1:27 صباحًا / 1 فبراير، 2025
آخر الاخبار

شمال غزة بين فرحة العودة وكابوس البقاء: معركة الحياة في مدينة منكوبة ، بقلم : م. غسان جابر

شمال غزة بين فرحة العودة وكابوس البقاء: معركة الحياة في مدينة منكوبة ، بقلم : م. غسان جابر

شمال غزة بين فرحة العودة وكابوس البقاء: معركة الحياة في مدينة منكوبة ، بقلم : م. غسان جابر

بعد شهور من التهجير القسري والمعاناة، بدأ النازحون في غزة العودة إلى شمال القطاع، لكن ما وجدوه أمامهم لم يكن منازلهم، بل أكوامًا من الركام والدمار الهائل. 90٪ من البيوت مدمرة أو غير صالحة للسكن، البنية التحتية منهارة، المياه والكهرباء شبه معدومة، والخطر يكمن في الذخائر غير المنفجرة التي تنتشر بين الحطام.

ورغم ذلك، عاد عشرات الآلاف من الأهالي، ليس لأن الظروف أصبحت مناسبة، ولكن لأن الأرض بالنسبة لهم ليست مجرد مكان للعيش، بل عنوان للصمود والانتماء. هي عودة تختلط فيها الفرحة بالحزن، والارتباط بالمعاناة، إذ يجد أهالي شمال غزة أنفسهم أمام معركة جديدة، ليست مع الاحتلال هذه المرة، بل مع قسوة الحياة في مدينة لا تصلح للعيش.

شمال غزة: مدينة منكوبة بلا إعلان رسمي

المشهد في شمال غزة لا يختلف عن صور المدن التي تعرضت لكوارث طبيعية أو حروب كاسحة، فالتقديرات تشير إلى أن إعادة الإعمار قد تستغرق 10 إلى 15 عامًا، بحسب تصريحات مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط.

ومع ذلك، لم يُعلن حتى الآن عن شمال غزة كمنطقة منكوبة رسميًا، ما يعني حرمان أهلها من استحقاقات الإغاثة العاجلة، وتعقيد جهود إعادة البناء.

لماذا هذا الصمت؟ ولماذا لا يتحرك المجتمع الدولي أو حتى الجهات الفلسطينية نفسها لتصنيف الشمال كمنطقة منكوبة تستدعي خطة إنقاذ عاجلة؟

الإعلام الغائب: لماذا لا تُوثَّق معاناة الحياة في الشمال؟

في ظل هذا الدمار، يواجه الأهالي تعتيمًا إعلاميًا على حجم الكارثة. التغطيات الصحفية تركز على التطورات السياسية والعسكرية، بينما يغيب التوثيق اليومي لمعاناة العائدين في الشمال، الذين يعيشون وسط أنقاض منازلهم بلا مياه أو غذاء كافٍ، وسط بيئة مميتة تهدد حياتهم كل لحظة.

هل هو تعمُّد لإبقاء هذه المعاناة خارج العدسات؟ أم أن الظروف الأمنية وغياب البنية الصحفية في الشمال يمنع التغطية؟ مهما كانت الأسباب، فإن الصمت الإعلامي يزيد من عزلة سكان الشمال ويمنح الجهات المسؤولة ذريعة لعدم التحرك السريع.

دور الفصائل الفلسطينية: دعم أم استثمار سياسي؟

مع عودة الأهالي، تبرز أسئلة حادة حول دور الفصائل الفلسطينية: هل ستتدخل لدعم العائدين، أم أنها ستكتفي بإصدار البيانات وركوب الموجة السياسية دون تقديم حلول ملموسة؟

على الفصائل أن تدرك أن الصمود لا يكون فقط عبر الشعارات، بل من خلال توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة للناس. الدعم يجب أن يتجاوز الخطابات، ليشمل:

تأمين المساعدات الغذائية والطبية العاجلة للعائدين.

الضغط على المؤسسات الدولية للإسراع في إعادة الإعمار.

إيجاد حلول إسكانية مؤقتة بدلًا من ترك الناس بلا مأوى.

معركة البقاء: بين الصمود والإهمال

أهالي شمال غزة اليوم في معركة جديدة، ليس فقط في مواجهة دمار الحرب، ولكن في مواجهة الإهمال والتجاهل. العودة رغم الدمار هي أقوى رسالة صمود، لكنها ليست كافية وحدها. إذا لم تتحرك الجهات المسؤولة بسرعة، فإن الصمود قد يتحول إلى استنزاف قاسٍ للحياة في منطقة لم تعد تصلح للعيش.

الكرة الآن في ملعب الجميع: الإعلام، الفصائل، المؤسسات الدولية، وكل من يدّعي الوقوف إلى جانب غزة. فهل يتحركون، أم يتركون الشمال يواجه مصيره وحده؟

م. غسان جابر (قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات لشهر فبراير

أسعار المحروقات لشهر فبراير

شفا – نشرت الهيئة العامة للبترول الفلسطينية، أسعار المحروقات والغاز لشهر فبراير 02/2025، حيث طرأ …