دورة الألعاب الآسيوية الشتوية: هدية من الصين إلى العالم بمناسبة عيد الربيع الصيني ، بقلم : تشو شيوان

دورة الألعاب الآسيوية الشتوية: هدية من الصين إلى العالم بمناسبة عيد الربيع الصيني ، بقلم : تشو شيوان

أفتتحت دورة الألعاب الآسيوية الشتوية التاسعة في هاربين بمقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقي الصين، وهذه هي المرة الثانية التي تستضيف فيها الصين حدثًا دوليًا كبيرًا شاملاً للجليد والثلج بعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين عام 2022. واستقطب هذا الحدث أكثر من 1270 رياضياً من 34 دولة ومنطقة في آسيا للمشاركة في المنافسة، مما حقق رقما قياسيا جديدا في عدد الدول والمناطق المشاركة وعدد الرياضيين.

ومن بين هذه الدول، أرسلت دول لا تهطل فيها الثلوج على مدار العام مثل الإمارات، وفيتنام وإندونيسيا وتايلاند وفودً للمشاركة. وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه في مأدبة الترحيب في حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الشتوية، فمن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين إلى دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في هاربين، انتشرت “حمى الجليد والثلج” الصينية في جميع أنحاء البلاد وحقنت الحيوية في الرياضات الجليدية والثلجية في العالم.

خلال السنوات الأخيرة، شهدت الرياضات الشتوية في الصين تطوراً سريعاً، إذ يشارك فيها أكثر من 300 مليون صيني، ما أدى إلى تحسين المستوى التنافسي للرياضات الجليدية والثلجية في الصين بشكل كبير. من وجهة نظر رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، فإن دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في هاربين ليست مجرد استمرار لإرث دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، بل إنها توفر أيضا زخما مستمرا لتطوير الرياضات الشتوية في الصين وحتى العالم.

باعتبارها قارة العالم الأكبر والأكثر سكاناً، شهدت آسيا نمواً اقتصادياً سريعاً على مدى السنوات الخمسين الماضية، وأصبحت المنطقة الأكثر مساهمة في النمو الاقتصادي العالمي. في الوقت الحاضر، يمر العالم بتغيرات عميقة، حيث تشتد المنافسة الجيوسياسية، وتزداد الأحادية والحمائية خطورة على نحو متزايد. يواجه مستقبل التنمية في آسيا حيوية وتحديات. وعلى هذه الخلفية، فإن دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في هاربين، تحت شعار ” حلم الشتاء، الحب بين آسيا”، تتمتع بأهمية عملية كبيرة وتحمل الرغبة المشتركة وسعي الشعب الآسيوي إلى تحقيق السلام والتنمية والوحدة.

دعا الرئيس شي آسيا إلى التمسك بالحلم المشترك للسلام والوئام والاستجابة المشتركة لجميع أنواع التحديات الأمنية، والإسهام في بناء عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم، وذلك ينطبق على مفاهيم مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، ويظهر مسؤولية الصين للعالم كدولة كبرى. ومن بين هذه الدول، لعبت الصين دائما دورا هاما في دفع عجلة الاقتصاد الآسيوي. من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين إلى دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في هاربين، وبفضل السياسات الدقيقة للحكومة المركزية ومزايا الموارد للمناطق المختلفة، شهدت صناعة الجليد والثلج في الصين تطورا ملحوظا، مما يعزز تطوير سلسلة الصناعة بأكملها من الرياضات الجليدية والثلجية، وثقافة الجليد والثلج، ومعدات الجليد والثلج، والسياحة الجليدية والثلجية، وهو ما يفسر بشكل واضح المثل القائل “الجليد والثلج هما أيضا جبال من الذهب والفضة”.

في الوقت الراهن، ومع تنفيذ سياسة الإعفاء من تأشيرة العبور لمدة 240 ساعةللقدوم إلى الصين، تجذب المناطق الجلدية والثلجية الصينية مزيدا من السياح الأجانب، مما يضخ زخماً جديداً في سوق السياحة العالمية. خلال معيد الربيع الصيني هذا العام، استقبلت هاربين 12.15 مليون سائح، حيث تجاوز استهلاك السياحة 19 مليار يوان صيني. ومن المتوقع أنه بحلول عام 2030، سيصل الحجم الإجمالي للاقتصاد الجليدي والثلجي في الصين إلى 1.5 تريليون يوان صيني.

ومن خلال دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في هاربين، شهدت آسيا والعالم أيضا الصين المنفتحة والمرحبة والحديثة. تعتبر هاربين موطن الرياضات الجليدية والثلجية الحديثة في الصين، وقد أصبحت ثقافة الجليد والثلج واقتصاد الجليد والثلج قوى دافعة جديدة للتنمية عالية الجودة ورابطا جديدا للانفتاح على العالم. ومن هنا يمكننا القول إن انعقاد دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في هاربين يقدم زخماً جديداً لتطوير الرياضات الشتوية، ويعزز وحدة 4.7 مليار شخص في آسيا، وتساهم في دفع الاقتصاد العالمي، وتعتبر دولة الألعاب الآسيوية الشتوية في هاربين هدية أخرى من الصين للعام بمناسبة عيد الربيع الصيني.