رسائل لا يحملها البريد ، بقلم : شذا برهوش

رسائل لا يحملها البريد ، بقلم : شذا برهوش

الرسالة الأولى

ينتابني شعور القلق ! كيف ممكن للطيور أن تقلق على الرغم إنها حرة ربما قد تقلق من شدة الحرارة وهل من الممكن أن تقلق شجرة الزيتون المركونة أمامي ؟؟؟؟وعمرها ثلاثة عقود بالطبع نعم قد تقلق لسوء الطقس أو تساقط ورقاتها إذن ما المشكلة في قلقي ؟!
صديقي مساء الياسمين وأكثر لن أكتب بلغة عتاب أو عصبية بعد اليوم لأن في قلبي الكثير من الألوان الوردية والصيفية بإمتياز فطلاء أظافري مصنوع من اللون الزهري الوردي ومغطى بطبقة من اللون الأخضر الفستقي وأحمر الشفاه البارد طاغيًا كل هذه ألوان كحياتي الملونة وأكثر
كيفك اليوم ؟ وأين وصلت بهذه الحياة ؟ وهل ما زال ضجيج العمل يشغلك وعيناك الباهتتان مذبولتان من شدة التعب ؟ صندوق الرسائل لم يعد يزعجني ومكالماتك الهاتفية باتت في المناسبات صورك تناقضاتك لا أعلم عنها شيئ أين أنت ؟ في بحر انشغالاتي لا أرى إلا صورك وبين صفوف كتبي لا أرى إلا كتابك أين أنت ؟ اصنع من تجارب الحياة كتابًا وأنت بعيد وأسمع أغاني ل ( عمرو دياب ) وبت أشرب القهوة وأنا لا أحبها !
صديقي شمس حزيران ضمتنا يومًا ما تحتها وتبادلنا أطراف الحديث لكن باتت الشمس تحرقني لقد طل علي تموز مرهقًا متعبًا يائسًا متكبلا لن أنسى ضحكاتك بين الجموع وأنت تصنع مجدك وما زلت أتذكر سخطك على كل الظروف ومشاق الحياة لكنني لا يوجد لدي أي جديد لأتصرف ، لا تأني متأخرًا لا تدع الأفكار تأكل رأسك ولا تترك نفسك للأشغال تجاهل كل شيئ وأي شئى تجاهل الحرارة العالية وجو المنزل والأسرة وحتى وزنك النحيل تجاهله واستفتي قلبك ! صديقي بت أنتظر الليالي واحدة تلو الأخرى آملًا من الندى أن يضمد جرحي ومن النجوم أن تضيئ روحي لا شيئ أصعب من الانتظار لا الوقت يسعفنا ولا الدقاىق تمر أراك تحسب كل شيئ تلعب بالأرقام ما حييت أراك لحنت ؟! الدقائق لا تمر مرور الكرام احسبها جيدًا كم تأخد من روحي وصبري وحيلتي الضعيفة القوية ! واصنع بها موازنة و ارسلي اياها قد تغير القوانين المالية مثلا !! انهض وكفى ، كل شيئ يبدو لطيفا هنا الغيمة المقابلة لي تبتسم من شدة صفائها وردتي بحاجة لمياه أكثر من القارورة التي أهدتني إياها وأنواع السيارات بحاجة لتفصيل أكثر من الذي شرحته ، حتى دخانك يحتاج لنفث أكثر ! مفعوله تلاشى اللعنة !
قلت لك يومًا إننا سنرتوي سويًا تحت ظل شجرة الخيزران هذا وعدي ووعدك فلنمضي معا سأنتظر كثيرًا آملًا أن تأخذ مكانك الصحيح فإني أحبك جدًا رغم كل المسافات ورغم كل الرسائل التي أحجمتها بصدرك ولن تصل لك أملي ودعوات قلبي الصغير أن تبقى برعاية الله وتزدد قوة في عالم لا يعيش به إلا الأقوياء دمت نبراسا يضيئه الشذا

الرسالة الثانية

الليل ساكن ثمة هواء يترسب من نافذة غرفتي المعطوبة يسري بين قدمي , ارتأيت أن أقتني مذكرة للعام المقبل التقطها للتو من جارور مكتبي تارة أضعها أمامي وتارة أركنها على أحد المكاتب ، خطط كثيرة وأهداف لا حصر لها فوضى عارمة من الأفكار من يرتب كل هذا ؟ الليل لا يطول على أي شخص الليل طويل على الضائعين الغائبين المتراميين من خيبات الأمل , المسطرين أعظم خيبات هذا العالم الضوضائي !

بكل دقة مطر تضرب نافذتي أتذكر أن هذا البرد ينخر بقلوبنا أكثر برد الأماكن الأشخاص والمشاعر تحاول أن ترتب أولوياتك أو حتى تكتب نص ل زميل قديم تبحث عن موقف أو ذكرى طيبة لكنها تأبى الخروج ؟ هل حقاً علينا أن نواسي ألمنا أم ننتظر الغائب الحاضر أن يعود؟ صندوق الرسائل يأبى أن يمتلئ برسالة كلها طمأنينة هو فارغ من كل شيء إلا الأمل , المدفأة باتت تبث كل المشاعر الا الدفئ لم كل هذا البرود ؟
صديقي لا سلام وسأبدأ

اللعنة على عقلك المنسي بين أحجار أرضنا في وادٍ عميق هناك, اللعنة على كل الأفكار التي تدعيها وأنت أصلا مجرد من المشاعر من الافكار من الحب وحتى المنطق , قبل عامين كنا نلتقط صور مضحكة نشرب كأس شاي بارد بين أزقة نابلس ونضحك تحت المطر
اليوم عاد المطر ولم تعد , هدوئك لا معنى له ووجودك أيضا لا أحبك أحبك لا أكرهك من أنت ؟
سماء رام الله تحمل اليوم ضباب كثيف أبحث عنك بين النجوم والسماء المغشية بالغيوم أبحث عنك بين أكوام النعنع الملقى على سطح منزلي بين أكواب القهوة الباردة وكأس السحلب الدافئ وبين نصوصي القديمة , يتراءى لي ورد مزهر بقلبي يغطي سماء المدينة فيزهر الأمل بين ضحكاتك وابتسم من شدة الموقف ’ أرقص حافية القدمين بين كفيك وأترنم على فيروز شعري المخملي يتماسك ينجدل ثم يتطاير حاملاً معه الحب الكثير يداي تكتب الان رغم برودتها وجسمي لا يرجف أنا من قوتي أنام بلا غطاء وأكتب نص بعقر مكتبي أنا كل شيئ ولا شيء لطيف سيرافقك طالما تتغابى هكذا . تعلم يا صديقي انني لا اكتب لمجرد الكتابة ثمة أمان أبحث عنه بين الأسطر
الكلمة تحمل الكثير لكنها لم تحملك أنت بالذات غريبة العربية ومصطلحاتها وغريب أنت
سلام منسي بين حبات المطر والرياح العاتية مغلفاً بالأمل وصورتي تضحك

الرسالة الثالثة

كل شيئء يدور في رأسي فكرة موقف أماكن أشخاص لا أتوقف عن التفكير أبداً حاولت جاهداً أن أصنع دواء ليوقف التفكير لكن بات ألم الرأس فقط من يتوقف غريب الطب و غريبة الحياة
السلام وبعد
الليل ساكن أكثر مما أعتقد كتابي الخاص أنفضه من الغبار لأول مرة عيناي ممتلئات بكل شيئ يغلبهم نعاس شديد بوقت مبكر عدساتي مغبرات يملؤهم الغباش لا رؤية جيدة حاولت ألملم نفسي أراها تشتد أكثر لم أفقد شغفي بعد تعلم انني اخذت ثلاثة دقائق فقط بعد الصلاة حاولت أن أرفع قدماي شيئ ما يثبتني بالأرض كل هذا التجذر كل هذا الدوران
بالأمس على أنغام أغنية قديمة بدأت بالتمايل شعري المخملي كان يراقص الريح والهواء البارد ليفح فستاني الأسود شعرت بالحرية كأنني ولدت من جديد !
أغمض عيناي كثيرا أتذكر كل شيئ الا صورتك بدأت تتلاشى لا ذكرى جميلة بقيت ولا رسالة لطيفة محفورة بمخيلتي
هكذا يعمل النسيان ربما أكثر !
لا أحبك ولا أكرهك أداري غبائك قل لي هل الهواء البارد لفحك ؟ أم ان معطفك يقم بالواجب من الجيد وجود معطف لا رغبة لدي بأي كلام دافئ تجاهك ، شوارع المدينة خالية من خطوات قدميك هزلت ام بت نائمًا بمكتبك لا بأس اغلق الأضواء جيدا غباش عيني يكفي
ياسمينتي المعلقة ع مكتبي تحبني وبت وجهًا ضحوكا يحبه الجميع هذا يكفي انتظر رسالة أخرى برأس السنة كي تقلب رأسا على عقب
أنا بخير هذا ما أتمناه واغلق الباب جيدًا لا أطيق الهواء البارد بعد التاسعة مساء
نم بدعائي وصبري هنيًا إلى الأبد
سلام وبسمة

الرسالة الرابعة

لا شيئ يمر على ما يرام ، ليلي طويل جدًا أحاول أن أداريه بالنوم ، ونهاري أيضا طويل محطاته كثيرة كأناسه تماما منهم من يضيف شيئًا مفيدًا ومنهم من يرمي تعاسته ، تسألني بعد غياب ؛ كيف حالك
أتنهد ، أصمت ثم أتلفظ بالحمد لله لا شيئ غيرها ينقذني ، لكني أجزم ان دوشة الأفكار برأسي تكاد تأكلني ، أصبحت خبيرة جدًا بالطقس ودرجات الحرارة فسرعان ما أخبرك الجو بارد يحتاج لمعطف خفيف و أصبحت أفهم بالطب وماذا يفيد العسل والباوبنج الساخن عندما أخبرتني أن لفحة هواء أصابتك

حتى انني أصبحت أفهم بالسيارات ولو انني أمقتها جيدًا فسرعان ما أخبرك استدر يمينًا أثناء تعلمك عن نفسي مصدومة
حملت لك عمري على جناح فراشة أتلون أبتسم أغني أطير وصنعت لك زنبقا من نبات الزعتر وشكلت البقدونس البري زهرا يانعًا ، غنيت لك مثلما غنت فيروز وأكثر وأحببتك مثلما تحب الحمام صغائرها قل لي ماذا أفعل ؟
أمقت الزمن دقات الساعة وهي تسير واللاشيئ يغلفها ، أمقت أن يمر يومي فارغًا لدي كتاب جديد باشرت به تعلم انه صديق وفي وأحبه جدًا إن كنت تعلم جيد وإن لا تعلم أيضًا جيد
المطر على موعد أن يدق نافدتي أنتظره بفارغ الصبر ولا أنتظر سواه ، كراكيب مكتبي لا يرويها إلا حبات المطر وهي تلاعب نافذتي ، كل شيئ هنا يوحي بالحب والحكايات الكثيرة والألوان المفرحة ، والأحلام التي لا تنتهي
قال لي أحدهم يومًا ما يميزك انك ذكية إن مالت الأيام تعدليها بنص قد يكون مفتاح لنص آخر وهكذا هذا شيئ مفرح إلى حد ما ، غريبة هذه الحياة التي تموت وأنت تبحث عن السلام السلام الروحي والعقلي والعاطفي والمادي
لكي تتوازن لكي تعيش لكي تستمر ، لا أحتسي قهوة أو حتى أي مشروب آخر وأنا أكتب نصوصي لا تسألني بعد يوم لم كل هذا الجنون بالكتابة ؟ !
العيش بجنون سعادة أنت تجهلها فتش عن سعادتك عزيزي ربما تلقاها بعقلك الملوي !
لك كل شيئ الا قلبي
السلام
الرسالة الخامسة
قالت لي إحداهنّ يومًا إنَّ أصعب الصناعات هي صناعة الأصدقاء كانت تنفث دخان سيجارتها بليلة باردة جدًا قالتها وأنا أحملق بعينيها أحاول أن أفهم ماذا تقصد ؟ لكن سرعان ما قالت لي جلستك اليوم بهذا المكان ومعي تحديدًٍا هي أجدر أن تكون مع صديق مُحب لا مع عابر سبيل, صديق واحد يشاركك تفاصيل بسيطة هذا يكلّف كثيرا ! ربما أصعب من البحث عن ألماسة ! ثم اطفئت سيجارتها وتركتني أرتب أسئلة لماذا أنا هنا ؟ ومتى بعد ؟وكيف هذه البرودة نخرت جسدي وقلبي معًا؟

شالي الأسود المخملّي المطّرز مركون بزاوية الكرسي كان الأجدر به أن يلملم هذا البرود فبردنا معًا ودفئنا معًا وغبنا الذكريات مملوءة بالمكان ليتها ضمتني لم هذا العناء ؟ وأي زهر سيضمنا ؟ ربما قد يجيب المطر وعساه قريب

الرسالة السادسة

حسنًا السابعة مساءً ، نسمات رقيقة من الهواء تلفح شالي المعلق على طرف الأريكة ، ووردتي الحمراء المغروسة في قلب غرفتي تبتسم أتركها ساعات وأعود اليها تبتسم ! ليتني مثلها ليتني بجوارها دائمًا ليتني كل شيئ !
تؤرقني رسالة منذ أيام طوال مفادها أن الذاكرة ممتلئة بهاتفي المحمول ولا بد من حذف بعض الملفات أعترف ان قدرتي التكنولوجية ضعيفة بعض الشيئ لكن علي أن أستجب للرسالة وإلا سأقع بمشكلة من الصعب حلها ! وأتى اليوم لأقلب الصور وأفتح ملفات هاتفي المحمول لأنظف الذاكرة

اللعنة على الذاكرة لو بقيت ممتلئة بالأوساخ أفضل من تنقيبها ،، صديقي الغائب الحاضر المنغمر في الأعمال الذاكرة تخونني تخونني جدًا
الرسائل مغلفة بالحب والامتنان وحوارات عديدة وصور متفرقة تحمل قصص عديدة لا أعلم أي غباء هذا أي اشتياق هذا وأي روح تتحمل كل هذا ؟
مضى شهران ، ثلاثة أربعة عام عامان لم أعد أرتب السنوات ولم أعد أعلم أين أنت ؟
يتوقف القطار بي عند محطة مجهولة أرى الحب بعيني أسافر على متن أحلامي بدون جواز بدون قيود وادخل الى بلاد ممنوع الدخول إليها
تراني ألتقط دقائق من وقتي ألملم أفكاري لترد علي مسرعًا ( مشغول الان لنتحدث لاحقًا) صديقي ما قيمة الوقت المنتظر ؟ من يعوض هذا الصبر ؟ أيموت العمل أم نطيل اليوم ليصبح ٤٨ ساعة ماذا نفعل ؟
خلف الشاشات عالم مختلف كليًا من يرسم النظرات ومن يبتسم لنا ؟ لماذا نبحث بين ثنايا العمر عن متسع نتأمل النجوم ؟ ونضحك في ليلة باردة ونداعب الياسمين المرمي على الطرقات ؟ نتناقش حول حرب المومزمبيق ان كان بها حرب أصلا ونطبخ طعامًا للصراصير ونغني باللغة الصينية و تحاورني بضربة الجزاء التي لم تكن يومًا ما من ميولي لماذا كل هذا ؟
من يجيب عن هذه الاسئلة ومن يلملم شظايا الذكريات ويضمد جرح الشمس اللامنتهي ويكفكف هذه الدموع
لتنم يا صديقي في بلادك البعيدة ولتترك لي خيوط الأمل أغزل بها شمسي فقد مللت من هذا البرود حان الآن لأستظل تحت شجرة اللوز وأكتب رسالة تصل !
لتكن بخير

الرسالة السابعة
صديقي أخبرك بعد وقت طويل جدا انني أعد قريبًا رسالة من رسائل لا يحملها البريد لكن الوقت ضيق إلى حد ما وستأخذ النور ان شاء لها ذلك ولتعلم جيدا أن الرسالة لن تأتي من فراغ ولن تكتب لأجلك بل ستكتب لأجل من داوم على متابعة الرسائل ، يكفيني أحجار كثيرة بفضائي هذا حجر الرند وحجر الجو وحجر خاتمي المفضل وقلبك المتحجر !
وكلها أحجار جميلة إلا ردودك لا أعلم أين منشأها وكيف تلقنت هذه الصلابة ! الياسمينة بخير وأنا بخير أيضا أرتب روحي من جديد لتزهر ومن اشراقة الشمس أصنع ابتسامة البسطاء ، وألون الفضا ما استطعت ، لن أقبل برسالة نصية الا في حالة واحدة ان كانت تحاكي رسالتي هذه وربما الكلام بصوتك يجيد ذلك فأنت اللاشيئ أنت كل شيئ
لك سماء ملونة تبني لك حلما يزينه شغفك الذي أحببت ودعوات قلبي الصغير أن تبقى برعاية الله

الرسالة الثامنة

مساء الخير يا صديقي قد تمرّ بأوقات مجنونة في الشتّاء وقد تشتاق للشّمس وأكواب العصيّر الباردة وسماع زقزقة عصافير الدوريّ ورؤية السّنابل الذهبية لتُضفي لك جمالاً. . ولا ألومك على ذلك !! قد يخيّم عليك اليأس من لسعات البرد القاتلة التي أبت إلا أن تأخذْ قسطاً من الراحة لكثرة الهواء البارد المحمّل بها ولتعذّبك أنت وحدك
حاولت مراراً أن تستدفىء إلا أنَّ لا سبيل لذلك فالبرد مصرّ أن يزعجك !لك أن تحاول كثيراً فلا هروب من الواقع فالمّطر يدق النوافّذ لك ان تغمر روحك بمشاعر الطهر والتّطهر أو تنعمْ بالصّفاء ولا خيار آخر !

إن لم تخونني الذاكرة تحب المطالعة كثيراً اقرأ نهُمة من الروايات إقرأ وعسّاك أن تقرأ ْتظلّل في فيّاء الكلمات قلبّها رأسًا على عقب لتستدفأ بها ولا بأس إن مسكت قلمك النّحيل لتسّطر عبارة استوقفتْك وتشاركنّي إيّاها
أنت يا صديقي تبحث عن الطمأنينّة وإيّاك أن تبحث كثيرًا أغُمر قلبك بالمشاعر الدينيّة صلٍّ صلاتك وحبْ الله كي يستقيم قلبك فابحث عن الأمان حيث يوجدُ الله
إن لم تخونني الذاكرة يا صديقي لك مع الموسيقى ألف حكاية غنّي من قلبك واسمع لشدّو فيروز (شتّي يا دنيا تا يزيد موسمنا ويحلّى )
دع الموسيقى تلاعبك لتكن أنت الأمل !
النجوم ستتللألأ على كتفك وكوب النسّكافيه بيديك وأنت جالس لسويّعات قليلة على حاسوبك الخاص توُهم العالم بالبسمات وأنت تتنفسْ الاختناق
لم تكره الشّتاء؟؟ أجبني أنت ؟؟ سَتمُارس طقوس العشّق الأبدي وتحتضن زهر الياسمين وتختلس النظّرات عبر نافذتك وتتأمل الندى على الأسطح المقابلة
الشّمس ستَشٌرق لكن ليس الآن ربما بحزيران القادم دعْ روحك الطيفيّة ترّف في فضاء صومعتّك خُذ من البرق شمسًا ومن قرقعة الرّعد موسيقى ربانيّة تُشبه زقزقة عصافير الدّوري
خُذ من حبات المطر مرهمًا يشُفي قلبك ومن الشّوكلاته الساخنة حلوًا
وإيّاك أن تكره الشتاء! كفاك ألماً
أيّها الجميل يا من ترى هكذا الجمال وتحلم به !
يا صديقي لك في الروح والنّفس موقعًا خاص لا ينافسك عليه أحْد كُن بخير وحبْ وجمال وليكنْ مساؤك أجمل

الرسالة التاسعة

لقد كان عاما قاسيا مليئا بالتناقضات اللامعقوله مغلفا بااللامنطق ومريرا كالعلقم صديقي لن اصف اكثر دموعي غشيت الورقة فلم اعد ارى

لا بأس الخير بقلبي يا صديق دائما مهما مالت الأيام على روحي الخير يلاحقني مهما تلاشت افكاري
واحاول بجهدي ان اضعه مهما أكن
صديقي الغائب في اللامكان بالاسابيع المقبله ستشهد نفحات روحانيه تلامس روحك كنت تحتاجها منذ زمن حيث الدعاء الاقرب لقلبك جاء الوقت لتقوله في المكان المناسب احفظ روحك واعتني بها جيدا الرحلة تحتاج منك طاقه وانت أهل لها
اخبرك بعد زمن انني اصارع الايام واحاول بجهدي ان اكون بطاقتي المعتاده وان يكن الفخر مفتاحا لمن وثق بقدراتي اليوم والامس وبعد غد الايام شبيهه بوتيره واحده وإنجازات جيده تضاف على الرغم من قلتها ثمة صراعات تلوح بالافق لا شيئ على ما يرام وكلي اجتهاد بالرغم من صعوبة المسير وكل الجدران ميتة الا مناجاة الله هي وحدها الملجأ وهي.وحدها السند
بلا روح كان احدى شعاراتي خلال الفتره الماضية
لكنني بعون الله اقوى من ذي قبل
انا لن اعاتب بعد ولن اسأل عن اي روح تتبناها ايقنت لذلك لوحدي لكنني لن احاول بعد اليوم ان اكون دائما المنقذ لافكارك ومتاهاتك ما كنت احمله من قوة التي شهدتها مني اخمدتها بليل وضحاها فلا تنتظر مني اي شيئ اعلم انك تنهي العام وانت باوج طاقتك ويسرني ذلك فلن أحمل لك الا كثير من الخير وقليل من الحب وعظيم الامتنان
ولعل دعواتي تكن مرهما لهذا العام
لم انشر نصي الأخير تحديدا بهذا اليوم ولا اريد ان الخص 365 يوم بعشرة اسطر التفاصيل صعب ايصالها لكن ربما وقت اليوم اسعفني شريط الذكريات اعادني للحظات تخرجي واكوام الفرح التي شهدتها والفريق الذي بنيته لعالمي الأحب المناظرات ما زلت فخورة به وسابقى مهما حييت وتجربتي في مشروع المواطن الصغير مع اطفال ملؤهم الحياة ستبقى تسطر اجمل معاني البساطة
وشبكة العلاقات التي تعارفت عليها سررت بها
عامي كان جميلا على الرغم من التنازلات التي قدمتها فأحيانا نتنازل لاجل ما نحب لكن لم يعد بوسعي ان اقدم الكثير .. صديقي لك كل شيئ الا قلبي
الزنبق الذي تعاقدت معه منذ ستة أشهر سيوفي بوعده فلن تموت الأحلام وسنزهر

الرسالة العاشرة

مرت سنة يا صديقي على لقيانا أو لفوضانا أو حتى انكسارنا لا أعلم أي الخيارات صحيحة لكنها مرت سنة وأنا على قناعة تامة انك تتناسى حتى تاريخ الأمس !

ليس المطر ما دفعني لأكتب ولست من أولائك الذين ينتظرون الشتاء ليكتبوا رسالة جديدة فمن حر تموز كان لرسائلنا نصيب ! واليوم ستكون الذكرى السنوية ولا شيء يعطها حقها سوى نص جديد , يملؤه الخراب وربما الامتنان !
السلام يا صديقي ولو أنه متأخر ,سلام العابرين على ضفاف الذكريات والمستنشقين عبق الياسمين وهو يترامى على ضفاف آلامنا وبعد
السماء على موعد مع تلاقي غيمتيين منذ ليلة أمس كان الليل طويلاُ والسواد خيم على مدينتنا التى تنزع عن كاهلها غبار الخذلان وكما السماء تنتظر المطر الجميع ينتظره حيث الدعاء والأمنيات والأحلام
أتعلم يا صديقي أن مفترقات الحياة هي من تصنعها الأقدار كنت أظن أنه بإمكاننا أن نصنع بإرادتنا الكثير لكنني أدركت فيما بعد أن الإرادة عاجزة أمام القدر ,لأن صلاحيتها لا تتعدى تفاصيل الحياة اليومية ,أما مفترقات الطرق في حياتنا هي من تصنعها الأقدار ,حيث الأيام تغدو والحب ينكسر والشغف يندمل لا شيء يبقى على حاله فحتم علينا جمود الأيام والأحداث حتى الكلمات !
لا شيء ينمو كل شيء متوقف وساعات الانتظار تقتلنا , فلامح قتال الأفكار اشتدت وساحة المعركة بدت وكأنها عصيان المشكلة بمن ؟! اللعنة على هذا السؤال فهو يحمل في طياته باب الإحتمالات التي لا أطيقها !
الوعي شقاء والمشكلة ليست بالوعي بل بعقلك الذي بات يتقلص كحجم الزيتونة وأقل !
أنا لا أحفظ شكلك جيداً لكنني أحفظ وقفتك وطريقة كلامك وبريق عينيك وحركة يديك وساعتك التي لا تفارق معصمك , ودخانك الذي تنفث منه غضب اللحظات وتراكمات الأيام حتى لون كنزتك التي لا أحبها أحفظ شكلها جيداُ .. لا أحفظ شكلك بل أحفظ روحك !
أي خرافة تصدق هذا وأي روح تحتمل من أنت ؟! لن أجيب توقفت قدرتي عن الإجابة ها أنت تصنع مجدك اليوم وتلاعب الأفكار التي جنيتها منذ سنين طوال
وتضفي لإنجازاتك إنجاز لا أعلم أين ستصل ومع من ستصل ولماذا ترهق نفسك بأمور بغنى عنها ,, عقلك القابع برأسك كحجم الزيتونه هذا دعه يجيب! ربما يجيب لا أطيق الغباء يا صديقي الذي بات يعشعش في مخيلتك دعك من كل هذا !
تخوض اليوم معركة الكر والفر فلا تحاول المضي ولا تحاول البقاء
تبدو لي أحيانا كقطعة بلور تترائى بعيني أكواماً من الامتنان والحب أيضا لم تترك مجال لأمور أخرى وأحيانا تبدو كقطعة صوان صلب تقسى وتلفظ كلماتك اللاوعية على حد قولك ! مزيج المشاعر هذه من سيتحملها
أحزانك يا صديقي من سيحتضنها ؟ إن قررت الغياب تعد منكسرا ويكن من الوقت ما يحتاجه لتضيء ثم تخفت ثم تقسى هذه فوضاك باتت مملة حد التعب
انهض لا وقت لنا لنذوي ولا وقت لنا لنسطر نصوصا ملؤها العتاب انزع تاريخ الأمس لا أريد أن اقرأ لك نص بعنوان حياة مكذوبة اغدو واثقا , الوعي يقتلنا دعه يقتلك اليوم وينجيك غداُ . لوّن أحلامك وشاركني مقطع من أغاني فيروز التي أحبها واسأل نفسك انت تغيرت ليه؟
أنا لست بخير أنا بخير فالصبر يأكل وقتي وعقدت مع الانتظار اتفاقية قدرها سنة سنتين أو سنين لا تعد روحي تزهر لان أيامي لن يعني عليها سوى نفسي نفسي وحسب
لك قلبي وأنت تلاعب الهواء البارد في بلاد لا أعلمها , لك قلبي وانت تمر كطيف نسماته رقيقة ناعمة
كن بخير لأجلك

الرسالة الحادية عشرة

التفكير في الكلمات يمنع أي محاولة لترتيب هذه الفوضى العارمة فوضى التفكيروفوضى إجتذاب الروح وفوضى تقبل الأمور على حالها . الصمت هو شعار المرحلة الحالية هو وحده من يعيدنا للذكريات القديمة محاولين أن نغسل تعبنا ببريق الصور الزاهية كأنها تولد الآن !

ما الفائدة من الذكريات التي تسرح في شرايين القدر؟ كلها تلاحقنا من أجل أن نبحث عن أثر مزهر يوم أخذنا إجازة من هذا العالم وللأسف مات الزهر قبل أن تنتهي الإجازة !
صديقي من بعد السلام
إن الوعي شقاء وبدونك شقاء ومعك شقاء أي فلسفة هذه التي تحتمل كل هذه المعاني ؟!
الوقت هو وحده من يثير بنا الشجون التي نصرّ على احتباسها محاولين الإرتفاع عن كل ما يجري الوقت يقف على شعور باهت والألم ينفجر صارخاً فينا كقى لا أريدكم ؟ أصابه الملل أنا أجزم
هل حقا علينا أن نستمتع بالنسيان ؟ أن نستذكر كل الأماني ونفترش الضحكات ثم نجلس للبكاء ونواسي أنفسنا بالنسيان
ما كنت أتصوره أن البرود يمكن أن يكون صديقاُ لكنني لم أكن أتصور أن البرود يمكن أن يكون عنواناً ووطناً نسكنه ونتعلم لغته ونحمل جنسيته تماما كرسالتي الباردة هذه !
قل لي ماذا سيحصل لو رتبنا حلمنا من زهر الياسمين المنسي على الطرقات ونسجنا من سنا الشمس هرما كل صباح تكن فيه أنت القمة
وبنينا روح طيفية ترف في فضاء كوننا .. هل سيتنازع الصيف الشتاء أم سيسقط المطر في تموز ؟! هل كان علينا أن نعاند القدر وننتهز الفرص ونصارع الأيام
الليل لن يطول إالا علينا وحدنا نحن المغروسون في قلب اللحظة المريضون في الأمل المنهكون من التعب التائهون في اللامكان وإن غاب فينا الشوق سينبت بقلوبنا ألف شعور وإن زرعنا سنبلة سيغدو الكون بأكمله مشرقاً
لك أن تتخيل أنك صورت عمرك المنسي الضائع حتى غدوت تتأرجح بين الحياة واللاحياة تبحث عن الهدوء في غمار حزنك في عيني وحدي ستتألق آمال المستقبل في عيني أقمار ووعود وفي يدي مشعل
لك ما تشاء فما زال بقلوبنا رفا من الحساسين سينافس ابتسامتك
بالمناسبة أنا لا أحب الرموز ولغة الألغاز عليك أن تفهم أن لغة فك الرموز الغامضة وقراءة الأحاجي انها ليست كلمات ما بين الأسطر بل كلمات تظللها ستارة يستطيع من أتقن التعامل معها فك رموزها بسهولة أنا لست ممن يتقنون التعامل معها فكفاك تترنم بلغة الغمو ض هذه ! وإن كنت تقرأ رسالتي هذه سيموت على شفتيك الكلام, لا توقع مدونتك بطعم الملح حياتنا أصبحت بحاجة لبعض السكر يا صديق
لك قلبي والسلام

الرسالة الثانية عشرة

دعني أخبرك أن الحجر تحرك للرسالة السابقة وأنت على حالك؟!

لا سلام وسأبدأ
ينتشلني من بحر تنهيداتي صوت عقارب الساعة وهي تشير إلى اللاشيئ فينتفض قلبي … يا إلهي ما أمهرني في تحويل الأفكار إلى مناحة لا أدري يا صديقي متى ستستمر هذه اللعبة وإلى متى سيتتهي مفعول السحر أي أفكار تلك التي تحملها واي بعد ذاك الذي اتخدته شعارا ؟!
نزيفك الدائم يرهقني يسلب ضوء عيني صمتك هذا لا معنى له وإن كان أخبرني إياه أنا مستمعة جيدة .صدقني لو تبوح بالقليل ستجني الكثير أنت تائه في اللامكان انهض!!
أنت لا شيئ أنت كل شيئ اللعنة وكفى !
صدقني إن دموع البنفسج سألتني اليوم عنك لم أشأ أن أفقدها أحلامها الوردية التي تسبح فيها كما تسبح الأسماك الملونة في أعماق البحر قلت لها أنك تتقن فن الصمت في بلاد لا أعلمها
رسائلك كانت فرحا أمطر على قلبي وحمل لي عبير البنفسج عبر المسافات التي تفصل بين عيني وعينيك ولولا الرقابة الشديدة لارسلت لك أكوام من دعواتي لتكن مرهما لجرحك النازف
صندوق الرسائل بات يصرخ فأصابه الفراغ أأعاتبك؟؟! لا أقوى على ذلك ولا أنت ممن يندى لهم جبين
حسنا لقد زرعت نبتك على مهل ولم تأت بحصادها قل لي ماذا عساي أن أفعل؟!
الدخان بات كالعربيد يلتف حولك وانت لا تطيق التدخين واليوم أراه محبوبك ! النار تلفح جسدك من لاشيئ أنت وضعت نفسك بهذا القالب ماذا بعد؟!
أنت ستضيعني في الرخام في ساحة غصت بغربان !
أيها الأعز الأجمل
لا جليد ثمة بوسعه أن يخيم على حبنا هذا الذي حمل بطياته أحزان وأفراح تشاركنا بها نورها ونارها
أنت في القلب والبعد المادي ليس من دلالة له سوى بعض رمز وآهات لا يعول عليها كثيرا عند من يمتلكون قلوبا وأرواحا كقلوبنا
أنت تعلم كم الحب المرافق لاسمك وأنت تعلم إنني لست بحاجة أن أخبرك عن موقعك في فوضى حياتي ليس من السهل علينا أن ننسى لحظات الفرح والبكاء على من تركونا ومضوا غير مكترثين بدموعنا
صديقي تراودني فكرة اننا لا نكتب للمقربين منا وإن الكتابه معناها أن ثمة مسافة بيننا نحتاج لنملأها بالكلمات واليوم تجدني رغم أن الحال على حالها راغبة في الكتابة لك واتخذت شعارا (بدق بإزميل من صوان) أنت الصوان !!
وصل نور عينيك إلي, بسمتك رفا من العصافير المزركشة حطت على قلبي حتى أحلامك الوردية أغازلها يوميا
ليس من باب الشهادة على صمتك فحتى كلماتي تشهد على هذا وأنا أصدقها
ولا من باب الثناء على جهدك العظيم ولا على سبيل الاعتذار فأنا لم أخطئ يا صديقي لاعتذر وليس من باب رغبتي في إزالة ما تساقط من جليد على حبنا هذا كانت إحدى ملاذاتي قبل أن تتفرج صامتا
ليس كل هذا ما دفعني لكي أكتب لك الآن.. لكنها الصلاة تلك الواجبة على العابرين على معبد من معابد الشعر وبين يدي واحدة من ربانه فاسمح لي أن أرتل ترتيلي بصوت خافت وأمر حتى لن يزعج صوتي ملائكة المعبد وأن أصبح ها هنا شمعة إلى جوار شموع العابرين الذين مروا من هنا.
أيا صديقي لن يطفئوا النور ولو عظمت الأحزان ولن يقتل الياسمين سيبقى الشذا فواحا ولو قتلته الأعوام وستنبعث الروح بأوصال الأرض وسينام الحزن مستلقيا يلفظ أنفاسه الأخيرة
لك سماء ملونة بالطيف ستذهب معك أينما حللت فلا تعرف البرد ولا الحر وحزم من سوسن ستلف أمنياتك لتملأ الكون ألوانا .. لك قلبي وأنت تبحث عن حياة أخرى لعلك تصل
وبالرغم أن قلمي أسود لكنني حاولت أن أرسم ألوان قوس قزح لا لشيئ بل لأنني أدرك أنك بحاجة لجرعات تفاؤل وهذه واحدة منهن …

سلام لك وسلام عليك

الرسالة الثالثة عشرة

الثانية بعد منتصف الليل هذا هو وقتك لقد مر أكثر من أسبوعين وأنت تنغمس في همومك لتبدأ مناجاتك بهذا الوقت .. لقد مر من الوقت الكثير وأنت تحاول جمع شتات أفكارك لتنهض اليوم بعد أن سطرت نجاح جديد يضاف لسلسلة نجاحاتك وكأنك ولدت من جديد لن أصف فرحك أنت وحدك تعلم أنني لن أنصفه لو وصفته
دعك من كل هذا !! حملت لك من قاع البحر صدفاته التركوازية وصنعت لك عسلا من أحلام العصافير وقدمت لك عمري على جناح فراشة وابتسمت بعد جهد ولكن ذلك لم يوقف أكوام أفكاري عبر الماضي عبر الحاضر عبر المستقبل
هل أقول لك إنني عاتبة عليك؟؟ لولا إنني اختفيت خلف سياج رموشك الكثيفة إن دمعة كحبة نار سقطت على ثوبي فتمزق قلبي
هل تستغرب لو قلت لك أن الشوكلاته التي نحبها صارت تكتب الشعر
أنا لم أستغرب كثيرا لأني بكل مرة كنت أقدمها بدافع الحب !
عيونك من وراء الغيب تأتيني وتحمل لي كنوزا من اللاشيئ !!
عيونك من وراء الغيب تبتسم لي تخدرني من اليأس الذي غمرتني به
نحن لسنا من السادة بحال يا صديق
أنت ستطويني كما يطوي الفجر الراحل خيمته .ستجعلني أعد الأيام يوما تلو الآخر آملا أن تأخذ مكانك الصحيح
قل لي يا صديقي هل كان علينا أن نرتب سبلنا لنصل لمن نحب كل السبل معدومة وكلها تؤدي إليك وبقدر ذلك ما زال بقلوبنا ما لا نكتمه
خذ نفسا عميقا ثم ماذا لا ترتب فوضويتك الحب يا صديقي لا يعرف الترتيب !
وبعد ربما شمس الغد ستغازلك لوحدك لتصبح الزوايا منبع للنور

لك قلبي وأنت تائه في بلادك التي تسكنها الآن بلاد الوجوه الغريبة والضباب الدائم بلاد البرد الكثير برد قلبك وبرد الياسمين المنطوي على ضفاف النسيان
بالمناسبة أعلم انك لن تقرأ وإن قرأت ستتجاهل لكن لا توقع كتاباتك بدمع عينيك أنت لا تعرف البكاء أصلا وأنا لا ينقصني طوفان مالح لأغرق فيه

السلام

الرسالة الرابعة عشرة

تسرني جداً رياح الأمل المبشرة التي تهب صوبك هذه الأيام , وإن كنت على يقين أن روحك النقية لا تخلو منها يوماً ولكن طقوسنا الجافة لا تتركنا وشأننا .. على كل حال دعني أبدأ من هنا من نقطة النهاية من الأمل الذي ترسمه بمخيلتك ولن أنسى أبداً جدول أعمالك الذي إذا ما انتتهى سرعان ما تفتتحه بشيء جديد!

الساعة تقترب من عناق النسيّان وترنيمة الوداع تمر ثقيلاً كالجبال ,تتناسى وتتجاهل وتموت بطيئاً لن أترجل هنيهة عن صهوة الحب الذي حملته لك بين طيات قلبي عن اكوام الإهتمام التي شهدتها

لست غريب وأنت تجازف الليل والنهار وتنازع الصيف والشتاء حيث ابتسامتي تلاحقك أينما حللت .. كيف لك أن تداري عقلي وتنسى ودي ووردي أي روح أنت ؟! حين لا أستطيع أن أخترق الصمت وأقبض الحجر ستلفني الكلمات .. صديقي أنت الآن تصنع المجد بين طيّات غبار الزمن ومع كل هذا ما زلت تتعثر . تتناسى من صنع لك المجد ستبنيه الآن ويقتلك غداً .. لماذا تصرّ على العناد أتعلم لو حكم عليّ بالإعدام وسألوني عن أمنيتي الأخيرة لما طلبت شوكلاتة وإنما أن تجلس قبالتي وتنظر مباشرة في عيني وأقول لك لماذا يمكنني أن أتكلم وأصل فكرتي حتى مع العفاريت الزرق وتستجيب لي ولن أستطيع ذلك معك ؟

بديت لي مدينة صاخبة بالتناقضات .. النوّر الذي ينسدل من عينيك يكفي لأن تتوضأ به .. من أنت ؟!

حبات التراب أنت رائحة الزيتون المزهوة تعانق الشّمس أنت ,قصيدة رسمتها بألوان أنت ! كلها صور جميلة بمنتهى الشغف سأفترش أوراقي الجافة وألتحف السماء .. أنا لوحدي أزهر, المطر لي يا صديق أنت وحدك ستغرق به طالما أوقفت تفكيرك أنت وحدك ستلعن الغباء يوم اتخذته شعاراُ !
لروحنا السلام