميونخ للأمن 2025 في الفترة بين اليوم الـ14 والـ16 من الشهر الجاري. وقبل انعقاد المؤتمر، تم إصدار “تقرير ميونيخ للأمن 2025″، وأعرب عن القلق بشأن تأثيرات الانقسام السياسي العالمي في إعاقة عملية التعددية القطبية وآفاق العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ظل الإدارة الأميركية الجديدة.
تأسس مؤتمر ميونيخ للأمن في عام 1963 وقد أصبح أحد المؤتمرات السنوية المهمة في مجال الإستراتيجية والأمن الدوليين. تناول تقرير هذا العام موضوع “التعددية القطبية”، وأشار إلى أن الاتجاه نحو التعددية القطبية العالمية حقيقة ثابتة. تدرك أغلب البلدان أن التعددية القطبية تساعد على تعزيز شمولية الحوكمة العالمية، وأن تعزيز التعاون بين البلدان أمر بالغ الأهمية لمواجهة التحديات المشتركة. ومن أجل تعزيز عملية التعددية القطبية، يتعين على البلدان تحقيق نمو اقتصادي أكثر شمولا، وتجنب سباق تسلح جديد، ومنع الصراعات العنيفة، ومعالجة التهديدات المشتركة مثل تغير المناخ ومكافحة الإرهاب، وذلك من أجل تعديل النظام الدولي القائم.
ولكن للأسف الشديد، وخلال السنوات الأخيرة، قامت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى ب”إقامة ساحات صغيرة وجدران عالية”، و”فك الارتباط وكسر السلاسل”. وفي الوقت نفسه، شهدنا صعود القوى اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى، مع تعميق الاستقطاب السياسي الداخلي وانتشار السياسات الخارجية المحافظة، الأمر الذي يشكل المخاطر والتحديات في عملية التعددية القطبية العالمية.
ومنذ تولي ترامب منصبه في اليوم ال20 من الشهر الماضي، انسحبت الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، واتفاقية باريس، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وقد جلبت هذه الممارسات الأحادية ظلالاً جديدة إلى التعددية القطبية. لقد أدى فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية إلى تدمير الإجماع في السياسة الخارجية الأميركية في حقبة ما بعد الحرب الباردة، ومن المرجح أن تحول الولايات المتحدة قدرا كبيرا من عبء الدفاع عن أوروبا إلى حلفائها داخل حلف الناتو في أوروبا. ولن يشارك ترامب في الشؤون الدولية إلا بشكل انتقائي عندما تكون المصالح الأميركية مهددة.
وأظهر استطلاع الرأي الذي أجراه مؤخرا المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن الأوروبيين يشعرون بقلق وتوتر بشأن إدارة ترامب مقارنة مع الشعوب من الدول الأخرى. ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ربما لم تعد الدول الغربية قوة جيوسياسية وحيدة، ويعد الاقتصاد الأقوى هو أفضل وسيلة لأوروبا لتعزيز قدرتها على الصمود. وبالنسبة إلى دول الجنوب العالمي، فمن الضروري تعزيز التضامن والتعاون لحماية حقوقها ومصالحها التنموية في ظل التغيرات العالمية.
وخلال المؤتمر، ألقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي خطابا بعنوان “كن قوة بناءة بحزم في عالم متغير”. وقال وانغ يي إن تعزيز بناء عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم هو اقتراح رئيسي آخر قدمه الرئيس الصيني شي جين بينغ، ويمثل توقعات الصين الصادقة لعالم متعدد الأقطاب. وقال إن الصين ستكون عاملا حاسما في نظام متعدد الأقطاب وقوة بناءة في عالم متغير.
كما نعرف أن الرئيس شي طرح مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية خلال السنوات الماضية، وتلتزم الصين التزاما راسخا بتقاسم فرص التنمية مع جميع البلدان، ودائما على استعداد لتعزيز الارتباط بين البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق واستراتيجية التنمية من الدول الأخرى لتحقيق الفوز المشترك، وذلك من أجل تعزيز العالم نحو مستقبل مشرق من السلام والأمن والازدهار والتقدم.