10:45 مساءً / 13 فبراير، 2025
آخر الاخبار

الصين : غزة ليست ورقة مساومة سياسية ، بقلم : وانغ مو يي

الصين : غزة ليست ورقة مساومة سياسية ، بقلم : وانغ مو يي

الصين : غزة ليست ورقة مساومة سياسية ، بقلم : وانغ مو يي

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن قطاع غزة وتهجير سكانه عاصفة من الجدل العالمي. قال ترامب للصحافيين في يوم 4 فبراير إن إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال، كما تحدث عن تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى منها مصر والأردن. . ولم يكتف بذلك بل ذهب إلى حد التلويح بوقف المساعدات عن الأردن ومصر إن لم يقوما باستقبال اللاجئين الفلسطينيين.


تعكس تصريحات ترامب رؤية استفزازية تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة السياسية للشرق الأوسط، لكنها واجهت رفضًا دوليًا وعربيًا واسعًا لانتهاكها الحقوق الأساسية للفلسطينيين وتجاهلها للقانون الدولي.


عندما يتحدث ترامب غزة، وكأنه يتحدث بضاعة وورقة مساومة، لكن غزة ليست ساحة لتصفية الحسابات السياسية وإنما هي موطن أناس لهم حقوقهم الوطنية غير القابلة للتصرف. إن تداعيات هذا المقترح إذا تم تنفيذه ستكون كارثية، وعلى رأسها تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير سكان غزة، وبالتالي تهديد أمن المنطقة خاصة بالنسبة لمصر والأردن الواقعتين في الجوار من خلال خلق أزمة لاجئين جديدة. فرفضت مصر والأردن خطة التهجير بشكل قاطع، لأنه عندما يتم تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، فسوف تحدث مشكلة في البلدين.


وأعلنت مصر يوم 9 فبراير أنها ستستضيف “قمة عربية طارئة” في 27 فبراير الجاري حول تطورات القضية الفلسطينية. أن استضافة القمة تأتي بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية خلال الأيام الأخيرة، بما فى ذلك دولة فلسطين لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية.


إن احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها هو أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي. وتعد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وتهجير حوالي مليوني فلسطيني يعيشون هناك بلا شك انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، فوفقًا للقانون الدولي، فإن فصل أي جزء من قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية يُعدّ انتهاكًا لمبدأ “وحدة الأراضي”، كما يعد الترحيل القسري للسكان جريمة ضد الإنسانية، وهو محظور بموجب اتفاقيات جنيف والمحكمة الجنائية الدولية.


جوهر الحل للقضية الفلسطينية يكمن في احترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتطبيق مبدأ “حكم الفلسطينيين لأنفسهم”. والصين، باعتبارها دولة كبرى مسؤولة، كانت ولا تزال داعمة للقضية العادلة للشعب الفلسطيني، حيث تدعو إلى تحقيق سلام قائم على العدل والشرعية الدولية.


كما أعربت الصين معارضتها الشديدة للتهجير القسري لسكان غزة بعد إعلان ترامب عن خطته، وأشار متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إلى أن غزة ملك للشعب الفلسطيني، وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وليست ورقة مساومة في ألعاب سياسية، فضلا عن أنها ليست فريسة للأقوياء. الصين تدعم بقوة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وترى أن مبدأ “الفلسطينيون يحكمون فلسطين” هو مبدأ مهم يجب التمسك به في حوكمة غزة بعد انتهاء النزاع، وتعارض التهجير القسري لسكان غزة.


الصين على الاستعداد للعمل مع بقية دول العالم من أجل تحقيق حل الدولتين باعتباره المسار الأساسي للمضي قدما، ومن أجل التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ومبكرة للقضية الفلسطينية، تتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.


على ضرورة بقاء الفلسطينيين من أهالي القطاع في أرضهم، وعلى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي في هذا الصدد.

شاهد أيضاً

قمة بايرن وليفركوزن حاسمة في مشوار تحديد هوية بطل البوندسليغا

شفا – في مواجهة قد تكون حاسمة لتحديد هوية بطل الدوري الألماني لكرة القدم يخرج …