شفا -شارك نحو ثلاثين ألف متظاهر في العاصمة الإسبانية مدريد، الليلة الماضية، في مسيرة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال, فيما تتواصل حملات التضامن في ماليزيا بمشاركة نحو 20 منظمة .
وردد المتظاهرون المشاركون في المسيرة من مواطنين عرب ومتضامنين اسبان وجابوا شوارع العاصمة الإسبانية شعارات، منها ” الحرية للشعب الفلسطيني والحرية للأسرى ، و عاش نضال الشعب الفلسطيني ، و إسرائيل أسوأ أبارتهايد ” .
وأثناء المسيرة من ساحة ثيبيليس وحتى ساحة سول وسط العاصمة مدريد، كان المتضامنون يهتفون معا “الحرية للأسرى الفلسطينيين ” ، ومن ثم يقومون بتقييد أنفسهم ويغطون أعينهم في لفتة منهم لما يعانيه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، ويقومون برفع أيديهم حتى يجلبوا انتباه المشاركين في المسيرة لهذه القضية، وكانوا خلال المسيرة يعتمرون الكوفية الفلسطينية.
وتقدم هذه المسيرة التضامنية عدد من قيادات وأعضاء منظمات المجتمع المدني في شبكة التضامن مع فلسطين، والجاليات الفلسطينية، حيث كانت مناسبة هامة للتذكير بالقضية الفلسطينية وعدالتها.
وفي ماليزيا واصلت منظمات غير حكومية وجمعيات خيرية سلسلة فعاليات للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين ضمن حملة أطلقت عليها اسم “الجوع من أجل الحرية” انطلقت مع بدء الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال قبل أكثر من ثلاثة أسابيع.
يشار أن الحملة تأتي بمشاركة نحو 20 منظمة ماليزية ودعت إليها منظمة فلسطين للثقافة بماليزيا – تشمل فعاليات منوعة، ويشارك فيها المواطنون والأطفال وطلاب الجامعات وأفراد الجالية الفلسطينية والعربية في العاصمة كوالالمبور.
وأصدرت المنظمات المشاركة في الحملة بيانا عبرت فيه عن تضامن الشعب الماليزي مع الأسرى في سجون الاحتلال، ورفضه للممارسات الصهيونية ضدهم.
كما ركزت المنظمات على ضرورة تفعيل دور مؤسسات الشعب الماليزي في إبراز قضية الأسرى المضربين باعتبارها إحدى القضايا الإنسانية العالمية، التي تستوجب تحركا دوليا لإنهائها ووضع حد للانتهاكات المتواصلة للقوانين والأعراف الدولية من قبل سلطات الاحتلال.
وضمن فعاليات الحملة نظمت مؤسسة “أمان فلسطين” أمس السبت تجمعا لطلاب رياض الأطفال أعلنوا فيه تضامنهم مع أبناء وعائلات الأسرى الفلسطينيين، ووقع نحو 300 طفل ماليزي عريضة دعوا فيها المجتمع الدولي إلى تحرك حقيقي لرفع الظلم عن الأسرى في سجون الاحتلال، وعبروا خلالها عن مشاركتهم لحملة “الجوع من أجل الحرية”.
كما شارك أفراد من الجالية الفلسطينية وممثلون عن جمعيات ماليزية في وقفة تضامنية الجمعة أمام مكتب هيئة الأمم المتحدة في كوالالمبور، وجهوا خلالها رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالبوه فيها بتحرك عاجل لإنقاذ حياة الأسرى المضربين.
ودعا المشاركون الشعب الماليزي إلى مواصلة جهوده الداعمة للشعب الفلسطيني على المستوى الإنساني والإغاثي والسياسي، وطالبوا وسائل الإعلام بتخصيص جزء من بثها لتسليط الضوء على هذه القضية الإنسانية.
وقال رئيس منظمة الثقافة الفلسطينية بماليزيا مسلم أبو عمر إن الوقفة تأتي ضمن سلسلة فعاليات “نعبر فيها عن تضامننا مع أسرانا الأبطال في سجون إسرائيل، وأننا ماضون في نصرتهم إلى أن تتحقق مطالبهم”.
وأضاف أبو عمر في حديث للجزيرة نت أن الحملة تهدف إلى تسليط الضوء على واحدة من أهم القضايا الإنسانية التي يعيشها أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، كما تهدف إلى نقل المعاناة التي يعيشها الأسرى عبر وسائل الإعلام الماليزية للشعب الماليزي ليواصل فعالياته الداعمة والمناصرة.
وأوضح أن الحملة تشمل وقفات تضامنية ومسيرات شموع ينفذها الأطفال، إضافة إلى إقامة عدد من معارض الصور والمهرجانات في الجامعات الماليزية، وبرامج وفعاليات لزيادة الوعي لدى الشعب الماليزي عن القضية الفلسطينية وخصوصا قضية الأسرى “باعتبارها قضية إنسانية تستحق الدعم والتضامن من شعوب العالم، وسيتم تخصيص خطبة الجمعة القادمة في عدد من مساجد ماليزيا للحديث عن معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال”.
ونظمت كل من الجامعة الإسلامية والجامعة الوطنية الماليزية أسبوعا تضامنيا مع الشعب الفلسطيني تحت عنوان “عين على فلسطين”، اشتمل على عدد من الندوات والمحاضرات والفقرات الفنية وعروض الفيديو.
كما نظمت معارض للصور اشتملت على صور ووثائق تظهر مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتى اليوم، وضمت المعارض مجسمات جسدت المراحل المختلفة من تاريخ النضال الفلسطيني، من بينها تصوير مجسم للنكبة والهجرة القسرية للشعب الفلسطيني وأحداثها والمجازر الصهيونية، وأشكال لزنازين الأسر. وقام عدد من الطلبة بتمثيل أدوار الأسرى وتصوير إضرابهم فيها.
وبحسب رابطة الطلبة الفلسطينيين في الجامعة الوطنية، فقد زار المعرض الذي أقيم في حرم الجامعة عشرات الآلاف من الماليزيين وأبناء الجاليات العربية والمسلمة والمناصرة للشعب الفلسطيني.