الأصدقاء هم القادرون على منحك الأمل حين تجف ينابيعه من روحك، بعد أن تتمزق كل خيوط الاتصال بمن وما حولك. يجددون فيك ابتسامة لم تعد تعرف شكلها كلما عصف بك اليأس وأخذك إلى سواحل مليئة بالمخاطر.
الأصدقاء أرواح خلقت من بياض، تظللك بالمحبة والألفة والفرح، تقتنص اللحظة التي تستطيع من خلالها التعبير عن محبتها لك بالفعل، والإيثار
هم النور الذي يغمرك كلما اشتدت حلكة الظلام من حولك. وكلما تعاظم خوفك من المستقبل، أرسلوا إليك هالات من السكينة تغمرك في أحضانها لتخرج من محنتك أقوى وأكثر صلابة وإصراراً على مواجهة الآتي المجهول.
***
الأصدقاء يكون شكل العالم أجمل، يكون لون البحر أصفى، وصوت فيروز أروع خصوصاً حين تسمعه بحنجرة أحدهم. وبهم يكون الأمل أكثر ضراوة ورفيقاً لا يغدر أو يخون.
***
الأصدقاء الذين يأتون على غفلة من غدر طالك، هم من ينتظرون معك قطار الفرح القادم.
الذين يجيئون لك بجناح سلام داخلي يرتب ما تبعثر بقلبك وروحك، هم الوحيدون القادرون على إعطائك صكّ انتصار على الوحدة
***
في الأوقات الصعبة التي يسميها فاقدو الأمل: مصائب، تعرف من هو الصديق الحق من الآخر المزيف، وحين تتعرف على أحدهم في وقتٍ كانت كل الأقنعة بعيدة عن الجميع، تكون محظوظاً، لأنك ستعرف توجهاته وطبيعة شخصيته ولون قلبه من دون مستحضرات تجميل، وهو ما أفرزته المرحلة السابقة ووهبته لكثيرين ممن انقطعت علاقاتهم بأصدقاء مزيفين واستبدلهم القدر الجميل بأصدقاء قلوبهم لا تقدر بجميع أموال الدنيا، برغم صعوبة الفترة وقسوة المرحلة.
أصدقاء ربما لا تعرف عنهم الكثير، عن ماضيهم وتجاربهم في الحياة، لكن يكفي أن تعرف أنهم سيكونون إلى جانبك حين تشعر بالوحدة وسيرسلون إليك قارب نجاة من أرواحهم وكفوفهم حين يدهمك الموج ويحاول إغراقك، أو حين تغرق أنت بالموج من غير أن تشعر بأنك ذاهب إلى حتفك، حينها تشعر بأن الله معك لن يخذلك لأنه أرسل إليك قلوب ملائكة في هيئة بشر يقاسمونك دمعتك وابتسامتك، وذاكرتك
نعم ذاكرتك! وذلك حين تتقاسمها معهم أحاديث بعطر البحر في ليالٍ يكون فيها القمر شاهداً على هذا الصفاء بينكم، تتحدث معهم عن ذاكرة لم تنبشها خشية الغرق في تفاصليها من غير أن تحصل على طوق نجاة. تتحدث معهم وتنصت لذاكرتهم التي لا تختلف كثيراً عن ذاكرتك باعتباركم مررتم بنفس الظرف ونفس المكان ونفس الألم.
***
الأصدقاء سنابل سلام، وقُبَل محبة
ومضة
مجموعة الأمل والبحر وفيروز: حسين، وفاء، نبيل، هاجر، مجتبى، فاطمة، حمزة، باقة ورد منداة بالأمل والمحبة والشكر الوفير أقدمها لكم، لأنكم كنتم عنوان هذا المقال