1:32 صباحًا / 19 فبراير، 2025
آخر الاخبار

ثلاثة عشر عامًا من الحقيقة وتواصل مسيرتها بثبات، “د. زبيدة صبحي سلمان” تكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق “وكالة شفا“

ثلاثة عشر عامًا من الحقيقة وتواصل مسيرتها بثبات، “د. زبيدة صبحي سلمان” تكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق “وكالة شفا“

هناك محطات في العمر لا تُقاس بالسنوات، بل بالأثر الذي تتركه وبالمساحة التي تمنحها للنور. وفي كل محطة هناك دروس نكتسبها، وأثر نبذله فيمن حولنا، ليبقى لنا بصمة في هذا العالم، حتى بعد أن ينقضي الزمان. وهذا ما حصدته شبكة فلسطين للأنباء “شفا”، والتي تحتفل هذا الأسبوع بمرور ثلاثة عشر عامًا على انطلاقتها، والتي استطاعت أن تكون أكثر من مجرد منصة إخبارية. فقد كانت صوتًا للحق، وفضاءً رحبًا للكلمة الحرة، بعيدة عن قيود الحزبية أو الانتماء السياسي، ففتحت أبوابها لكل صاحب فكر، ومنحت لكل مؤمن بالمهنية نافذة يرى منها الحقيقة بموضوعية وشفافية.


منذ نشأتها، لم تكن شفا مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل كانت رؤيةً متكاملة، تؤمن أن الإعلام رسالة، وأن الحقيقة لا تُختزل في وجهة نظر واحدة، ولا تُحتكر لصالح أحد. لم تتلون بلون سياسي، ولم تنغلق في دائرة فكرية محددة، بل بقيت منبرًا مفتوحًا لكل الآراء، تستقبل وجهات النظر المختلفة، وتتيح للأقلام الحرة أن تعبّر دون خوف أو قيود، ملتزمة بنقل الحقيقة كما هي، لا كما يريدها البعض أن تكون.

بالنسبة لي، كانت “شفا” أكثر من مجرد وسيلة نشر؛ كانت الملاذ الذي وجدت فيه صوتي، والمنصة التي لم تحاصرني بانتماء، بل دفعتني للكتابة بصدق وحرية، وبأمانة مهنية لا تخضع لمعايير الإقصاء أو التوجيه. لم تغلف هذه المنصة بقالب العنصرية، بل كانت لجميع أصحاب الأقلام الحرة، ولمن يؤمنون بأن الإعلام هو قوة تغيير حقيقية. على صفحاتها كُتبت الحقائق، وذاع معاناة الفلسطينيين إلى العالم، وبفضل التزامها بالموضوعية والمهنية، أصبحت ملاذًا لمن يبحث عن المصداقية وسط ضجيج التزييف والتضليل.

لقد كانت “شفا” طوال هذه السنوات صوتًا حاضنًا لجميع المواضيع السياسية، التربوية، والاجتماعية، تتناول القضايا بشجاعة وبدون خوف، لتصل إلى كل بيت وتزرع في عقول الناس الفهم والوعي. هذه السنوات لم تكن مجرد أرقام تُضاف إلى عمر الشبكة، بل كانت سنوات نضال إعلامي، دفاع عن الكلمة الحرة، وإرساء لمفهوم الصحافة التي لا تعرف القيود ولا تهادن في قول الحقيقة.

إلى شفا في عامها الثالث عشر، شكرًا لأنك كنتِ منبرًا لا يضيق بصاحبه، ومساحة لا تُختزل في فكرٍ أو انتماء، وصوتًا حرًا في زمنٍ تحاصره القيود. ستبقين البيت الذي يحتضن الكلمة الصادقة، والمنصة التي لا تعرف إلا الحقيقة، والساحة التي يتسع مداها لكل قلم يكتب بحبر الضمير، لا بحبر المصالح.

شاهد أيضاً

عدي الزاغة

قوات الاحتلال تعتقل الفنان عدي الزاغة

شفا – اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، الفنان الفلسطيني عدي الزاغة، من مدينة نابلس …