حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية : الموقف السياسي والدور الميداني والإعلامي خلال الحرب على غزة ، بقلم : م. غسان جابر
الموقف السياسي: رفض التهجير والتصدي للمخططات الاستعمارية
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، أكدت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية موقفها الثابت برفض كل المخططات الرامية إلى تهجير سكان القطاع، معتبرة ذلك شكلاً من أشكال التطهير العرقي الذي يرقى إلى جريمة حرب وفق القانون الدولي. وفي هذا السياق، شدد الأمين العام للحركة، الدكتور مصطفى البرغوثي، على أن ما فشلت إسرائيل في تحقيقه من خلال عدوانها العسكري الوحشي لن يُفرض عبر الضغوط السياسية الأميركية، مشيراً إلى أن دعوات الإدارة الأميركية لترحيل الفلسطينيين من غزة تمثل نكبة جديدة لا يمكن للشعب الفلسطيني القبول بها.
حذرت الحركة مرارًا من أن هذه المخططات تستهدف تصعيد المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، ودعت المجتمع الدولي، وخصوصًا الدول العربية والإسلامية، إلى اتخاذ موقف حازم ضد أي محاولة لفرض تهجير قسري أو إعادة رسم الخريطة السكانية في فلسطين، مؤكدة أن الحل يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار عن غزة، وليس في تهجير أهلها أو تصفية قضيتهم الوطنية.
الدور الإعلامي: فضح الجرائم وتعزيز الرواية الفلسطينية
خلال الحرب، لعبت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية دورًا بارزًا في نقل حقيقة ما يجري على الأرض، حيث نشطت في التصدي للدعاية الإسرائيلية ومحاولات تبرير العدوان من خلال تصريحات رسمية وتقارير موثقة تكشف الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في غزة. كما قامت الحركة بتنسيق جهودها الإعلامية مع مختلف الجهات الفلسطينية والدولية لإبراز معاناة الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على الهجمات الإسرائيلية ضد المستشفيات، والمدارس، والبنية التحتية المدنية.
عملت المبادرة على تعزيز الرواية الفلسطينية في وسائل الإعلام الدولية عبر لقاءات وتصريحات لقادتها، وخاصة الدكتور مصطفى البرغوثي، الذي ظهر في العديد من المحطات الإخبارية لتوضيح خطورة ما يجري، وكشف حقيقة الحرب كجزء من مخطط استعماري يسعى إلى فرض حلول غير عادلة على الفلسطينيين. كما نشطت الحركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنقل شهادات مباشرة من الميدان، ونشر تقارير حول معاناة الجرحى والنازحين والمحرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية.
الدور الميداني: دعم المقاومة الشعبية والإغاثة الإنسانية
لم تقتصر جهود المبادرة الوطنية الفلسطينية على الجانب السياسي والإعلامي، بل كانت حاضرة بقوة في الميدان عبر دعمها للمقاومة الشعبية، ومساهمتها في جهود الإغاثة والإنقاذ للمدنيين المتضررين من العدوان. قامت كوادر الحركة بالمشاركة في حملات إغاثية لدعم النازحين وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة للجرحى والأسر التي فقدت منازلها، رغم القصف المتواصل والحصار المشدد.
كما حرصت الحركة على توثيق الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين، وقدمت تقارير موثقة للمنظمات الحقوقية الدولية للمطالبة بمحاسبة الاحتلال على جرائمه. وشددت على أهمية تصعيد المقاومة الشعبية عبر الفعاليات السلمية والمسيرات الداعمة لحقوق الفلسطينيين في مختلف أنحاء الوطن والشتات، مؤكدة أن النضال الوطني الفلسطيني مستمر حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
نؤكد رفض الاستسلام والمضي في النضال الوطني
في ظل التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب، أكدت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أنها ستواصل النضال السياسي والميداني والإعلامي لحماية حقوق الفلسطينيين وفضح جرائم الاحتلال، مع التأكيد على أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام هو إنهاء الاحتلال، وليس فرض حلول قسرية عبر الحروب أو التهجير.
ودعت الحركة إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتكثيف الضغط السياسي والدبلوماسي لعزل إسرائيل دوليًا، مع التأكيد على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه، ولن يسمح بتكرار نكبة جديدة، مهما كانت الضغوط والتحديات.
م. غسان جابر (القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)