11:31 مساءً / 9 فبراير، 2025
آخر الاخبار

ما بين جامعة بير زيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني ، بقلم : راسم عبيدات

ما بين جامعة بير زيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني ، بقلم : راسم عبيدات

ما بين جامعة بير زيت الفلسطينية وقصر بعبدا اللبناني ، بقلم : راسم عبيدات


في عام 2000 زار رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان، جامعة بير زيت ،وفي كلمته امام طلبة الجامعة ،وصف حزب الله ب” الإرهابي”،فما كان من طلاب الجامعة إلا طرده وضربه بالبيض والحجارة، والخروج تحت حماية اجهزة امن السلطة الفلسطينية.


بيرزيت مثلت قلعة النضال الوطني الفلسطيني، وتخرج منها العديد من قيادات الحركة الطلابية،وفي المقدمة منهم الأسير القائد مروان البرغوثي ،وخالدة جرار وغيرهم الكثير من القادة،الذين اصبحوا رموز وعناوين في فصائلهم وأحزابهم،وعلى مستوى الوطن،وبير زيت بقيت في قلب الإستهداف لجيش الإحتلال وأجهزته الأمنية،حيث المئات اعتقلوا من طلبة تلك الجامعة، وتعرضت الجامعة أكثر مرة للإغلاق على خلفية دورها الوطني،وكذلك تعرضت أيضاً عشرات المرات لعمليات دهم وتفتيش وتحطيم وتكسير لممتلكاتها،ولم تسلم مقرات الحركة الطلابية من المداهمة والتفتيش،وتدمير محتوياتها،ومصادرة وتمزيق رايات واعلام وصور اسرى وشهداء لفصائلها.


بير زيت اوصلت رسالتها لجوسبان، بأن الجامعة لم تغير اتجاه بوصلتها،ولن تتخلى لا عن دورها الوطني ولا الكفاحي في سبيل حقوق شعبها،والدفاع عن قضاياه.


بالمقابل وجدنا ان نائبة المبعوث الأمريكي للمنطقة ستيف ويتكوف،موران اغارتوس،والتي يسمونها بملكة جمال الحمضيات،وربما هي معجبة وتحب الحمضيات،كما احب المستوى الرسمي اللبناني حبات حمضياتها،ولذلك استمتع بلقائها،ولم يحرك ساكناً أمام ضعفها وغبائها ووقاحتها،وخروجها عن كل اداب السلوك البرتوكولي،والتدخل السافر والفظ والتطاول في وعلى سيادة لبنان وهيبته،فهي لم تكتف من المقر الذي يمثل رمز وسيادة لبنان”قصر بعبدا”، أن توجه الشكر للجيش الإسرائيلي الذي دمر ويدمر مساكن اللبنانيين وقتل الآلاف من المدنيين،وأشادت بالجيش الإسرائيلي الذي ألحق الهزيمة بالحزب على حد وصفها،واكثر من ذلك بصلافتها وعنجهيتها،وبوصفها المسؤولة عن الحكومة اللبنانية،وعن اللجنة المشرفة على القرار 1701 ،الأمريكي الصياغة.أصبحت تفتي وتقرر ،من يحق له ان يكون في الحكومة اللبنانية،ومن لا يحق ان يكون فيها، وحددت بشكل واضح بأن حزب الله لا يحق له ان يمثل في الحكومة،والحزب انهزم،ويجب ان ينعكس ذلك في تشكيل الحكومة اللبنانية،وان لا يمثل الحزب فيها ،ولكنها لم تنجح في فرض شروطها وإملاءاتها،حيث بعد “طلق صناعي مكثف” ولدت حكومة لبنانية من 24 وزيراً،مثل فيها ثنائي الحزب وأمل بخمس وزراء،بما فيها وزارة المالية،وبالمناسبة هذه الحكومة المستولدة بالطلق الصناعي،بعد عمليات شد وجذب وصراع على المناصب والوزارات، نصف وزرائها حملة الجنسية الأمريكية.


الرئيس اللبناني ومن قصر بعبدا،رمز السيادة اللبنانية ،لم يحرك ساكناً ،إزاء وقاحة ” ملكة الحمضيات” ،وهي التي يفترض ان تكون وسيط “نزيه” ،وعلى مسافة واحدة من الدولة اللبنانية واسرائيل،هذه واحدة من شروط من يقوم بدور الوساطة،ولكن هي اختارت،كما حال سلفها عاموس هوكشتين،اليهودي الهوى والإنتماء والخادم في الجيش الإسرائيلي، ان تكون شريك لإسرائيل في موقفها،وهذا لا شك ولا جدال فيه،حيث كانت تضع خاتماً في أصبعها منقوش عليه النجمة السداسية،وهي تريد ان تقول للرئيس اللبناني، أنا صهيونية وافتخر،اقتداء بالرئيس الأمريكي السابق بايدن الذي قال ليس شرطاً أن تكون يهودياً حتى تكون صهيونياً،ووزير خارجيته السابق “مسيلمة” بلينكن” الذي كان يفتخر بيهوديته ،وكذلك المناصب العليا في إدارة رئيسها الحالي ترامب تعج بالمتصهينيين أكثر من الصهاينة أنفسهم.


هي عبرت عن موقفها هذا بشكل فج ووقح ،من أجل ان تنال المديح والثناء من اسرائيل على هذا الموقف العلني،الذي عبر عن ضعف وغباء هذه المبعوثة،والتي كان يمكن لها ان تقوم بهذا الدور سراً وليس بالشكل العلني الفظ .
المهم انها اهانت رئيس دولة حليفة وصديقة لدولتها، وهي من قامت بترشيحه للرئاسة،وهذا التصرف الذي قامت به ” ملكة الحمضيات”،لو كانت هناك دولة تمتلك سيادتها وقرارها السياسي، لتم طردها على الفور،وعدم قبول وساطتها.
واسرائيل في أكثر من مرة استدعت سفراء العديد من الدول بينها تركيا والبرازيل وتشيلي وكولومبيا وايرلندا،لجلسات توبيخ او حتى طرد سفرائها من اسرائيل،لكونها كانت تحتج على ما تقوم به اسرائيل وما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية وضد الشعب الفلسطيني،تلك التهم التي تقدمت بها دولة جنوب افريقيا الى محكمة العدل الدولية في لاهاي،وكذلك جرائم التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، التي اصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو،ووزير حربه السابق غالانت على خلفية اتهامهم بإرتكاب تلك الجرائم.


واذا كان الرئيس الأمريكي المأفون يلقي بقنابل متفجرة في كل الإتجاهات، لكي يستجلب ردوداً عليها،ولكي يحمى حلفائه وشركائه من أي مساءلة واعتقال وعقوبات على خلفية تلك التهم،حيث اتخذ عقوبات بحق تلك المحكمة رئيسياً وقضاة،اقتصادية ومالية،ومنع دخولهم،هم وعائلاتهم الى أمريكا،وقال بأن هذه المحكمة لا يحق لها محاكمة قادة وضباط وجنود امريكان،ولا من حلفاء أمريكا أوروبيين غربيين واسرائيل في مقدمتهم،بل هذه المحكمة قامت من أجل محاكمة العرب والمسلمين والأفارقة والرؤوساء والقادة البلطجية بوصفه، أمثال الرئيس الروسي بوتين،وكل من يقف ضد أمريكا ومصالحها.


ولذلك أعتقد بأن ” ملكة الحمضيات” هذه المستدخلة على السياسة والعمل الدلوماسي، لم ولن تساعدها “حبات حمضياتها” في أن تنجح في مهمتها،ولن يصفق لها سوى صبيان وزعران المتأمريكين والمتأسرلين في الداخل اللبناني.
نعم هي ستتبنى المواقف والرؤيا الإسرائيلية،حول اليات تنفيذ القرار “1701” ،وستسعى مع رئيسها والدولة العميقة في واشنطن، الى الضغط على الحكومة والدولة اللبنانية، لكي لا يكون الإنسحاب الإسرائيلي شاملاً من الأراضي اللبنانية حتى فترة التمديد ل 18 من الشهر الحالي،وبأن اسرائيل،من أجل تحصين امنها،ولكي تتمكن من اعادة سكان المستوطنات الشمالية المهجرين،فإسرائيل لها الحق ان تحتفظ بالسيطرة على خمسة تلال لبنانية مشرفة على مستوطناتها،وأن تستمر بالعدوان والتدمير،رغم أن ميقاتي رئيس الحكومة الإنتقالية السابقة ،قال بأن التمديد تم بالتشاور مع أمريكا،شريطة وقف العدوان والتدمير والنسف من قبل اسرائيل.


في ظل التماهي ما بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية،واختفاء الهامش الذي كانت تحتفظ به امريكا لنفسها،بأن تنتقد السياسات الإسرائيلية،في الإستيطان وتغير ملامح ووجه القسم الشرقي من المدينة،فإن “ملكة الحمضيات” ستكون معبرة ومتبنيه للمواقف والمطالب والشروط الإٍسرائيلية،أكثر من اسرائيل نفسها.

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

الهيئة العامة للحملة العربية للتعليم تنعقد وجاهيا في الأردن

الهيئة العامة للحملة العربية للتعليم تنعقد وجاهيا في الأردن

شفا – بعد فترة طويلة من اللقاءات عن بعد جرّاء الأوضاع الأمنية في المنطقة العربية …