1:07 صباحًا / 31 يناير، 2025
آخر الاخبار

هل سقطت غزة من العالم الثالث؟ بقلم : أحمد عبدالوهاب

هل سقطت غزة من العالم الثالث ؟ بقلم : أحمد عبدالوهاب

دائمًا ما توصف الدول التي لديها عجز في الموارد، وتواجه تحديات اقتصادية، بـ«دول العالم الثالث»، التي يوجد بها نسبة كبيرة من الفقر والتضخم، نظرًا لقلة إماكانياتها ومواردها، فما بالك بمن لا يملك «قطعة خبز» أو كوب ماء نظيف أو جدار تحميه وتستر عورة نسائه.

لا يمكن المقارنة بين دول العالم الثالث، وقطاع غزة الجريح، الأوضاع المعيشية في تلك الدول رغم ما تواجهه من صعوبات جمة في مواجهة متطلباتها، إلا أنها في النهاية تستطيع الوفاء بالاحتياجات الأساسية لشعوبها، حتى وإن كانت تعاني من ارتفاع الأسعار، أمام شعب غزة، يمر بأصعب مرحلة في تاريخ البشرية، فلا يملك أي مواطن «غزاوي» وجبة واحدة طوال اليوم، أو غطاء يحميه من شدة البرد، الذي ينهش الأجساد النحيلة.

وإذا نظرنا إلى التقارير الأممية، نجد سكان غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدا للغذاء والتضور جوعا واستنفاد القدرة على المواجهة، مع صعوبة زيادة عمليات توصيل الغذاء والخدمات.

العمليات العسكرية الإسرائيلية تجاه المدنيين، أدت إلى تدهور الأحوال المعيشية في غزة بشكل كارثي، ونزح أكثر من مليون شخص بأنحاء قطاع غزة، وتركز السكان في مناطق تفتقر إلى حد كبير للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والرعاية الصحية وغيرها من البنية الأساسية، يزيد مخاطر تفشي الأمراض مما ستكون له آثار كارثية على التغذية والحالية الصحية لقطاعات كبيرة من السكان.

وتعاني أكثر من نصف الأسر من عدم القدرة على شراء الطعام، واضطرت إلى استبدال ملابسها بالمال فيما لجأت ثلث الأسر إلى جمع النفايات لبيعها، ويقضي عدد كبير من الأسر أياما وليال كاملة دون تناول أي طعام.

تدمير البنية التحتية في غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أدى إلى انهيار النظام الصحي الذي يعاني أصلاً من الآثار الطويلة الأجل للحصار المفروض منذ 16 عاماً ولعمليات التصعيد العسكري السابقة. إلى جانب تدمير رؤوس الأموال، والنزوح القسري، والقيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع في الضفة الغربية، وتعليق أو خصم التحويلات الضريبية من إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية.

وتفاقمت الأوضاع الإنسانية مع قدوم فصل الشتاء، لأن الخيام التي لجأ إليها المواطنون تتواجد في المناطق الساحلية وهي منطقة صغيرة تدفق إليها المياه من الشرق إلى الغرب، وبالفعل هناك مئات الخيام التي انتشرت على شاطئ البحر سحبتها أمواج البحر قبل أيام والخطر يداهم مراكز الإيواء الموجودة في مناطق السيول والأودية وربما تواجه للكثير من الإشكاليات.

الخيام تقادمت لأنها يسكنها النازحين منذ حوالى عام وهي خيام مصنوعة من البلاستيك والقماش لا تستطيع أن تصمد أمام المطر للمرة الثانية وكذلك أمام عوامل الرياح والسيول التي يمكن أن نشهدها في مختلف المناطق خاصة في وسط وجنوب قطاع غزة، خاصة مدينة غزة.

هناك عائلات لجأت إلى بقايا منازلها وركام المنازل وهي منازل معرضة للسقوط في ظل المطر والريح وعوامل المناخية وتدفق المياه، وهذا شيء خطير للغاية وفقدان الملابس والبطاطين وعوامل التدفئة، خاصة أن البطاطين استخدمت لتغطية الخيام، والاحتلال يرفض إدخال الخيام للقطاع ويمنع إدخال الشوادر والأغطية من أجل التعامل مع قضية الأمطار ويمنع وصول الآليات والمعدات لوضع سدود أمام تدفق المياه والسيول التي يمكن أن تحدث.

كثيرون دفعوا حياتهم ثمنا من أجل توفير هذه المواد الغذائية بجانب حالة العطش التي يعاني منها جميع سكان غزة في ظل عدم توافر المياه وعدم القدرة على توفير المياه سواء النظيفة للشرب أو للاستخدام اليومى وعدم توافر أدوات النظافة في ظل رفض الاحتلال الإسرائيلي إدخالها والتعامل مع هذه الاحتياجات مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة وضعف المناعة لدى كافة فئات سكان غزة خاصة الأطفال والنساء.

لا شك أن هناك أطراف لا مختلفة سياسيًا مع حركة حماس، وليس لديها قناعة بحكم الحركة على القطاع، وترى ضرورة عودته لسيطرة السلطة الفلسطينية، وترى أيضا أن عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر، هي السبب الرئيسي في دمار غزة ومعاناة المدنيين، لكن الوضع القائم الآن يتطلب بشكل مُلح تجنيب الخلافات السياسية، ويحتاج إلى تكاتف وترابط من مختلف الدول العربية، لإعادة إعمار غزة، وتوفير كل ما يحتاجه الغريين لمتطلبات المعيشة، والأهم هو اتخاذ موقف عربي موحد، للعمل على إنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع بشكل كامل.

شاهد أيضاً

شهيدان برصاص الاحتلال في مخيم جنين

شفا – أعلنت وزارة الصحة باستشهاد كل من يزن الحسن (تركمان)، وأمير أبو حسن، برصاص …