1:51 مساءً / 21 يناير، 2025
آخر الاخبار

باب الزاوية ، الحصان الميت الذي يرقص عليه الجميع ! بقلم : م. غسان جابر

باب الزاوية ، الحصان الميت الذي يرقص عليه الجميع

باب الزاوية ، الحصان الميت الذي يرقص عليه الجميع! بقلم : م. غسان جابر

منطقة باب الزاوية والبلدة القديمة في الخليل، ذلك الحصان الذي مات منذ زمن، لكن الجميع يصر على ركوبه وكأنه لا يزال حيًا! المنطقة التي كانت يومًا قلب الخليل النابض، تحولت إلى مسرح للتراجيديا بفضل الاحتلال الإسرائيلي، والإهمال المحلي، وتقاعس الجهات المعنية التي تفضل الرقص على جثة الحصان بدلًا من دفنه أو إحيائه!

الحصان الميت الذي لا يريد أحد دفنه!

الاحتلال الإسرائيلي قام بدوره “المشرف” في تحويل البلدة القديمة إلى سجن مفتوح، أغلق المحال التجارية، وفرض الحواجز، وزرع المستوطنات كالفطريات السامة. لكن، وبكل أسف، الاحتلال ليس وحده من يلعب دور الجلاد. الجهات المحلية، من غرفة تجارة وصناعة الخليل إلى بلدية الخليل، تشارك في هذه المسرحية ببراعة، حيث تظهر الاهتمام بالمنطقة فقط عندما يحين موسم الانتخابات، ثم تختفي كالشبح بعد أن تحصد الأصوات!

غرفة التجارة: الاهتمام الموسمي الذي ينتهي مع انتهاء الانتخابات!

غرفة تجارة وصناعة الخليل، تلك المؤسسة التي يفترض أنها تمثل التجار وتدافع عن مصالحهم، تتحول إلى “فنانة موسمية” عندما يتعلق الأمر بباب الزاوية. خلال الانتخابات، تظهر الوجوه المألوفة، توزع الوعود كالحلوى، وتلتقط الصور التذكارية مع التجار الذين يعانون يوميًا من الإغلاق والإهمال. ولكن، ما إن تنتهي الانتخابات، حتى تختفي هذه الوجوه، وتعود المنطقة إلى سباتها العميق، بينما تذهب الموارد والمشاريع إلى مناطق أخرى أكثر “ربحية” سياسيًا!

بلدية الخليل: الخطط الورقية التي تبقى حبرًا على ورق!

بلدية الخليل، أو بالأحرى “المجلس البلدي للوعود الفارغة”، تتفنن في إطلاق الخطط والمشاريع الورقية التي تموت قبل أن ترى النور. الشوارع المتهالكة، البنية التحتية المتهالكة، وغياب أي دعم حقيقي للسكان، كلها تشير إلى أن البلدية تعامل المنطقة كـ”مشروع انتخابي” وليس كجزء حيوي من المدينة. الخطط تُعلن، التقارير تُكتب، ولكن التنفيذ يظل حلماً بعيد المنال!

ما العمل؟ هل نستمر في الرقص على جثة الحصان؟

إذا كنا جادين في إنقاذ باب الزاوية، فلنبدأ بالاعتراف بأن الحصان ميت، وأن الرقص عليه لن يُعيده إلى الحياة. المطلوب هو خطوات جريئة وحقيقية:

  1. غرفة التجارة : توقفوا عن الاهتمام الموسمي!
    قدموا دعمًا حقيقيًا للتجار، خفضوا الضرائب، واجعلوا من باب الزاوية منطقة جاذبة للتسوق بدلًا من أن تكون سجنًا مفتوحًا.
  2. بلدية الخليل : خططوا للتنفيذ وليس للانتخابات!
    طوروا البنية التحتية، أطلقوا مشاريع ثقافية وسياحية، وتوقفوا عن التعامل مع المنطقة كـ”ورقة انتخابية”.
  3. شراكة حقيقية:
    على الجميع، من المؤسسات المحلية إلى المجتمع الدولي، أن يتعاونوا لوضع خطة إنقاذ شاملة، بدلًا من الاكتفاء بالشعارات والوعود الفارغة.

الخلاصة : الحصان ميت، فلنوقف الرقص!

باب الزاوية ليست مجرد منطقة، بل هي رمز للصمود والتحدي. ولكن الصمود وحده لا يكفي، خاصة عندما تتحول المنطقة إلى مثال حي على “نظرية الحصان الميت”. إذا استمرت الجهات المعنية في الرقص على جثة الحصان، فستظل باب الزاوية شاهدة على الإهمال والتقاعس. فلنعترف بالواقع، ولنبدأ في اتخاذ خطوات جريئة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن يتحول الحصان الميت إلى مجرد ذكرى!


م. غسان جابر (قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)

شاهد أيضاً

حسين الشيخ يبحث مع بعثة المساعدة الحدودية الأوروبية في رفح ترتيبات عودة السلطة للمعبر

حسين الشيخ يبحث مع بعثة المساعدة الحدودية الأوروبية في رفح ترتيبات عودة السلطة للمعبر

شفا – التقى اليوم الثلاثاء أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ “ابو …