![تحديات جهود الوقاية والمكافحة من المخدرات والمؤثرات العقلية في فلسطين في ظل الاحتلال الإسرائيلي ، بقلم د. خالد أبو ظاهر](https://www.shfanews.net/wp-content/uploads/2025/02/117-1.jpg)
تحديات جهود الوقاية والمكافحة من المخدرات والمؤثرات العقلية في فلسطين في ظل الاحتلال الإسرائيلي ، بقلم د. خالد أبو ظاهر
صرح الناطق الاعلامي باسم الشرطة الفلسطينية انه في 8-02-2025 وأثناء مهمة لإدارة مكافحة المخدرات والتي كانت تقوم بمطاردة تجار ومروجي مواد مخدرة وممنوعات، في نهاية ضاحية الريحان، وعند وصولها إلى منطقة واد مطر القريب من قرية المزرعة الغربية اعترضتها دورية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي والذين قاموا بإيقاف الدورية وتعطيل عملها، الأمر الذي ساهم في هروب تجار المخدرات والممنوعات، وكان هذا الحدث هو الذي دفعني الى كتابة هذه المقالة.
لقد أدرك الاحتلال الاسرائيلي خطورة تماسك المجتمع الفلسطيني على بقاء مشروعه الباطل على هذه الأرض، كما أنه أدرك أن المجتمع الفلسطيني يشكل حاضنة للمقاومة الفلسطينية التي يسعى لإيقافها بأي شكل من الأشكال سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة او في القدس ، يضاف إلى ذلك إدراكه لفشله في أي مواجهة مباشرة واضحة مع الشعب الفلسطيني أينما وجد ، كما حدث معه في قطاع غزة ، لذلك وجد بالمخدرات أملاً لتحقيق غاياته الخبيثة في ضرب المجتمع وتفكيكه، من خلال وضع العراقيل امام الاجهزة الامنية وخاصة افراد إدارة مكافحة المخدرات ومنعهم من القيام بواجبهم ومسؤولياتهم في الوقاية والمكافحة من أفة المخدرات ، الأمر الذي يضع المسؤولين الفلسطينيين سلطة وفصائلاً بالدرجة الأولى وجمعيات أهلية بالدرجة الثانية وناشطين بالدرجة الثالثة تحت المسائلة عن استراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة تلك الجهود الخبيثة والحثيثة من قبل الاحتلال لنشر المخدرات واعاقة مظاهر الوقاية والمكافحة بين أبناء شعبنا عموماً وفي القدس على وجه الخصوص.
أولا – العوامل والاسباب التي تؤدي الى تعاطي وانتشار المخدرات في فلسطين
ان مشكلة تعاطي المخدرات ليس لها جانب واحد ، وهي من الظواهر الاجتماعية المرضية في العالم الحديث ، وان وجهة النظر غير التقليدية لمشكلة تعاطي المخدرات تعتمد على شمولية الرؤية الى هذه المشكلة ومن خلال النظر اليها من مختلف الجوانب وليس من جانب واحد، وبالتالي النظر اليها من منظور تكاملي يشمل العوامل والاثار الجسمية والنفسية والعقلية والاجتماعية والاقتصادية والامنية ، وان النظر الى المشكلة من منظور احادي يسبب نوعا من سوء او خطا الفهم لهذه الظاهرة او المشكلة وهناك اسباب عديدة ومتداخلة ومترابطة معا تؤدي الى ظهور مشكلة تعاطي وادمان المخدرات ، وقد تم تصنيفها الى عدة عوامل ، هي :
1- عوامل تتعلق بالفرد نفسه : هناك مجموعة من الاسباب التي تدفع الشخص للجوء الى تعاطي المخدرات ، مثل :
انخفاض مستوى التعليم ، تدني المستوى العقلي ، سوء استخدام اوقات الفراغ ، سوء اختيار الاصدقاء ، ضعف الشخصية وسهولة التأثير عليها ، وجود مشكلات اجتماعية لدى الشخص ، وجود مشكلات دراسية ، حب الاستطلاع والتقليد والتجربة والمغامرة ، غياب الوازع الديني والاخلاقي ، تصديق المعلومات الغير دقيقة والمغلوطة والمزيفة عن تأثير المخدرات مثل انها تزيل الشعور بالقلق والاكتئاب والملل وتزيد القدرة الجنسية والواقع خلاف ذلك ، وغيرها من الاسباب التي تتعلق بالفرد وشخصيته.
2- عوامل تتعلق بالبيئة المحيطة به: وتتعدد الاسباب البيئية المحيطة بالشخص وتدفعه الى تعاطي المواد المخدرة، مثل:
⦁ المسكن الذي يقيم به الشخص: فكلما كان سيئا ولا يلبي حاجات الانسان من الراحة والامان والطمأنينة، سيدفع صاحبه الى اللجوء الى البحث عن الراحة والطمأنينة في المكان الخطأ.
⦁ الحي الذي يقيم به الشخص: حيث ان الاحياء الاجرامية لن تعلم افرادها الا كيفية القيام بالجرائم، وتعاطي المواد السامة بكافة انواعها
⦁ الأصدقاء والرفقاء: يرتبط الشخص بأقرانه وجدانيا ويكون تأثيرهم عليه قوي وخطير وخاصة إذا كانوا من المنحرفين المتعاطين للمخدرات
⦁ عدم وجود أماكن للنشاط مثل الاندية ذات البرامج الهادفة لتفريغ الطاقة لديهم مما يؤدي إلى ضياعهم وتبديد الجهد والابداع لديهم وبالتالي إدمانهم على المخدرات
⦁ ظروف العمل قد تؤثر على الشباب بصورة غير مباشرة وتقودهم الى المخدرات وخاصة إذا كانت أعباء العمل تفوق قدرة الشباب الجسمية مع قلة في المردود المادي وطول في ساعات العمل
3- عوامل تتعلق بالأمور الاجتماعية والاسرية : ان هناك صفات مميزة للأسرة التي يترعرع فيها متعاطو المخدرات وان اهم الصفات التي تتميز بها هذه الاسر هو عدم الاستقرار في العلاقات الزوجية وارتفاع نسبة التفكك الاسري ، ويعتبر الطلاق من العوامل المسببة للتصدع الاسري وجنوح الاحداث لان الطلاق والانفصال يعني للأبناء الحرمان من الحب والحنان والعطف ومن الرقابة والتوجيه والارشاد السليم وكذلك تدني المستوى المعيشي للأسرة ، والمعاملة السيئة للأبناء او القسوة الزائدة عليهم ، وادمان احد الوالدين للمخدرات يشجع الابناء على التقليد لغياب القدوة الحسنة في الاسرة .
4- عوامل تتعلق بالمؤسسات التعليمية وخاصة المدرسة: ان فشل المدرسة في القيام بوظائفها وتحقيق رسالتها يدفع الشباب الى الانحراف عن الطريق السوي وقد يكون سببا من أسباب تعاطي المخدرات، فسوء معاملة المدرسين وقسوتهم للطلبة يجعل من المدرسة مثيرا شرطيا للألم والعقاب، ويجد الطلاب في البيئة الخارجية للمدرسة مكان لتحقيق رغباتهم فيهربون من المدرسة.
5- عوامل تتعلق بوسائل الاعلام: ان وسائل الاعلام المختلفة وخاصة القنوات الفضائية الخاصة قد تورط نفسها في مشكلة خطيرة دون إدراك ابعادها وذلك عند بث برامج وافلام تدعو الى الفواحش والرذيلة بشتى أنواعها وفي بعض الأفلام تظهر عملية تعاطي المخدرات وما يتبعها من نشوه وفرح وانبساط، ولان الشباب في مقتبل العمر يبحث عن المغامرة والتقليد فيدفعه ذلك الى حب التجربة وبالتالي الى الإدمان.
6- عوامل تتعلق بالمجتمع: المجتمع هو الحاضنة الثانية للأبناء بعد الاسرة، فبوجود اماكن الجذب والاثارة والمغريات واللهو وتوفر المخدرات مع سهولة الحصول عليها وبأثمان قليلة وضعف الرقابة من مؤسسات المجتمع على افراده، ووجود أوقات فراغ كبيرة لدى الشباب سيدفعهم الى الهروب من المنزل او المدرسة والبحث عن تلك الأماكن للإثارة والتفريغ النفسي وتعاطي المخدرات والسموم الأخرى.
7- عوامل تتعلق بالثقافة: وتتمثل في انتشار الثقافات الدخيلة على المجتمع التي من ضمن تعاليمها ضرورة تعاطي المخدرات، وكذلك الصراع الثقافي والصراع الحضاري، والصراع بين الأجيال.
8- عوامل تتعلق بالحالة الصحية والنفسية: فمن طبيعة النفس البشرية البحث عن الفرح والسرور في الحياة المدنية الحديثة والابتعاد قدر الامكان عن المشاكل والمتاعب والهموم فيسعى لتحقيق ذلك من خلال اللجوء الى التعاطي، وهناك بعض الامراض النفسية والاضطرابات العصبية والامراض المزمنة، والاستعداد الوراثي لتعاطي المواد المخدرة، والتي يجب ان تعالج ببعض الادوية وتحت رقابة الطبيب.
9- عوامل تتعلق بالسياسية: إن الاستعمار يهدف الى السيطرة على الدول وإضعافها وشل طاقاتها وقتل وتدمير نفوس أفرادها ليتسنى له نهب ثرواتها والتحكم بها، وهذا لا يتم الا عند نشر المخدر ات بأنواعها وبأثمان زهيدة، ومثال ذلك ما فعلته إسرائيل في مصر بعد معاهدة السلام في سبعينيات القرن العشرين عندما نشرت المخدرات والحشيش بشكل كبير في المجتمع المصري.
10- عوامل تتعلق بالاحتلال: حيث قامت دولة الاحتلال الاسرائيلي باستيراد خشخاش الافيون من تركيا واستنباتها في إسرائيل بهدف ترويجه بين أوساط الشعب الفلسطيني في المناطق التي يقيمون فيها وفي داخل السجون التي يودعون فيها قصد تدمير الشعب حيث إن من أعظم مخططات اليهود في العالم نشر المخدرات في العالم العربي والاسلامي وخاصة في المجتمع الفلسطيني من اجل السيطرة عليه وإغراقه في بحر من الجهل والتبعية والضعف، والقضاء على فكرة تحرره واستقلاله.
11-عوامل تتعلق بالوضع الاقتصادي: تلعب العوامل الاقتصادية دورا أساسيا في انتشار المخدرات على نطاق واسع مثل الفقر والبطالة وعدم توفر فرص عمل كافية ومناسبة في المجتمع خصوصا بين الشباب، إضافة إلى غلاء الاسعار وانخفاض أجور العمال والضعف المالي والتقني للحكومات، كل ذلك يدفع الشباب الى الهروب من الواقع عبر تعاطي المواد المخدرة.
ان اسباب عديدة ومتداخلة ومترابطة معا تؤدي الى ظهور مشكلة تعاطي وادمان المخدرات، فالأمر لا يتعلق فقط بالفرد وانما يشمل جميع ما يحيطه من مؤثرات وعوامل سواء اكانت اجتماعية او اقتصادية او اسرية او سياسية او صحية او امنية او احتلالية ممنهجة ومقصودة.
ثانيا – واقع ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع الفلسطيني
ان مشكلة الاتجار والتعاطي والترويج للمخدرات بكافة أنواعها، تعتبر من أخطر المشاكل التي تواجه المجتمعات الحديثة، لما لها من ابعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية وامنية وسياسية ودينية وصحية، وقد زادت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ في كثير من دول العالم.
وان ظاهرة تعاطي المخدرات ازدادت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في المجتمع الفلسطيني، من خلال ازدياد اعداد المتعاطين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، التي أدت الى حدوث جرائم متعددة ومتنوعة، أضف الى ذلك حدوث المشاكل الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والنفسية للأفراد والمجتمع. على الرغم من عدم وجود احصائيات رسمية تدلل على العدد الحقيقي لمتعاطي المواد المخدرة ومدمنيها وتشير الى الوضع الحقيقي لحجم مشكلة المخدرات في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، الا انه لا يمكن الانكار بان حجم المشكلة في ازدياد مطرد وهذا ما تدلل عليه احصائيات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لعدد من قضايا ضبط المخدرات وعدد المتورطين فيها على مدار العشر سنوات الماضية.
فقد شهدت فلسطين في السنوات الأخيرة “2016 حتى 2020” ارتفاعًا ملحوظًا في قضايا ضبط المخدرات، سواء على صعيد تعاطيها أو على صعيد الاتجار بها وترويجها، أو على صعيد زراعتها أو تصنيعها، حتى أصبحت ظاهرة مستشرية لا يستهان بها، أخذت تنهش المجتمع الفلسطيني، وتدمر وتفتت نسيجه من كافة النواحي سواء الناحية الاجتماعية أو النفسية أو الاقتصادية أو السياسية، بعدما استخدمها الاحتلال لتحقيق غاياته.
وفي 2017 عرض المعهد الوطني للصحة العامة في رام الله بالتعاون مع وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية في فلسطين، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والوكالة الكورية للتعاون الدولي،
نتائج دراسة خاصة بمدى انتشار وتعاطي المخدرات في فلسطين، أعدها وكشفت النتائج أن حوالي (26500) شخص يتعاطون المخدرات بشكل خطر في فلسطين، بينهم (16453) في الضفة يتعاطون بشكل رئيسي الحشيش والماريجوانا الصناعية، و(10047) في غزة يتعاطون بشكل رئيسي الترامادول والليريكا، وان هناك (1118) شخصًا من أصل (26500) يتعاطون المخدرات بالحقن، (61%) منهم من شمال الضفة الغربية و(20%) منهم من وسط الضفة الغربية، بدأوا بالتعاطي تحت سن 18 سنة.
وفي بداية عام 2023 قال المتحدث بإسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات بان إدارة مكافحة المخدرات تعاملت على مدار عام 2022 مع 1718 قضية ضبط مخدرات تنوعت ما بين تجارتها ، وترويجها ، وزراعتها ، وتوزيعها ، وقد كانت محافظة اريحا المحافظة الأكثر تسجيلا لهذه القضايا والتي بلغت 241 قضية بنسبة 14% من بين هذه القضايا المسجلة لدى الإدارة ، تلتها محافظة طولكرم والتي سُجل فيها 212 قضية بنسبة بلغت 12% ، وبعدها جاءت بيت لحم وقلقيلية بنسبة 11% لكل منها ، بينما كانت طوباس المحافظة الأقل تسجيلا لهذه القضايا بنسبة بلغت 2% .
ان مشكلة المخدرات من حيث التعاطي والترويج والاتجار وغيرها من الجرائم لا يمكن انكارها في المجتمع الفلسطيني فالإحصائيات والتقارير والمؤشرات تدل على ازدياد مطرد في نسبها، والخطوة التالية المهمة في هذا الموضوع هو وضع خطط وطنية للوقاية والمكافحة على مستوى الوطن وبمشاركة كافة مؤسسات الدولة العسكرية والامنية والشرطية والمدنية العامة والخاصة بالشراكة مع جميع الوزارات ذات العلاقة للتصدي لهذه الافة المدمرة.
ثالثا- تحديات جهود الوقاية والمكافحة من افة المخدرات وجرائمها في ظل الاحتلال الاسرائيلي
هناك تحديات متعددة الجوانب تعيق جهود دولة فلسطين من القيام بواجبها ايزاء مشكلة المخدرات ، ولكن من أهم التحديات التي تواجه اجهزة الامن الفلسطينية تكمن في وجود الاحتلال حيث ان أجهزة إنفاذ القانون الفلسطينية لا تتمكن من العمل كبقية نظراءها في الدول الاخرى في مراقبة الحدود كون الاراضي الفلسطينية ما زالت تحت الاحتلال وهذا الوضع يفرض قيود على عملهم في مراقبة المخدرات وملاحقة المجرمين في عدة مناطق في الاراضي الفلسطينية المحتلة والتي تسيطر عليها السلطات الإسرائيلية، ويعمل الاحتلال الإسرائيلي على اعاقة وكبح كافة الإجراءات والجهود الرامية الى الوقاية والمكافحة للحد من انتشار المخدرات في الأراضي الفلسطينية من خلال مجموعة من المحاور واهمها :
- 1 اتفاقية أوسلو: حسب بعض بنود اتفاقية أوسلو ، فقد عمل الاحتلال الإسرائيلي على تصنيف بعض المناطق ، بمناطق (C) و تضم كافة المناطق الريفية التي تقع من الناحية الأمنية تحت سيطرته، ولا يسمح لأفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية من ممارسة صلاحياتها في تلك المناطق، وهذا اعطى مجالا لتجار المخدرات من استخدام هذه المناطق لممارسة نشاطهم سواء بزراعة او ترويج او بيع المخدرات.
2- السيطرة على الحدود والمعابر: يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على جميع المعابر الدولية ولا يسمح لأفراد الأجهزة الأمنية بالإشراف عليها، فيسهل مرور المخدرات الى أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية بقصد.
3- السيطرة على الطرق الخارجية بين المدن: عدم السماح لأفراد الأجهزة الأمنية من ممارسة صلاحياتهم بالرصد والمراقبة والمتابعة والضبط على الطرق الخارجية من قبل الاحتلال الإسرائيلي يفاقم من مشكلة تعاطي المخدرات في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية.
4- التحكم بالوضع الاقتصادي: يعمل الاحتلال الإسرائيلي على التضييق على الاقتصاد الفلسطيني بشكل كامل من خلال مجموعة ممارسات مثل – تحديد اعداد التصاريح للعمال واقتطاع مبالغ من أموال المقاصة وغيرها من الممارسات التي تؤدي الى عجز السلطة الوطنية عن معالجة أمور اقتصادية هامة مثل معالجة البطالة وتوفير الرواتب كاملة وإيجاد فرص عمل للشباب، كل ذلك يدفع الشباب الى الهروب من هذا الواقع المؤلم الى عالم الخيال والنسيان من خلال تعاطي المخدرات.
5- الوضع السياسي: يعمل الاحتلال على تضييق افق الحلول السياسية وفرض سياسة الامر الواقع وهذا يدفع الشباب الى أمور كثيرة ومنها تعاطي المخدرات.
6- القدس الشرقية وسياسات الاحتلال فيها: يعمد الاحتلال الى سياسة غض البصر وعدم محاسبة من يتاجر او يوزع المخدرات في القدس الشرقية لإغراق المجتمع الفلسطيني بالمخدرات، ولا يسمح بفتح مراكز لتأهيل المدمنين وعلاجهم بل يعمل الاحتلال على معاملة المدمنين كحالات اجتماعية ويصرف لهم مخصصات شهرية ليزيد حوافز الانغماس في المخدرات.
7- حملة الهويات الإسرائيلية: سمح الاحتلال بفتح الأسواق الفلسطينية لحملة الهويات الإسرائيلية، ومع وجود ضعاف النفوس بينهم ساعدوا في نقل وبيع وانتشار المخدرات الى الأراضي الفلسطينية.
8- النظم القانونية: ان سماح الاحتلال لتعاطي بعض أنواع المخدرات اوجد حالة من الاختلاف في النظم القانونية وشجع بعض الأشخاص على تعاطي المخدرات.
9- المخدرات الكيميائية: يعمل الاحتلال على انتشار المخدرات الكيميائية في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال إيجاد شبكات من المتعاونين معه تعمل على تصنيع وترويج وبيع هذه المخدرات من اجل تحقيق غايات مختلفة ومنها إيقاع الشباب في مستنقع العمالة للتعاون معها لضرب المقاومة الفلسطينية ومن اجل تحقيق مكاسب مادية على حساب الشعب الفلسطيني.
10- الأجهزة الأمنية: يتعمد الاحتلال الإسرائيلي اضعاف الأجهزة الأمنية وخاصة إدارة مكافحة المخدرات من خلال منعها من ممارسة صلاحياتها بالوقاية والمكافحة، واخرها حادثة ام الريحان.
11- اجتياح المدن: ان قوات الاحتلال الإسرائيلي تجتاح المدن الفلسطينية وتعيث بها خرابا مقصودا وتمنع قوات الامن الفلسطينية من ممارسة مهامها حتى في داخل المدن، وهذا يشجع ضعاف النفوس على الاتجار والترويج للمخدرات حتى في داخل المدن الفلسطينية.
ان الاحتلال الإسرائيلي يعمد إلى استخدام كافة الأساليب المتاحة التي من شأنها تدمير وتفتيت المجتمع الفلسطيني ومن بين هذه الأساليب إغراق الشارع الفلسطيني بالمخدرات بأشكالها وأنواعها المتعددة، من خلال ترحيل داء المخدرات إلى مناطق الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة ، ويعمل على تسهيل ترويجها والاتجار بها، واستنباتها، وزراعتها، وتصنيعها، بهدف إسقاط وتدمير عنصر الشباب، وجره إلى عالم الجريمة بكافة أشكالها ، ويعطل عمل الاجهزة الامنية الفلسطينية في الوقاية ومكافحة المخدرات ؛ وبالتالي سهولة السيطرة على المجتمع الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال، هذا بالإضافة لتحقيق المكاسب المالية الطائلة التي يجنيها من هذا الباب، فدولة الاحتلال تعدُّ من أكثر الدول المنتجة للمخدرات إقليميًا ، وان جميع المعيقات والتحديات التي تعيق جهود الوقاية والمكافحة من جرائم المخدرات في المجتمع الفلسطيني مرتبطة بوجود الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.
وفي الخلاصة نقول ان هناك مجموعة من المعيقات والتحديات التي تعيق جهود الوقاية والمكافحة من جرائم المخدرات في المجتمع الفلسطيني والمرتبطة ارتباطا وثيقا بوجود الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية تبدأ من اتفاقية أوسلو مرورا بالوضع الاقتصادي والسياسي والأمني والقانوني وغيرها من الأمور التي سبق ذكرها.
وللتخفيف من تأثيرات هذه المعيقات، نوصي يما يلي:
1- توصية للمشرع الفلسطيني بتشديد العقوبة في جرائم المخدرات بكافة اشكالها، لما لها من تأثير مدمر على المجتمع.
2- الاجهزة الامنية الفلسطينية مطالبة بضرورة العمل على الحد من أساليب الاحتلال الإسرائيلي في نشر وتشجيع تعاطي المخدرات من خلال توعية افراد المجتمع من مخاطر المخدرات بالشراكة مع المؤسسات التربوية، الوسائل الاعلامية، دور العبادة، الاسر، وزارة الصحة، وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة الشباب، وجميع المؤسسات العامة والخاصة وذات العلاقة.
3- السلطة الوطنية الفلسطينية مطالبة بإعادة النظر في بعض بنود الاتفاقيات مع الاحتلال الاسرائيلي فيما يتعلق بالوضع السياسي والاقتصادي والأمني والقانوني وبعمل الاجهزة الامنية الفلسطينية وخاصة صلاحيات عناصر ادارة مكافحة المخدرات.
4- الاجهزة الامنية الفلسطينية مطالبة بتطوير سبل مواجهتها لتجار المخدرات حيث انهم يستخدمون سبل حديثة ويستغلون التقدم العلمي والتكنولوجي في تجارة المخدرات.
- – خالد أبو ظاهر – جامعة الاستقلال