![جيش الاحتلال يواصل عدوانه الواسع على شمال الضفة الغربية](https://www.shfanews.net/wp-content/uploads/2025/02/1208.jpg)
شفا – يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على شمال الضفة الغربية، مستهدفًا جنين وطولكرم وطوباس منذ أكثر من أسبوعين، ما أسفر عن استشهاد 29 مواطنًا وإصابة العشرات، إلى جانب تنفيذ حملات اعتقال واسعة بحق المدنيين.
وشهدت المناطق المستهدفة عمليات تفجير منازل، ما أدى إلى نزوح جماعي وتدمير واسع للممتلكات والبنية التحتية.
عدوان متواصل على جنين وطولكرم وتدمير واسع في مخيماتها
تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم السابع عشر، ما أسفر عن استشهاد 25 مواطنًا وإصابة العشرات، إضافة إلى اعتقال أكثر من 130 آخرين. وأدى القصف وعمليات الهدم إلى نزوح 15 ألف مواطن وتدمير 180 منزلًا، في ظل استمرار انقطاع الخدمات الأساسية، حيث حُرمت أربعة مستشفيات من المياه، فيما تحاول البلدية والدفاع المدني إيصال المياه إلى مستشفى جنين الحكومي بعد تدمير مدخله ومنع دخول صهاريج المياه. كما وسّع الاحتلال عدوانه ليشمل البلدات المحيطة، حيث اقتحمت قواته بلدة برقين واعتقلت شابين بعد محاصرة منزلهما، بينما تواصل فرض قيود على الكهرباء في ميثلون واليامون.
وفي طولكرم، يواصل الاحتلال هجماته على المدينة ومخيمها لليوم الحادي عشر، حيث فجّر نحو 20 منزلًا، ودمر البنية التحتية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات. كما دفع بتعزيزات عسكرية إضافية، خاصة من معسكر “تسنعوز” غرب المدينة، وحوّل عدة مبانٍ سكنية إلى ثكنات عسكرية، فيما استهدف، الليلة الماضية، كاميرات تلفزيون السلام المحلي قرب مستشفى الشهيد ثابت ثابت، ما أدى إلى انقطاع البث بالكامل.
حصار خانق على طمون ومخيم الفارعة
تفرض قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على بلدة طمون لليوم الخامس على التوالي، مغلقة جميع مداخلها ومنعة دخول مركبات الإسعاف، ما يهدد حياة المرضى، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة. كما شنت عمليات دهم واعتقالات واسعة طالت 12 شابًا، وسط تخريب متعمد للبنية التحتية وتجريف الطرق. وتواجه البلدة خسائر كبيرة في القطاع الزراعي والثروة الحيوانية، بعد منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.
أما في مخيم الفارعة، فيستمر الحصار مع استمرار عمليات الاقتحام وإطلاق النار العشوائي، مما أجبر عشرات العائلات على النزوح. كما داهمت قوات الاحتلال المنازل وعبثت بمحتوياتها، وسط معاناة إنسانية متفاقمة بسبب منع إدخال المواد الغذائية والمساعدات. وبعد خمسة أيام من الحصار، سُمح اليوم لأول مرة بدخول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى المخيم، بينما لا تزال المنطقة تحت تحليق مكثف للطائرات المسيرة وتعزيزات عسكرية إضافية.
وتواصل قوات الاحتلال تشديد إجراءاتها العسكرية على مداخل مدن وبلدات الضفة الغربية منذ أكثر من أسبوعين، عبر إغلاق الحواجز والبوابات الحديدية، مما أدى إلى أزمة مرورية خانقة وصعوبات كبيرة في تنقل المواطنين. وتركزت هذه الإجراءات في محيط نابلس، حيث شددت قوات الاحتلال تفتيش المركبات والتدقيق في هويات الفلسطينيين على حاجزي دير شرف وصرة غرب المدينة، وحاجزي عورتا والمربعة جنوبًا.
كما اقتحمت قوات الاحتلال، مساء اليوم، مدينة نابلس، وسط انتشار مكثف في عدة مناطق وإغلاق مداخلها، مما أدى إلى عرقلة حركة المواطنين. ويأتي هذا التصعيد ضمن الاقتحامات اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال في محافظة نابلس وقراها، حيث تواصل عمليات الدهم والاعتقالات، إلى جانب تصاعد اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.
تصاعد الاستيطان في الأغوار الشمالية
يواصل المستوطنون توسعهم الاستيطاني في الأغوار الشمالية، حيث قاموا ليلة أمس بتوسيع بؤرة استيطانية قرب حاجز تياسير العسكري شرقي طوباس، من خلال نصب خيام بهدف السيطرة على الأرض وتحويلها إلى مستوطنة جديدة، في محاولة لفرض أمر واقع. وتعد هذه البؤرة واحدة من أكثر من ثماني بؤر استيطانية في المنطقة، معظمها ذات طابع رعوي، يستغلها المستوطنون للاستيلاء على آلاف الدونمات من الأراضي الرعوية. ووفقًا لتقرير هيئة الجدار والاستيطان، فقد حاول المستوطنون منذ مطلع يناير إقامة عشر بؤر استيطانية جديدة، تركزت أربع منها في طوباس، وثلاث في نابلس، إضافة إلى بؤر أخرى في قلقيلية، رام الله، وبيت لحم، بهدف فرض مزيد من السيطرة على الأراضي الفلسطينية.