ينبغي لدول العالم تقديم المساعدة لغزة بدلا من زيادة الوضع سوءا ، بقلم : باي يوي

ينبغي لدول العالم تقديم المساعدة لغزة بدلا من زيادة الوضع سوءا ، بقلم : باي يوي

في الآونة الأخيرة، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات مثيرة للدهشة خلال اجتماعه مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، حيث صرح بأن الفلسطينيين في قطاع غزة يجب أن يتم “تهجيرهم” بشكل دائم في أماكن أخرى، وأن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة على المدى الطويل وتطويره. وقد لاقت هذه التصريحات معارضة شديدة من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك الصين، وكذلك العديد من الدول العربية وجامعة الدول العربية.
يعتقد المحللون أن خطة “السيطرةالأمريكية على غزة” ستواجه مقاومة شديدة، وأن تنفيذها أمر مشكوك فيه بشكل كبير. وفي حال إصرار الولايات المتحدة على تنفيذ هذه الخطة، فإن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة في منطقة الشرق الأوسط.
على المدى القصير، من المحتمل أن تؤثر تصريحات ترامب سلبا على مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاقية وقف إطلاق النار، حيث سيلقى هذا المخطط معارضة شديدة من حركة حماس، مما قد يدفع القوى اليمينية الإسرائيلية إلى الاعتقاد بأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار لن تتحقق. أما على المدى الطويل، فإن هذه الخطة تبتعد تماما عن “حل الدولتين” الذي يلقى دعما واسعا من المجتمع الدولي، وإذا أصرت الولايات المتحدة على المضي قدما في هذا المخطط، فإنها ستزيد من صعوبة تنفيذ “حل الدولتين”.

تواصل الصين دعمها الثابت للقضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية الشرعية، وتدعم تعزيز الوحدة بين مختلف الفصائل الفلسطينية.
وفي 26نوفمبر عام 2024، وجه الرئيس الصيني شي جين بينغ برقية تهنئة للأمم المتحدة بمناسبة الذكرى السنوية لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك للسنة الثانية عشرة على التوالي. وأعرب فيها عن دعم الصين الثابت، حكومة وشعبا، للشعب الفلسطيني الذي يعاني من القتال والأزمة الإنسانية.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية قو جيا كون في المؤتمر الصحفي الاعتيادي يوم 6 فبراير إن غزة هي للفلسطينيين وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وليست ورقة لصفقة سياسية، ناهيك عن أن تكون ضحية لقانون الغابة. لقد تعرضت غزة لما يكفي من الدمار الهائل ومعاناة النازحين جراء نيران الحرب، فينبغي للمجتمع الدولي وخاصة الدول الكبرى أن تعمل يدا بيد على تقديم المساعدات الإنسانية والمساهمة في إعادة إعمار غزة في هذه الظروف الصعبة، بدلا من زيادة الوضع سوءا.

يدعم الجانب الصيني بكل ثبات الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، ويرى دائما أن”حكم فلسطين من قبل الفلسطينيين”هو المبدأ المهم الذي لا بد من التمسك به لحكم غزة ما بعد الحرب، ويرفض الترحيل القسري لسكان غزة. إن الجانب الصيني على استعداد لبذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي في إيجاد حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية علي أساس اتخاذ “حل الدولتين” كمخرج أساسي، و الذي يتمثل في إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
في 7 فبراير 2025، عقد نائب وزير الخارجية تشين شياو دونغ اجتماعا مع المبعوثين الدبلوماسيين للدول العربية لدى الصين، وتبادل الجانبان وجهات النظر بشأن القضية الفلسطينية.
وشدد المبعوثون الدبلوماسيون للدول العربية لدى الصين إن غزة كانت ولا تزال أرض الشعب الفلسطيني منذ العصور القديمة، وأن الدول العربية تعارض بشدة سياسة “تطهير” غزة من سكانها والتي تنتهك بشكل خطير القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وتنتهك أيضا القرارات ذات الصلة للأمم المتحدة. إن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا يجوز حرمانه منها، وإن العدالة والإنصاف التي يتبناها المجتمع الدولي لا تقبل أي انتهاك. ويقدر الجانب العربي موقف الصين الثابت والعادل تجاه القضية الفلسطينية، ويتوقع من الصين أن تواصل لعب دور بناء في حماية العدالة والإنصاف الدوليين ودعم الحقوق الوطنية المشروعة لفلسطين.
تختبر الحروب ضمير الإنسان وعدالته، ويتطلب السلام حكمة وعزم جميع الدول. وأعربت الصين عن استعدادها للعمل مع جميع الدول المحبة للسلام والمناصرة للعدالة، بما في ذلك الدول العربية والإسلامية، من أجل المساهمة المشتركة في إخماد النار المستعرة، ومنع تصاعد النزاع، وتنفيذ “حل الدولتين”، وتعزيز السلام في الشرق الأوسط.