8:11 مساءً / 2 فبراير، 2025
آخر الاخبار

الحالة الصحية للأسرى الفلسطينيين: شهادة حية على انتهاكات الاحتلال وأداة للضغط الدولي ، بقلم : م. غسان جابر

الحالة الصحية للأسرى الفلسطينيين: شهادة حية على انتهاكات الاحتلال وأداة للضغط الدولي ، بقلم : م. غسان جابر

الحالة الصحية للأسرى الفلسطينيين: شهادة حية على انتهاكات الاحتلال وأداة للضغط الدولي ، بقلم : م. غسان جابر

تمثل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي أحد أكثر الجوانب الإنسانية حساسية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. فمنذ لحظة اعتقالهم، يواجه الأسرى الفلسطينيون ظروفًا قاسية تشمل التعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي المتعمد، مما ينعكس على أوضاعهم الصحية عند الإفراج عنهم. على النقيض، تكشف المقارنة مع الأسرى الإسرائيليين الذين يتم احتجازهم لدى الفصائل الفلسطينية عن تفاوت صارخ في المعاملة، حيث يحظون برعاية صحية ملائمة خلال فترة احتجازهم.


هذا التناقض الصارخ ليس مجرد تفاصيل، بل هو دليل واضح على الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين، ويمكن استثماره في تعزيز القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي من خلال الضغط الحقوقي والإعلامي.

الحالة الصحية للأسرى الفلسطينيين: انعكاس للتعذيب والإهمال الطبي

تؤكد التقارير الحقوقية والطبية أن نسبة كبيرة من الأسرى الفلسطينيين الذين يتم الإفراج عنهم يعانون من أمراض جسدية ونفسية حادة، بعضها مزمن أو غير قابل للشفاء بسبب الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون. ومن أبرز هذه الحالات:

الإصابات الجسدية والتشوهات: نتيجة التعذيب الجسدي أثناء التحقيق، مثل الضرب المبرح، التعليق في أوضاع مؤلمة، الحرمان من النوم، واستخدام أدوات تعذيب مختلفة.

الأمراض المزمنة: مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والتي تتفاقم نتيجة نقص الرعاية الصحية وعدم توفر الأدوية المناسبة.

الإهمال الطبي المتعمد: هناك العشرات من الأسرى المصابين بأمراض خطيرة مثل السرطان الذين لا يتلقون العلاج المناسب، مما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية بشكل خطير.

الأمراض النفسية: بسبب التعذيب والعزل الانفرادي، يعاني العديد من الأسرى من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، والقلق المزمن.

على الجانب الآخر، تُظهر حالة الأسرى الإسرائيليين الذين يتم احتجازهم في صفقات التبادل أنهم يحظون برعاية طبية ونفسية جيدة، ويتم الإفراج عنهم بصحة جيدة مقارنةً بالأسرى الفلسطينيين، مما يبرز سياسة التمييز التي تمارسها إسرائيل ضد الأسرى الفلسطينيين.

استثمار القضية سياسيًا: كيف يمكن تعزيز الرأي العام العالمي؟

أصبحت قضية الأسرى الفلسطينيين من أقوى الأدوات التي يمكن استخدامها في تعزيز الرواية الفلسطينية على المستوى الدولي. وفيما يلي بعض الخطوات الفعالة لتحقيق ذلك:

  1. توثيق الانتهاكات ونشرها

يجب العمل على توثيق كل حالة من حالات الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون من الإهمال الطبي والتعذيب من خلال تقارير طبية، شهادات حية، صور وفيديوهات توضح مدى الانتهاكات التي تعرضوا لها. يجب أن تترجم هذه المواد إلى لغات متعددة ونشرها عبر وسائل الإعلام الدولية ومنصات التواصل الاجتماعي، لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور العالمي.

  1. تنظيم حملات توعية دولية

يُعدّ الوعي العالمي أحد أقوى الأسلحة لمواجهة الاحتلال. يمكن تنظيم حملات توعية عبر المؤسسات الحقوقية والمجتمع المدني لكشف المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون، من خلال:

ندوات ومؤتمرات حقوقية تسلط الضوء على الظروف السيئة داخل السجون الإسرائيلية.

تقارير إعلامية موجهة إلى الصحافة العالمية تتناول قصص الأسرى ومعاناتهم.

فعاليات تضامنية مثل اعتصامات ومسيرات في العواصم العالمية.

  1. الضغط على المؤسسات الدولية

يمكن للفلسطينيين وداعميهم توظيف الآليات القانونية الدولية لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها لحقوق الأسرى الفلسطينيين، من خلال:

تقديم شكاوى رسمية إلى الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي بشأن الانتهاكات المستمرة.

المطالبة بإرسال لجان تحقيق دولية إلى السجون الإسرائيلية لمراقبة ظروف الأسرى.

رفع دعاوى قانونية في المحاكم الدولية ضد المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في انتهاك حقوق الأسرى.

  1. تعزيز التضامن الشعبي

يجب استثمار القضية في تعزيز التضامن الشعبي العالمي مع الفلسطينيين، من خلال إشراك شخصيات مؤثرة مثل نشطاء حقوق الإنسان، والفنانين، والرياضيين، والسياسيين العالميين في حملات دعم الأسرى.

  1. الاستفادة من صفقات تبادل الأسرى

يمكن استخدام صفقات تبادل الأسرى كمنصة لإبراز الفروقات في المعاملة بين الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين. كل صفقة تبادل يجب أن تكون فرصة لتسليط الضوء على حجم الانتهاكات الإسرائيلية وإظهار الفرق الشاسع بين معاملة الجانبين.

نقول أن الحالة الصحية للأسرى الفلسطينيين ليست مجرد قضية إنسانية، بل هي شهادة حية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته الممنهجة لحقوق الإنسان. من خلال توثيق هذه الانتهاكات، ونشرها على نطاق واسع، والضغط على المؤسسات الدولية، وتنظيم حملات عالمية، يمكن تحويل قضية الأسرى إلى أداة فعالة في كسب تعاطف الرأي العام العالمي وزيادة الضغط على إسرائيل.


إن استمرار العمل على هذه القضية يجب أن يكون جزءًا من استراتيجية فلسطينية شاملة تسعى إلى فضح جرائم الاحتلال وتعزيز الرواية الفلسطينية على الساحة الدولية.

م. غسان جابر (قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)

شاهد أيضاً

الصين تعارض بشدة خطوة الرسوم الجمركية الأمريكية وتتعهد باتخاذ تدابير مضادة لحماية المصالح

الصين تعارض بشدة خطوة الرسوم الجمركية الأمريكية وتتعهد باتخاذ تدابير مضادة لحماية المصالح

شفا – قالت وزارة التجارة الصينية اليوم الأحد إن الصين غير راضية بشدة عن قرار …