![ثلاثة عشر عامًا من الحقيقة والمهنية والريادة ، الدكتورة تهاني رفعت بشارات تكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق "وكالة شفا "](https://www.shfanews.net/wp-content/uploads/2025/02/1332.jpg)
شبكة فلسطين للأنباء – شفا ، ثلاثة عشر عامًا من الحقيقة والمهنية والريادة ، بقلم : الدكتورة تهاني رفعت بشارات
في فضاء الإعلام الفلسطيني، حيث الحقيقة تكتب بمداد الصمود، سطعت “شبكة فلسطين للأنباء – شفا” كواحدة من أكثر المنصات الإعلامية تأثيرًا، ترسّخت في وجدان الفلسطينيين والعالم العربي بوصفها صوتًا حرًا لا تحجبه قيود الاحتلال ولا تكبّله الضغوط. واليوم، إذ تحتفل بذكرى انطلاقتها الثالثة عشرة، نقف إزاء مسيرة إعلامية مضيئة، تميزت بالمهنية والموضوعية والقدرة الفريدة على نقل الحقيقة من قلب الميدان.
إعلام الحقيقة لا يخشى العتمة
منذ تأسيسها، التزمت “شفا” بالمبادئ الراسخة للصحافة الحرة، فكانت منبرًا ينقل صوت فلسطين بعيدًا عن الزيف والتضليل، متسلحةً بالصدق والشفافية في نقل الأخبار والتقارير، دون انحياز أو مواربة. فقدمت تغطية شاملة للأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مركزةً على القضايا التي تمسّ المواطن الفلسطيني مباشرة، لتكون مرآةً تعكس همومه وطموحاته وأحلامه في وطنٍ يسعى إلى الحرية.
لكنّ “شفا” لم تكتفِ بنقل الحدث، بل انطلقت إلى عمق التفاصيل، محللةً ومستشرفةً الأبعاد المختلفة لكل قضية، لتضيء العتمة أمام جمهورها، وتجعله شريكًا واعيًا فيما يحدث على أرضه. فكانت تقاريرها وتحليلاتها بمثابة بوصلةٍ للمتابعين، تعيد رسم المشهد الفلسطيني كما هو، دون تزييف أو مبالغة.
ذاكرة الوطن وأرشيف النضال
على مدار ثلاثة عشر عامًا، لعبت “شبكة شفا” دورًا محوريًا في إبراز الرواية الفلسطينية، فكانت شاهدًا على الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وناقلًا أمينًا لمعاناة الأسرى، ولدماء الشهداء التي ارتوت بها الأرض، ولصوت اللاجئ الذي لا يزال يحمل مفتاح العودة في قلبه.
في فترات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كانت “شفا” في قلب الحدث، مراسلوها يواجهون القصف والخطر، حاملين كاميراتهم وأقلامهم، غير عابئين بالموت، لأنّ الحقيقة تستحق أن تُروى. لم يكن الأمر مجرد نقل خبر، بل كان معركة إعلامية لكشف الحقائق، حيث كان الاحتلال يسعى لطمس معالم جرائمه، بينما كانت “شفا” تقف على خط النار، شاهدةً وموثقةً، تقاوم بالكلمة والصورة.
وكما كانت حاضرة في غزة، لم تغب عن الضفة الغربية، حيث رصدت الاقتحامات اليومية، ونقلت هموم الفلسطينيين في مدنهم وقراهم ومخيماتهم، مُظهرةً للعالم الصورة الحقيقية للحياة تحت الاحتلال، بعيدًا عن الروايات المُضللة التي يحاول الإعلام الصهيوني تسويقها.
منصة للحوار وصوت لكل الفلسطينيين
لم تكن “شفا” مجرد ناقلٍ للأخبار، بل كانت منصة للحوار الوطني، تفتح أبوابها لكل الآراء، دون إقصاء أو تمييز، واضعةً مصلحة فلسطين فوق أي اعتبار. فقدمت مساحةً لجميع الأصوات، من السياسيين إلى الأكاديميين والباحثين والأطباء، وحتى المواطنين العاديين، لتكون بذلك إعلامًا حرًا يُخاطب الجميع، بعيدًا عن التجاذبات السياسية التي عصفت بالمشهد الفلسطيني.
رغم التحديات.. ماضيةٌ في رسالتها
لم تكن الرحلة سهلة، فقد واجهت “شبكة شفا” تحديات جمّة، من ضغوط سياسية واقتصادية، إلى محاولات تكميم الأفواه وفرض القيود على الصحافة الفلسطينية، لكنّها بقيت ثابتة، تُدرك أن رسالتها تتجاوز العقبات، وأن الإعلام الحر لا يُرتهن، بل يظل عصيًّا على الانكسار.
وفي ظل التطور الرقمي، لم تقف “شفا” عند حدود الإعلام التقليدي، بل توسعت في الفضاء الرقمي، لتعزز وجودها على منصات التواصل الاجتماعي، وتصل إلى جمهور أوسع، كاسرةً بذلك الحصار المفروض على الإعلام الفلسطيني، لتُخاطب العالم بلغته، وتنقل القضية الفلسطينية إلى كل مكان.
فلسطين تفتخر بكم!
لقد كان لي الشرف بالتعامل مع “شبكة شفا”، ونشر العديد من المقالات الأكاديمية والتعليمية والأدبية على منصتها. كان التعامل معها في قمة الاحترافية والشفافية، فوجدت فيها منبرًا يقدر الكلمة، ويمنحها المساحة التي تستحق، بعيدًا عن المصالح الضيقة.
اليوم، في ذكراها الثالثة عشرة، نقول بكل فخر: شبكة شفا ليست مجرد منصة إخبارية، بل هي صوت فلسطين الحر، هي ذاكرة النضال، وسجل الحقيقة، وصدى المظلومين، ومنارةُ لكل من يبحث عن الخبر الصادق والتغطية المهنية.
نتمنى لها مزيدًا من التقدم والازدهار، وأن تستمر في مسيرتها الإعلامية النبيلة، لتكون كما كانت دائمًا: راية الحقيقة التي لا تسقط، وصوت فلسطين الذي لا ينكسر.
- – الدكتورة تهاني رفعت بشارات – فلسطين