
حلم العودة ، بقلم: وفاء شاهر داري
(١)
في جوف الليل تترنم تسبيحة السحر
تأخذني صوب نجمة للصبح في العلا
يتناثر لؤلؤ العين من وجل
تعانق نسيم الصبا فجرا
الصمت مطبق والأنام قد رقدوا
طال السهر وأحرقت النار الكبد
أيها الوطن الملفع بالأماني والذكريات
متى أرحل إلى نوافذ المسرى
أوصدوا من أمامنا ومن خلفنا
وعن أيماننا وشمائلنا
ومن فوقنا ومن تحتنا
ألف باب وباب…
(٢)
أيها القمر المرصود في رحلة العذاب
هل سنرجع يوما
إلى حاكورة الدار
إلى رائحة الطيون والزعتر
رغم مرور السنين
لازلت اغرس الأماني
لحصاد السنابل والياسمين
والحب يسري في شرايني..
ونبضي عاما بعد عام
(٣)
يا أيها الطائر المحلق مع جمع الأطيار
سلم على الأهل والخلان
وشجر التين والزيتون والصبار..
بيني وبين وطني دمع وحنين
أطفأ هولاكو العصر شموعه من الأغيار…
سلامي لقدس الله فاني أعشقها
وللجليل والمثلث ونقب الفارس المغوار..
شوقي للخليل ولحطين صلاح الدين
فلنا العزة
والنهر والبحر.
ونبض الحرف يلاقيني
في الدبر والغور
لن يصلبوا أنسام بلادي ورائحة الأزهار…
(٤)
غادرنا الأرض جورا وغدرا
جبرا وقسرا
قضاء وقدرا
كيف تغفو النجوم ..
وكيف للأرض أن تهنأ
وقد غادرها الخل والبنون
تلك هي حكايتي..
فما زلت أحن لحكايات جدتي وصدر أمي .
لتوتة الدار وأغنيات الراعي
لجلسات السمر في ضوء النجمات والقمر…
(٥)
أيها الناس.. إني راحل نحو حلمي
إلى وطني
صوب الديار.. يغرقني حنينا
إن شئتم اتبعوني
وما عدت أنتظر حبات المطر…
ما عادت تعنيني دروب الحواجز
ولا إلى أين يأخذني المسير
ما عدت أنتظر امتداد هذا العمر ..
ليتحقق حلمي الممجد…
فإما أن أعيش العمر عمرين:
عمرا أكون فيه حرا طليقا
أو عمرا أكون فيه شهيدا ممددا…
ما عاد السلم والوعد ينفعنا
فأطماع عدوي تزداد طولا وعرضا
والعرب نيام في سبات ورقود
(٦)
سنأتيك يا وطني..
من حقول القمح
مع أسراب النوارس..
من عمق البحر وامتداد النهر..
ستكون ما نريد
وطنا سيد الأزمان والأكوان…
سنكون الإنسانية والإنسان .
شذا عطر ورياحين ندية..
وسنكتب ذكرياتنا ..
في القصيدة من وميض البرق…
ونؤرخ تاريخك يا وطني والقضية…
وفاء داري/ فلسطين