7:31 صباحًا / 12 مارس، 2025
آخر الاخبار

تجربة الجمع الخلاق بين المهنية الإعلامية والهوية الوطنية، “د. عابد الزريعي” يكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق “وكالة شفا“

تجربة الجمع الخلاق بين المهنية الإعلامية والهوية الوطنية، “د. عابد الزريعي” يكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق “وكالة شفا“

تشكل مناسبة التأسيس لأعضاء أية مؤسسة لحظة احتفالية، تختلط فيها مشاعر الفرح المعلنة بمشاعر القلق المخفية، فرح الوصول بمسيرة المؤسسة الى تاريخ الاحتفاء خاصة إذا تجاوز العقد، وقلق من تحديد قيمة ما تم تقديمه خلال تلك السنوات، وهل شكل ضمانة للاستمرار ام لا؟ وغالبا ما يكون الاختلاط بين الشعورين عنيفا، حينما يتعلق الامر بمؤسسة إعلامية تعمل في الساحة الفلسطينية بكل تعقيداتها، وقد أشهر في وجهها سيف الانقسام السياسي، وتهمة الانحياز الى هذا الطرف او ذاك من جهة، وحرصها على أداء دورها الوطني النابع من عمق انتمائها من جهة ثانية.


كان لابد من هذه المقدمة ونحن نحتفي مع شبكة فلسطين للأنباء بعمر الثالثة عشر، المتسم في تجرتها بدرجة عالية من النضج، خلافا لما يعتري البشر من نزق في هذا العمر. وفي هذا السياق نقول بيقين ان شفا استطاعت ان تكون بكل ما تنطوي عليه مفردة الكينونة من معاني الإصرار والمثابرة، وذلك نتيجة لمجموعة من المحددات على راسها القدرة الخلاقة على الجمع بين المهنية الإعلامية بكل ما يؤطرها من مفاهيم ومحددات، والهوية الوطنية بكل ما يحف بها من تحديات، وذلك في محيط فوار بالمواقف والقضايا تحركه خلافاته أكثر من توافقاته. هذا الجمع الخلاق سمح لشفا وبكل جسارة ان تكون صوتا للكل الوطني، لتتراص المواقف بعيدا عن او عملقة طرف وتقزيم اخر باللجوء الى اليات الحذلقة الإعلامية المعروقة. ومن هذه الزاوية حافظت على هويتها الوطنية الشاملة وصارت صوتا داعيا للوحدة الوطنية من غير ضجيج يستجلب لفت النظر لا أكثر.

لذلك كانت الوحدة الوطنية المجسدة في شفا أعمق وأكثر رسوخا من ضجيج الانقسام الطافي على السطح. وعلى هذه الأرضية استطاعت ان تكون ساحة للديمقراطية التي تشكل في الواقع السياسي ضمانة للوحدة، التي تتجسد هنا كممارسة إعلامية، وسلوك عمل يمكن ان يكون، دون الادعاء بانها تقوم بدور تبشيري او اسداء مواعظ وقرع أجراس الحكمة. هذه القضايا برمتها كانت محمية في ذات الوقت بالهوية الوطنية، هوية الانتماء التي تشكل شبكة الأمان الضامنة لعدم تحويل مفهوم المهنية الإعلامية الى مفهوم مطاط ولزج يشكل غطاء لتمرير كل ما هو مريب الى وعي المتلقي، ليصبح شعار الحق الذي كثيرا ما يكون الهدف من رفعه تكريس باطل في عالم اعلامي موار بالكمائن وخدع ضجيج مواقع التواصل وبريق الفضائيات. لقد كانت المصداقية هي خيط شفا الرابط بين المهنية والهوية، والضامن في ذات الوقت للتقدم والسير بأمان طوال تلك السنوات، والحضور اليقظ والمثابر في كل حدث يهم القضية الفلسطينية، في الوطن والشتات، بشكل مباشر او غير مباشر، مشكلة بذلك رابطا اخر بين كل أبناء فلسطين وداعميها ومسانديها أينما حط بهم المقام.

شاهد أيضاً

اللجنة الفرعية الأوروبية الفلسطينية لحقوق الإنسان والحكم الرشيد وسيادة القانون تعقد اجتماعها السنوي

شفا – عقدت اللجنة الفرعية الأوروبية الفلسطينية لحقوق الإنسان والحكم الرشيد وسيادة القانون، يوم الثلاثاء، …