دور الإعلام في تشكيل الرأي العام أثناء الحروب والأزمات ، بقلم : م. غسان جابر
يُعد الإعلام أداة قوية في تشكيل الرأي العام خلال الحروب والأزمات، حيث يلعب دورًا رئيسيًا في نقل الأحداث، وتوجيه الأفكار، وصياغة التصورات حول القضايا المختلفة. ومع ذلك، قد يتحول الإعلام من وسيلة لنقل الحقيقة إلى أداة للدعاية والتأثير السلبي. وفي الحالة الفلسطينية، يظهر دور الإعلام بشكل أكثر وضوحًا كأداة لمقاومة الاحتلال وكسب الدعم الدولي.
- الإعلام كأداة لنقل القضية الفلسطينية
في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لعب الإعلام الفلسطيني دورًا مركزيًا في توصيل صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم. ومع توسع استخدام الإعلام الرقمي، تمكن الفلسطينيون من نقل معاناتهم اليومية تحت الاحتلال مباشرة إلى الجمهور العالمي، مما ساهم في كسر الروايات الإسرائيلية الأحادية التي تهيمن على العديد من وسائل الإعلام الغربية.
- دور الدكتور مصطفى البرغوثي امين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية:
يُعد الدكتور مصطفى البرغوثي أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت بشكل إيجابي في خدمة الرواية الفلسطينية إعلاميًا. برز البرغوثي كناشط سياسي ومؤسس للمبادرة الوطنية الفلسطينية، واعتمد على خبرته الواسعة في استخدام الإعلام لشرح معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
أهم إسهاماته الإعلامية:
مواجهة الروايات الإسرائيلية: يتميز الدكتور البرغوثي بقدرته على تفنيد الروايات الإسرائيلية إعلاميًا بلغة هادئة ومدروسة، مما أكسبه احترام الإعلام الدولي.
الترويج للمقاومة الشعبية:
عمل على إبراز أهمية المقاومة الشعبية كوسيلة فعالة لمواجهة الاحتلال، وساهم في نقل صور الاحتجاجات الشعبية السلمية إلى وسائل الإعلام العالمية.
إبراز الأبعاد الإنسانية للقضية الفلسطينية: استخدم الإعلام لتسليط الضوء على الأوضاع الصحية، والتعليمية، والاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الفلسطينيون بسبب الاحتلال.
- الإعلام والدبلوماسية الشعبية
من خلال الجمع بين الخطاب الإعلامي الهادئ والعمل الميداني، ساهم البرغوثي في تعزيز الدبلوماسية الشعبية الفلسطينية، إذ استطاع كسب تأييد شرائح واسعة من المجتمعات الغربية، خاصة بين النشطاء المؤيدين لحقوق الإنسان.
- الإعلام الرقمي وتمكين الفلسطينيين
أدرك الدكتور البرغوثي أهمية الإعلام الرقمي في توسيع دائرة التأثير، فساهم في تدريب النشطاء الفلسطينيين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات لنقل الحقيقة، مما جعل القضية الفلسطينية أكثر وضوحًا أمام العالم.
نقول لقد أثبت الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن الإعلام يمكن أن يكون سلاحًا فعالًا في الدفاع عن حقوق الشعوب وإبراز معاناتها. بفضل جهوده، أصبح الإعلام الفلسطيني أكثر قدرة على تحدي الرواية الإسرائيلية، مما ساهم في تعزيز مكانة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية. وفي ظل التطور المستمر للإعلام، يبقى دوره في خدمة القضية الفلسطينية مثالًا ملهمًا للعمل الإعلامي المؤثر والمستدام.
م. غسان جابر (قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)