12:03 صباحًا / 29 يناير، 2025
آخر الاخبار

فلسطين ، عودة الأمل إلى أحضان الأرض التي لا تنكسر ، بقلم : م. غسان جابر

فلسطين ، عودة الأمل إلى أحضان الأرض التي لا تنكسر ، بقلم : م. غسان جابر

“فلسطين.. عودة الأمل إلى أحضان الأرض التي لا تنكسر” ، بقلم : م. غسان جابر

في لحظة تخطّت حدود الزمان والمكان، تجلّت فلسطين بصورتها الأعظم، حين عاد النازحون إلى غزة وشمالها في مشهد مهيب يختصر حكاية شعب ووطن لا يعرفان الانفصال. إنها اللحظة التي يلتقي فيها القلب بالأرض، والوعد بالوفاء، والحلم بالواقع، لترسم لوحة عودة انتصرت على كل محاولات التهجير والاحتلال.

العودة إلى الأرض.. عودة الروح

حين وطئت أقدام العائدين أرضهم الحبيبة، لم تكن الخطى عادية، بل كانت خطوات مشحونة بالحب والشوق والكرامة. أطفال يجرون نحو بيوتهم القديمة، شيوخ يضعون أيديهم على تراب الأرض كما لو أنهم يباركون عودتها إليهم، وأمهات يغرسن أعينهن في المشهد كأنهن يحاولن تخزينه في ذاكرة أبت أن تنسى.

إنه مشهد أبلغ من أي وصف، تكبيرات وتهليلات تملأ السماء، أعلام ترفرف على وقع قلوب تنبض بحب الوطن. كأن الأرض التي تحملت ألم الغياب تعود لتحتضن أبناءها من جديد، فتمتلئ بالحياة التي غابت عنها طويلاً.

فلسطين وشعبها.. قصة وفاء متبادلة

هذه الأرض التي سالت على ترابها دماء الشهداء وصمدت في وجه كل محاولات الطمس والتهجير، لا تليق إلا بشعبها الذي ظل وفيًا لها في كل الظروف. شعبٌ جعل من صموده أسطورة تُروى، وكتب بتضحياته ملحمة النضال من أجل الحرية.

عودة النازحين ليست مجرد حدث عابر، بل هي إثبات جديد على أن فلسطين ليست مكانًا يُنسى، بل هي جزء من روح كل فلسطيني، وذاكرة لا يمكن محوها. هذا الشعب الذي قاوم الظلم وحارب الغياب، أثبت مرة أخرى أنه يستحق وطنًا عظيمًا كفلسطين، كما أن فلسطين تستحق هذا الشعب الأصيل.

العودة.. انتصار على التهجير والاحتلال

إن عودة النازحين إلى غزة والشمال لم تكن مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل كانت انتصارًا حقيقيًا على كل محاولات الاحتلال لتشريد الشعب الفلسطيني وإضعافه. هي رسالة واضحة بأن محاولات التهجير لن تمحو حب الأرض، ولن تقتل حلم العودة.

في كل خطوة خطاها العائدون، كانت تكتب صفحة جديدة من تاريخ الكرامة الفلسطينية، وتُعلن أن هذا الشعب لا يقبل الخنوع، وأنه قادر على تجاوز كل العوائق التي توضع أمامه.

رسالة للعالم: فلسطين باقية بأهلها

عودة النازحين تحمل رسالة قوية للعالم أجمع: فلسطين ليست مجرد جغرافيا، بل هي قصة شعب حيّ لا يُقهر. هذا الشعب الذي عاد إلى أرضه بعد سنوات من التشريد، يثبت للعالم أن ارتباطه بوطنه ليس مجرد انتماء عابر، بل هو جزء من هويته ووجوده.

في هذه العودة، رأينا معنى الصمود بأبهى صوره، رأينا الأمل ينتصر على اليأس، والحب ينتصر على الغياب. إنها لحظة تعلن أن فلسطين لا تزال حية في قلوب أبنائها، وستبقى كذلك مهما طال الزمن.

نقول .. شعبكِ يستحقكِ يا فلسطين

اليوم، ومع عودة النازحين، نرى مشهدًا لا يشبه إلا فلسطين وشعبها؛ وطن لا ينسى أبناءه، وشعب لا يتخلى عن وطنه. هذا المشهد، المليء بالعاطفة والكرامة، يذكرنا بأن فلسطين ليست إلا لأبنائها، وبأن أبناءها ليسوا إلا لها.

هي الحكاية التي لا تنتهي، حكاية شعب يتنفس الحرية في كل خطوة، وأرض تحتضن أبنائها مهما طال الغياب. هذه هي فلسطين، وهذه هي عودتها العظيمة إلى الحياة.


م. غسان جابر (قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)

شاهد أيضاً

إندونيسيا تعتزم بناء 100 مسجد في غزة

إندونيسيا تعتزم بناء 100 مسجد في غزة

شفا – قال نائب الرئيس الإندونيسي السابق، محمد يوسف كالا، والذي يشغل حالياً منصب رئيس …