3:40 مساءً / 27 يناير، 2025
آخر الاخبار

جامعة الخليل ، منارة التعليم العالي وركيزة النضال الوطني في فلسطين ، بقلم : م. غسان جابر

جامعة الخليل ، منارة التعليم العالي وركيزة النضال الوطني في فلسطين ، بقلم : م. غسان جابر

جامعة الخليل ، منارة التعليم العالي وركيزة النضال الوطني في فلسطين ، بقلم : م. غسان جابر

جامعة الخليل، أول مؤسسة للتعليم العالي في فلسطين، تأسست عام 1971 برؤية طموحة لتحقيق نهضة علمية وتعليمية لشعب عانى ويلات الاحتلال. بدأت الجامعة ككلية للشريعة الإسلامية، ومنذ ذلك الحين، شهدت تطورًا كبيرًا لتصبح صرحًا أكاديميًا يضم 13 كلية تقدم 77 برنامجًا أكاديميًا، وتحتضن أكثر من 9700 طالب وطالبة، مع نسبة إناث تصل إلى 70%. الجامعة اليوم ليست مجرد مركز تعليمي، بل هي نموذج للتميز الوطني والمقاومة الثقافية.

التأسيس والتطور التاريخي

انبثقت فكرة تأسيس جامعة الخليل من إيمان أبناء مدينة الخليل بقيمة التعليم في مواجهة التحديات التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي عام 1967. قاد سماحة الشيخ محمد علي الجعبري هذا الحلم الذي بدأ في كلية الشريعة الإسلامية عام 1971 بـ43 طالبًا وطالبة، ليصبح في عام 1980 جامعة رسمية تضم كليات متعددة تشمل العلوم، التكنولوجيا، الزراعة، التربية، الحقوق، والدراسات العليا.

تغطي الجامعة مساحة 112 دونمًا في منطقة بئر المحجر بمدينة الخليل، ويتميز حرمها الجامعي بتصاميم معمارية أندلسية تضم مباني مخصصة للتعليم والبحث ومرافق رياضية ومراكز أبحاث متطورة.

الدور الوطني والاجتماعي


تعد جامعة الخليل حاضنة للقيم الوطنية، إذ تسعى لترسيخ الهوية الفلسطينية والحفاظ على الثقافة العربية الإسلامية. تلعب دورًا محوريًا في تثبيت الفلسطينيين في وطنهم، خاصة في مدينة الخليل التي تشهد مواجهات مستمرة مع الاحتلال. يعزز أعضاء هيئة التدريس القيم الوطنية من خلال المناهج والأنشطة الأكاديمية، ويشجعون البحث العلمي الذي يعالج القضايا الوطنية ويخدم المجتمع المحلي.

دعم طلاب غزة: التعليم أداة صمود


قدمت الجامعة مبادرات نوعية لدعم طلاب غزة في ظل التحديات التي يواجهونها. أبرز هذه المبادرات تمكين الطلاب من استئناف دراستهم إلكترونيًا كطلبة زائرين، وتقديم الدعم الأكاديمي والمالي لضمان استمرارية تعليمهم. كما نظمت لقاءات تعريفية وإرشادية لتسهيل اندماجهم في بيئة الجامعة، مما يعكس التزامها بدعم أبناء الشعب الفلسطيني في كل الظروف.

الدور الاقتصادي والتنموي


تلعب جامعة الخليل دورًا رئيسيًا في تنمية الاقتصاد الفلسطيني من خلال تطوير برامج أكاديمية تواكب احتياجات السوق، وإقامة شراكات مع القطاع الخاص لتعزيز فرص التوظيف. كما تدعم الابتكار والبحث العلمي لحل مشكلات محلية، وتوفر منحًا دراسية لتخفيف العبء المالي عن الطلاب، مما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة.

جامعة الخليل: صرح تعليمي ونضالي


لا تقتصر إنجازات الجامعة على الجانب الأكاديمي؛ بل تمتد إلى النضال الوطني، إذ تعرضت مرارًا لمضايقات الاحتلال بما في ذلك الإغلاقات المتكررة. ومع ذلك، استمرت الجامعة في دورها الريادي بفضل جهود كوادرها وإدارتها، التي تتبنى رؤية تطويرية شاملة تجعلها قادرة على مواجهة التحديات.

نقول أن جامعة الخليل ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي رمز للصمود والتحدي الفلسطيني. من خلال برامجها التعليمية، ومبادراتها المجتمعية، ودورها في دعم طلاب غزة، تستمر الجامعة في تقديم نموذج يحتذى به في التميز الأكاديمي والنضال الوطني، مما يجعلها منارة علمية وثقافية تسهم في بناء مستقبل مشرق للشعب الفلسطيني.


م. غسان جابر (القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)

شاهد أيضاً

تشييع الشهيد آدم صب لبن

تشييع الشهيد آدم صب لبن

شفا – شيعت جماهير فلسطينية، اليوم الإثنين، الشهيد الشاب آدم صب لبن (18 عاما)، الذي …