10:27 مساءً / 19 فبراير، 2025
آخر الاخبار

المنظور السعودي لحل قضية غزة ، بقلم : صبحة بغورة

المنظور السعودي لحل قضية غزة ، بقلم : صبحة بغورة

أفحم السفير السعودي خالد بن بندر في حديثه للقناة الإذاعية LBCالرئيس الأمريكي ترامب حين قدم نقدا دبلوماسيا هادئا لفكرة ترحيل أهالي قطاع غزة خارج بلادهم حتي يسهُل له تهيئة القطاع وتحويله إلى مدينة أحلامه “الريفيرا” إذ أكد السفير أن الفكرة مرحب بها لكن ليس بالتهجير أهله وإزالة الشعب الفلسطيني ، وأكد أن الحكومة السعودية ترحب بوجود ريفيرا في غزة و اعتبر أن هذا الأمر سيكون رائعا، ثم أشار مباشرة إلى أن الفلسطينيين يستحقون كل ما هو أفضل ما يمكننا تقديمه لهم ، وأضاف أن الفلسطينيين يتمسكون بالبقاء في أرضهم وسترحب المملكة بجهود أمريكا لتحسين وضعهم على الأرض ، وشدد على ثبات الموقف السعودي بشأن الصراع العربي الإسرائيلي ووصفه بالبسيط للغاية ، إنه حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة.


المنطق في حديث السفير السعودي أنه إذا كان الرئيس الأمريكي جاد في إقامة مشروع ” الريفيرا” فليقيمه لأهالي القطاع أصحاب الأرض وليس ليتملكه الدخلاء لصالح الغرباء ، أليس من حق أصحاب الأرض أن ينعموا في أرضهم بعد طول عذاب ؟ إن لم يكن الأمر كذلك فإن الموقف الأمريكي سيكون غريباومثيرا للشكوك ومطعونا في مصداقيته .


الاعتقاد السائد أن الإطلالة من غزة على المياه الدافئة تثير فضول الدخلاء، ويساورنا عظيم الشك في أن الأمر يتعلق بما هو أعظم من مشروع ” الريفيرا ” فالحديث الهامس يدور حول ما يكتنزه جوف القطاع من ثروة نفطية هائلة يبدو أنها أثارت لعاب شرطي المدينة ، حارس الحديقة ، والتكتم الشديد عليها هو مفتاح السر ، فلا يعقل أن يكون الموقف الأمريكي المهرول بهذا التشدد الذي يبلغ حد التهور والتهديد بتسليط جحيم جهنم ثم فتح المنطقة على الحرب لمجرد أن تتأخر حركة حماس في تسوية عملية تسليم جميع الرهائن لديها للكيان المحتل قبل منتصف نهار يوم السبت 15 فبراير الجاري، فشرطي المدينة يمر عليه اليوم عاما ولا يطيق صبرا للبدء في اغتراف ثروات قطاع غزة على حساب أهله ، وفي المقابل سيُلهي الكيان المحتل في ضم الضفة الغربية وفي التوسع شمالا في الأراضي السورية واللبنانية..


إنه شرطي المدينة وسمسار وتاجر عقارات على مستوى دولي وفي سبيل مصالحه المادية ومن أجل تضخيم حساباته البنكية وأرصدته المالية لا يأبه بردود الأفعال المعارضة أو بالآراء المستهجنة والمواقف الرافضة لسياسته الهوجاء مثلا تجاه الصين ، الدنمارك، بنما ، المكسيك ، وغزة ..وآخرين لا نعلمهم الله يعلمهم. المهم الآن في مثل هذه الظروف الحرجة هو التماسك العربي على قلب ورأي وموقف رجل واحد، وحتى لا نستبق الأحداث نؤكد أن الحديث عن النوايا الحسنة وحدها لا يكفي، ننتظر صدق الأفعال وقد اشتد الخطب على حدود أرض الجدود.

شاهد أيضاً

3 شهداء في مخيم الفارعة جنوب طوباس والاحتلال يحتجز جثامينهم

شفا – استشهد 3 مواطنين ، مساء اليوم الأربعاء، بعد محاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلا …