بأناملي وبريشتي ، بقلم : حسين جبارة

بأناملي وبريشتي ، بقلم : حسين جبارة

وتكسّرتْ بينَ الأناملِ ريشتي
من فرطِ عبءٍ جرّحتْ وتجرّحتْ
فقدتْ دفيئةَ حلْمها
فخبتْ جمارَ مواقدٍ في صرحِ مملكةِ الهوى
وطنِ الجدودِ وموطني
ضلّتْ خريفًا لا تسيرُ على هُدى
ناحتْ تئنُّ أسيرةً
يا حسرةً غمرتْ فؤادًا باكيًا
وترًا تَثَلّمَ في سقوطِ المِحجنِ
واستجمعتْ بعدَ التكَسُّرِ طاقةً
عادتْ تتوقُ للوحةٍ
تجلو روابيَ دوحةٍ
تزهو بخضرةِ “عزبةٍ”
حضنتْ لياليَ طيبةٍ
فاضتْ غرامًا في بهاءِ المسكنِ
عزفتْ حنينَ مُشرّدٍ متضوّرٍ
يصبو لعودةِ عاشقٍ يقتاتُ أنغامَ الجوى
يسعى بخطوةِ واثقٍ ويدقُّ أبوابَ الحمى
يعدو يعودُ بهمّةٍ تسمو بنبضِ المؤمنِ
وأناملي صمدتْ بوجهِ الريحِ تلفحُ نازحًا
نفحتْ لتوقظَ ريشتي من غفوةٍ
كي تشرئبَّ بهامةٍ لا تنحني
حريّتي بحرٌ تدفّقَ غامرًا
وهي المدادُ وملهمي
وهويتي وملامحي نُحتتْ بِأثمن معدِنِ
بأناملي لاطفتُ وجهَ حبيبتي
وعهدتُ قدًّا في المضاربِ هامسًا
بالحبِّ أحكي سرَّهُ
بالحرفِ أحمي الصخرَ تحضنُ تربةٌ
عَبَقا بمسكِ الزهرِ طِيبِ الفيجنِ
ذي ريشتي غضبًا تغنّتْ تستردُّ مآذنا
تستعذبُ الأنفاسَ موعدَ ظبيةٍ
لمّا استشاطتْ ألجمتْ صَلَفَ الأنا المُتَمَدِّنِ
بأناملي وبريشتي طيرًا أصدُّ وزاحفًا
وأردُّ وحشَ الغابِ ينهبُ لقمتي
المجدَ أنثرُ في بلادي عامدًا
والذلَّ أرفضُ بالقصيدِ المُعْلنِ