11:38 مساءً / 10 فبراير، 2025
آخر الاخبار

“د. خالد دويكات.. قامة علمية سامقة تزين سماء المعرفة” ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

"د. خالد دويكات.. قامة علمية سامقة تزين سماء المعرفة" ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله الذي رفع الذين أوتوا العلم درجات، والصلاة والسلام على معلم البشرية، محمدٍ النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ها نحن اليوم نقف إجلالًا وتقديرًا لنبارك لأحد فرسان العلم ورموز الفكر الأكاديمي، الرجل الذي خطّ مسيرته العلمية بحبر الاجتهاد ورسم مستقبله بنور المعرفة، الأستاذ الدكتور خالد دويكات، الذي حاز بجدارة واستحقاق على درجة الأستاذية (Full Professor) في مناهج اللغة الإنجليزية وأساليب تدريسها، ليكون بذلك منارة علمية تُضاف إلى سجل الإنجازات التي يحق لوطننا أن يفتخر بها، ولجامعته التي نهل من معينها، ولطلابه الذين نهلوا من علمه الواسع.

مسيرة علمية مُلهمة

منذ أن وضع الدكتور خالد دويكات قدميه على درب العلم، كان يدرك أن هذا الطريق ليس مفروشًا بالورود، بل يحتاج إلى صبرٍ وتفانٍ لا يعرفان الملل، وعزمٍ لا تهزه العثرات. فقد مضى أكثر من ربع قرن من العطاء الأكاديمي في جامعة القدس المفتوحة، تلك الجامعة التي كانت وما زالت منبرًا للفكر المستنير، ومنصةً لصناعة العقول الواعدة. خلال هذه السنوات، لم يكن د. دويكات مجرد أستاذٍ جامعيٍّ يؤدي مهامه الوظيفية فحسب، بل كان قائدًا تربويًا، وموجهًا أكاديميًا، ومصدر إلهامٍ لطلابه وزملائه على حدٍّ سواء.

إن نيل درجة الأستاذية ليس مجرد لقبٍ أكاديمي يُضاف إلى سجل الشهادات، بل هو تتويج لمسيرةٍ طويلةٍ من البحث، والكتابة، والإشراف، والتدريس، والتوجيه، والارتقاء بمستوى التعليم والبحث العلمي. فكم من طالبٍ تتلمذ على يديه، وكم من باحثٍ نهل من علمه، وكم من كتابٍ ومقالٍ ومشروعٍ علمي كان بصمته واضحة فيه!

تواضع العالم ورُقيّ المعلّم

من أسمى الصفات التي تميّز الدكتور خالد دويكات، أنه لم يكن يومًا ذلك الأستاذ الذي يجلس في برجٍ عاجي بعيدًا عن طلابه، بل كان دائم القرب منهم، يفتح لهم أبواب المعرفة، ويساعدهم في تحقيق أحلامهم الأكاديمية والمهنية. لم يكن علمه حاجزًا بينه وبين الآخرين، بل كان جسرًا يعبر من خلاله كل باحثٍ عن الحقيقة، وكل طالبٍ يطمح إلى النجاح.

كم هي عظيمةٌ تلك النفوس التي تحمل في داخلها تواضع العلماء، وتدرك أن الرسالة الأسمى للعلم ليست في الألقاب ولا في المناصب، بل في العطاء اللامحدود، وفي ترك بصمةٍ خالدةٍ في عقول الأجيال القادمة.

شكرٌ وامتنانٌ وعرفانٌ بالجميل

وفي لحظة الفخر هذه، لا بد لنا أن نرفع أسمى آيات التقدير والعرفان لكل من كان له دور في هذه المسيرة المشرّفة، من أساتذةٍ، وزملاءٍ، وطلابٍ، وعائلةٍ كانت دومًا السند الحقيقي في كل خطوةٍ من خطوات النجاح. فلولا هذه الروابط الإنسانية العميقة، لما اكتملت اللوحة، ولما وصل النجاح إلى ذروته.

نحن فخورون بك، د. خالد دويكات!

نحن اليوم لا نهنئك فقط، بل نهنئ أنفسنا بك، ونهنئ وطننا الذي يزدان بكوكبة من العلماء الذين يُشرّفون ساحاته، ونهنئ طلبتك الذين ينهلون من علمك وأخلاقك، ونهنئ جامعتك التي تحتضن قاماتٍ علمية سامقة.

فخرٌ واعتزازٌ بالتعاون العلمي

ليس الفخر اليوم مقتصرًا على نيلكم درجة الأستاذية فحسب، بل هو ممتدٌ لكل من عرفكم وتعلّم منكم واستلهم من نهجكم الأكاديمي الرصين. وأشعر بفخرٍ خاصٍ أنني كنت من بين الذين نالوا هذا الشرف، فقد كان لي الحظ العظيم بأن تكون الممتحن الخارجي لرسالتي للدكتوراه في ماليزيا، وهي محطةٌ علميةٌ لن أنساها، حيث لم يكن تقييمكم مجرد إجراءٍ أكاديميٍّ عابر، بل كان درسًا في الدقة، والموضوعية، والعمق العلمي. كما أنني أعتز وأفخر بالتعاون البحثي الذي جمعنا في أكثر من دراسةٍ علمية، وهو تعاونٌ أثمر عن إضافاتٍ قيّمة في ميدان البحث العلمي، وكان شاهدًا على إيمانكم العميق بأهمية تبادل المعرفة وإثراء الفكر الأكاديمي بالمناقشات الهادفة والتجارب البحثية العميقة.

كل التوفيق والنجاح لكم د. خالد دويكات، فأنتم مثالٌ يُحتذى في العلم والعطاء.

دكتور خالد، أنت نموذجٌ للعالم الذي يجمع بين العلم والتواضع، بين الاجتهاد والإخلاص، بين التألق والبساطة. تستحق هذه الدرجة العلمية الرفيعة بكل جدارة، ونتمنى لك مزيدًا من العطاء والنجاح، ونسأل الله أن ينفع بك، ويزيدك من فضله، وأن تبقى كما عهدناك، منارةً مضيئةً في دروب العلم والمعرفة.

دمت ذُخرًا للوطن، وقلوبنا تنبض فخرًا بك!

شاهد أيضاً

النرويج تستضيف مؤتمراً دولياً يطالب بتعليق عضوية دولة الاحتلال في المنظمات الدولية

النرويج تستضيف مؤتمراً دولياً يطالب بتعليق عضوية دولة الاحتلال في المنظمات الدولية

شفا – شاركت دائرة مناهضة الفصل العنصري (الأبارتهايد) في منظمة التحرير الفلسطينية في المؤتمر الدولي …