غزة.. لا تشكرينا فإنا المديونون بشكركِ والتقدير ، بقلم : احمد ايهاب سلامة
هدنة غزة تلوح في الأفق، وأبوابها تفتح على أمل جديد، تلك البقعة الصغيرة، التي تُدعى غزة، رفعت اسم العروبة والإسلام عالياً، لتكون رمزاً للصمود والتضحية في وجه قوى العالم بأسره، دفاعها لم يكن دفاعاً عن قطعة أرض فحسب، بل عن أمة بأسرها، أمة الملياري مسلم والأمة العربية التي تضم 600 مليون إنسان.
غزة دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وسُجل اسمها بحروف من ذهب، لأنها كانت صخرة تتحطم عليها أحلام الغزاة.. صمدت، قاومت، وصبرت أمام أعتى قوى العالم، في حرب بربرية استمرت أكثر من عام وأربعة أشهر، وفي كل لحظة كانت غزة تثبت للعالم أجمع
أن الصمود لا يعرف الحدود.
هي وحدها التي استطاعت أن تُذل جيشاً كان يُسمى “الجيش الذي لا يقهر”، وتكبد هذا الجيش خسائر فادحة، فقد أكثر من 30 ألف جندي بين قتيل وجريح، ودُمرت أكثر من 3500 دبابة وآلية عسكرية، لقد أجبرت غزة هذا الجيش على الاعتراف بأن القهر لا يكون إلا في القلوب التي لا تنكسر، وفي الإرادة التي لا تُقهر.
إن على كل عربي ومسلم أن يشكر غزة، علينا أن نُقبل جبين ترابها الطاهر، وأن نرفع رؤوسنا فخراً بها، بينما نخفضها خجلا من أنفسنا، فنحن، مهما فعلنا، مقصرون في حقها، علينا أن نشكر أمهات غزة على تربية الأبطال الذين عانقوا السماء بأرواحهم، وعلى هذا الشعب العظيم الذي قدم التضحيات الجسام.
لنصفق لغزة بكل فخر، وندعو الله أن يجعل كل الأمة العربية مثلها في شهامتها، ونخوتها، وكرامتها، وشرفها، غزة هي المثال الذي يجب أن نقتدي به، وهي التي تستحق أن نرفع أيدينا بالدعاء لها، إذ هي أُمة في قلب أمة، وجبل شامخ في وجه الرياح العاتية.
إن غزة لا تحتاج إلى شكرنا، لأنها بحق قد علمتنا درساً في الصبر والمقاومة.. نحن، الذين نعيش تحت سقف الراحة، نحتاج أن نتعلم من غزة كيف نكون أمة لا تُهزم، ولا تنكسر أمام التحديات.
كاتب إعلامي أردني