12:52 صباحًا / 14 فبراير، 2025
آخر الاخبار

13 عامًا من الإعلام الحر والمصداقية في مواجهة التحديات، “د. عماد سالم” يكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق “وكالة شفا“

13 عامًا من الإعلام الحر والمصداقية في مواجهة التحديات، “د. عماد سالم” يكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق “وكالة شفا“

في عالم يفيض بالمعلومات الزائفة ويتعرض فيه الإعلام الفلسطيني لحملات تضليل وتكميم، برزت شبكة فلسطين للأنباء “شفا” كمنصة إعلامية مستقلة تحمل على عاتقها مسؤولية تقديم الحقيقة بموضوعية ومهنية، بعيدًا عن التشويه والانحياز. خلال ثلاثة عشر عامًا، لم تكن “شفا” مجرد وكالة أنباء، بل أصبحت صرحًا إعلاميًا يساهم في صناعة الوعي، ويوثق الأحداث التاريخية، ويفضح الجرائم التي يتعرض لها الفلسطينيون، رغم كل التحديات والعقبات التي واجهتها.

منذ انطلاقتها في العاشر من فبراير عام 2012، تميزت “شفا” بكونها منبرًا حرًا لا يخضع للإملاءات السياسية، بل يسعى لإيصال الصوت الفلسطيني إلى العالم. كان لها دور بارز في تغطية الأحداث المفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث وثقت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ونقلت بالصوت والصورة حجم الدمار والمعاناة التي تعرض لها الفلسطينيون خلال حرب السابع من أكتوبر 2023، مقدمة تقارير وتحقيقات كشفت بشاعة الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين.

لم يقتصر دورها على تغطية الأحداث العسكرية، بل امتد ليشمل قضايا الأسرى الفلسطينيين، حيث حرصت على تسليط الضوء على معاناتهم في سجون الاحتلال، وفضحت السياسات العنصرية التي تمارسها إسرائيل ضدهم، وساهمت في إبراز نضالاتهم داخل الزنازين. كما كانت منصة لمختلف الفئات المجتمعية، حيث نقلت نبض الشارع الفلسطيني، وغطت القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على حياة المواطنين اليومية.

على عكس العديد من المنصات الإعلامية التي انحازت لجهات أو تيارات معينة، حرصت “شفا” على تقديم نموذج للإعلام الوطني الجامع، حيث فتحت أبوابها لمختلف الآراء والأقلام الفلسطينية، وأعطت مساحة متوازنة لكل التيارات الفكرية والسياسية، مما جعلها تحظى بثقة جمهور واسع من المتابعين داخل فلسطين وخارجها.

لم تقف عند حدود السياسة فقط، بل امتدت تغطياتها إلى المجالات الثقافية والفنية والرياضية، وسلطت الضوء على الإبداعات الفلسطينية في مختلف المجالات، مساهمة في الحفاظ على الهوية الثقافية الفلسطينية وتعزيز الوعي المجتمعي.

في ظل الهيمنة الإعلامية التي تسعى إلى طمس الرواية الفلسطينية، لعبت “شفا” دورًا محوريًا في التصدي لمحاولات التضليل الإعلامي، من خلال تقديم محتوى موثوق يستند إلى الحقائق والأدلة، بعيدًا عن التهويل أو التحريف. لم تكن مجرد ناقل للأخبار، بل قامت بتفكيك الرواية الإسرائيلية وكشف زيفها، عبر التحليلات العميقة والتقارير الاستقصائية التي أثبتت مصداقيتها في أكثر من مناسبة.

لم تتوقف محاولات الاحتلال عند التضليل الإعلامي، بل سعى إلى تقييد المحتوى الفلسطيني عبر التضييق على المنصات الإعلامية، وحذف الحسابات التي تنقل الحقائق على مواقع التواصل الاجتماعي. رغم ذلك، استطاعت “شفا” أن تتجاوز هذه العقبات، وتبتكر استراتيجيات جديدة لضمان وصول محتواها إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، من خلال التوسع في استخدام الوسائط الرقمية الحديثة، وبناء شبكة علاقات دولية دعمت انتشار صوتها عالميًا.

بعد مرور 13 عامًا على تأسيسها، تستمر “شفا” في أداء رسالتها الإعلامية بروح جديدة، مستفيدة من التطورات التكنولوجية والتغيرات الحاصلة في المشهد الإعلامي. في ظل استمرار التحديات التي تواجه الإعلام الفلسطيني، تبقى الحاجة ماسة لمنصات إعلامية حرة ومستقلة، قادرة على نقل الحقيقة بمهنية وجرأة.

لقد أثبتت وكالة “شفا” أنها ليست مجرد وسيلة إعلامية عابرة، بل هي جزء أساسي من معركة الوعي الفلسطيني، حيث قدمت نموذجًا رائدًا في الإعلام الوطني المقاوم، واستطاعت أن ترسخ وجودها في المشهد الإعلامي رغم محاولات التهميش والحجب.

ومع استمرار الاحتلال في انتهاكاته، وتصاعد حملات التضليل، تزداد أهمية وجود منصات إعلامية مثل “شفا”، التي تتحمل مسؤولية تاريخية في نقل الحقيقة للعالم، وتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية، وترسيخ مفهوم الإعلام المقاوم الذي لا يخضع للضغوط، بل يظل وفيًا لمبادئه ورسالة شعبه.

كل عام ووكالة شفا في تألق، وكل التقدير لجهود العاملين فيها، الذين جعلوا منها منارة للإعلام الحر، ومرآة تعكس الواقع الفلسطيني دون تزييف أو تحريف.

شاهد أيضاً

تفاصيل جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى

تفاصيل جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى

شفا – يعمل الوسطاء بين إسرائيل وحماس، بناء على طلب إسرائيل، على تسريع إطلاق سراح …