10:57 مساءً / 25 يناير، 2025
آخر الاخبار

بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة ، بقلم : راسم عبيدات

بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة ، بقلم : راسم عبيدات

بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة ، بقلم : راسم عبيدات


أعطوني شعب من شعوب العالم،يستطيع ان يعيش في بقعة جغرافية،كمساحة الضفة الغربية، التي تقطعها في الوضع الطبيعي من شمالها الى جنوبها في السيارة خلال 4 ساعات،هذه المسافة في ظل 900 بوابة وحاجز عسكري تحاصر الضفة الغربية،وتقطع اوصالها جغرافياً وديمغرافياً،منها 146 بوابة أقيمت بعد السابع من اكتوبر 2023،و17 منها أقيمت منذ بداية هذا العام، اليوم تحتاج منك الى اسبوع سفر،يكفيك ان تسافر إلى سبع دول اوروبية،بدون ان يُخزن في ذاكرتك،هل من الممكن ان تعود الى بيتك..؟؟ ،أم سيبقى يساورك الشك ، بأن جنود الإحتلال المستنفرين على الحواجز،قد يغلقونه،ويقولون لك عد من حيث أتيت،وأي نقاش مع هؤلاء المتغطرسين والحاقدين،قد يكلفك حياتك ثمناً لذلك .


هذه الحواجز والبوابات،والتي باتت تحتاج الى انشاء صفحات خاصة على المجموعات او مواقع التواصل الإجتماعي،حول وضع تلك البوابات والحواجز،والتي تريد “تطويع” عقلك ووعيك،لكي تضبط وتنظم حياتك على مواعيد فتحها وإغلاقها ،وهي ليس فقط تًمتهن فيها كرامتك وتقتل فيها انسانيتك،وتشعرك بأن للحيوان قيمة أكثر منك،وأنه مطلوب أن تموت حياً كفلسطيني، وأن تتعود على الذل والمهانة دون ان تشكو او تتذمر،فهؤلاء جنود وحراس شعب الله ” المختار، يحق لهم أن يفعلوا فيك أي شيء ،وحياتك عندهم لا قيمة لها،واذا اطلقوا عليك النار وقتلوك فالتهمة جاهزة،محاولة طعن او دهس،وسادة البيت الأسود في واشنطن،جاهزين لتبني روايتهم وترويجها والدفاع عنها.


والأنكى من ذلك اذا كنت ستجتاز المعبر أو الحاجز راجلاً ، فأنته مجبر ان تمر من خلال حواجز دوارة، تشبه “معاطات” الدجاج” يتحكم فيها جنود ورجال أمن مشبعين بالحقد والكراهية، بحيث يجري تفتشيك يدوياً و ” بالماغنوميتر” الكترونياً،ومرورك رهن بمزاجية الضابط او الجندي،وما اسهل ان يقول لك “تحزور” ،أي ارجع ،وأي جدال أو رفض قد يكلفك حياتك بإطلاق النار عليك، أو تعريض نفسك للإحتجاز أو الإعتقال.


هناك من العمال والموظفين وحتى الطلبة من يخرجون من ساعات الفجر الأولى ،على أمل الوصول الى اعمالهم ووظائفهم ومؤسساتهم التعليمية والصحية،او من أجل العلاج،ولكنهم يفشلون في الوصول اليها في الوقت المحدد،رغم ساعات الإنتظار التي تطول وتطول ،وتمتد لساعات طويلة، أو عند الوصول للحاجز،فجأة يجري اغلاقه،بعد ان تكون القلوب قد بلغت الحناجر،وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من انفجار داخلي، نتاج ضغط نفسي لا يقوى على تحمله البشر .


اعتقد بأن ذلك ينسجم مع رؤية وقناعات ومفاهيم ومقولات الكذب والدجل والخداع والتضليل التي يحاول ان يروج لها الأمريكان ودول الغرب الإستعماري،عن الحرية والديمقراطية والعدل وحقوق الإنسان والحق في التنقل والحق في العبادة والحق في الوصول الى المشافي والمراكز الطبية من أجل العلاج،ولكن لكون الفلسطينيين وحسب نظريات العولمة الرأسمالية “المتغولة” و”المتوحشة”، ضمن الشعوب التي يقول عنها منظروا الفكر الرأسمالي المعولم من فوكاياما وكتابه عن “نهاية التاريخ” بأن الراسمالية في طورها الأعلى الإمبريالية ،هي أعلى درجات التحضر و”الإنسانية” والتطور وصاحب نفس النظرية والفكرة والموقف والرواية والسردية صموئيل همنغتون في كتابه عن ” صراع الحضارات” والذي يرى فينا وفي شعوب العالمثالثية،شعوب همجية ووحشية غير قابلة للتحضر،ولذلك منحهم الرب وفق الفكر التلمودي التوراتي والمسيحي الأنجليكاني المتصهين،الحق بإبادتنا والتخلص منا،لكي يعم الأمن والإستقرار والسلام في العالم،ونحن كفلسطينيين لسنا كالشعب الأوكراني،ليست عيوننا زرقاء ولا بشرتنا بيضاء ولا شعرنا أشقر،لكي يهبوا في امريكا والغرب الإستعماري، للوقوف الى جانبنا ومنع ابادتنا وقتلنا،بل يرسلون كل انواع اسلحتهم،من اجل الإجهاز علينا، ايماناً بالوعد الرباني، بانه يجب التخلص منا .


أظن ان شعبنا لا يستحق فقط اسم شعب الجبارين،بل هو شعب الجبابرة،من يتحمل كل هذا الظلم والإضطهاد،والطرد والتهجير،والحرمان من أبسط مقومات الحياة الإنسانية،ويبقى صامداً وثابت على أرضه،أظنه وهذه فتوى مني يتقدم على كل الصحابة والصديقين في الجنة،ويكون الى جانب الرسل والأنبياء،فالظلم والأذى الذي تعرض له الرسل، لا يساوي 1% مما تعرض له الشعب الفلسطيني،ولو تعرضوا لمثل هذا الظلم والإضطهاد والتنكيل ،ربما تراجعوا عن دعوتهم ورسالتهم.


تصورا عندما تضيق سبل العيش على الإنسان الفلسطيني،ويحرم من تصريح للعمل، مجبر للحصول عليه من دولة الإحتلال، لكي يصل الى مكان عمله أو وظيفته في القدس او في الداخل الفلسطيني- 48 – ،او مؤسسات اسرائيلية وقطاعات اقتصادية اسرائيلية مختلفة،تجده يقامر ويخاطر بحياته،لكي يوفر الطعام لأفواه جائعة،تنتظر منه الطعام والحليب ،ولذلك يتسلق جدران الفصل العنصري التي يزيد ارتفاعها عن 8 أمتار تحيط بها أسلاك شائكة ،وعليها كاميرات وأبراج مراقبة،ودوريات عسكرية تقوم بجولات مستمرة حول هذا الجدار،ومن تشاهده يتسلق هذا الجدار،او ينجح في اجتيازه،يكون عرضة لإطلاق النار عليه،وفي أحسن الحالات اعتقاله،وتعرضه للضرب المبرح.


هذه البوابات والحواجز المسماة بكمائن الموت زادت وتضاعفت،بقرار من وزير مالية الإحتلال سموتريتش،وموافقة نتنياهو ووزير الحرب السابق غالانت،تحت حجج وذريعة حماية المستوطنين والطرق الإستيطانية،وهذا يعني تعطيل حياة الفلسطينيين،وحشرهم على الحواجز والطرقات لفترات تمتد لساعات طويلة ،وما ينتج عنها من ضغط نفسي،وسعي إحتلالي خبيث،لنقل هذه المعاناة والعذاب، الى اقتتال وخلافات داخلية بين الفلسطينيين انفسهم،حيث طول الإنتظار والمنع،يخرج الإنسان عن طوره ويفقد اعصابه .


اعطوني شعب قادر على ان يتحمل كل هذه المعانيات التي يعيشها الشعب الفلسطيني،في ظل حواجز وبوابات الموت ،وفي ظل “توحش” و”تغول” استيطاني وقطعان مستوطنين منفلتين من عقالهم،يمارسون كل اشكال القمع والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني،على طول وعرض الضفة الغربية، قتل وجرح مواطنين واغلاق طرقات وحرق منازل وممتلكات وحتى دور عبادة وقطع اشجار وسرقة محاصيل،والإستيلاء على أراضي وإقامة بؤر استيطانية .


وليت الرئيس الأمريكي ترمب واركان قيادته والقيادات الأوروبية الغربية الإستعمارية،يأتون لكي يعيشوا مأسي ومعانيات الشعب الفلسطيني ليوم واحد فقط،متحررين من نزعة الفوقية والتفوق العرقي وتصهينهم المتفوق على قادة الصهيونية انفسهم .


فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

الاحتلال يحاصر منزلا في قرية مثلث الشهداء جنوب جنين

الاحتلال يحاصر منزلا في قرية مثلث الشهداء جنوب جنين

شفا – حاصرت قوات خاصة إسرائيلية، مساء اليوم السبت، منزلا في قرية مثلث الشهداء، جنوب …