شفا – ضمن فعاليات برنامج مسابقة منتدى الحوار الفلسطيني، والممول من المؤسسة الألمانية Misereor عن طريق البعثة البابوية لمدة ثلاثة أعوام والذي يستهدف محافظتي رام الله وبيت لحم، اختتمت مؤسسة أفكار للتطوير التربوي والثقافي المرحلة الثانية من البرنامج يوم السبت 28/4/2012 في قاعة مدرسة الفرندز للبنين/ رام الله، مستهدفة 36 طالب وطالبة من ست مدارس خاصة في محافظة رام الله، على أن تبدأ المرحلة التالية في محافظة بيت لحم في بداية العام الدراسي المقبل.
في كلمته، رحب الأستاذ سمير شلالدة، رئيس مجلس الإدارة لمؤسسة أفكار، بمدراء ومديرات المدارس المشاركة مشيداً بتعاونهم مع المؤسسة في إفساح المجال لتمكين وتطوير إمكانيات الطلبة وجهود منسقيهم في تيسير ومتابعة البرنامج مع طلبتهم، كما وأثنى على دور البعثة البابوية/ القدس في دعم وتبني هذا البرنامج ووضعه في سلم أولوياتها. وما كان لافتاً حضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والتربوية والثقافية من جامعة بيرزيت للمناظرات من أجل دعم هذه البرامج النوعية والمساهمة في تقييم التجربة والخروج بتغذية راجعة تسهم في تعميم التجربة على مستوى الوطن.
وقد شاركت كل من مدارس الأوائل الثانوية والكاثوليك الثانوية والفرندز للبنين وراهبات مار يوسف وسانت جورج والكلية الأهلية في البرنامج الذي امتد طيلة العام الدراسي الحالي 2011/2012. ففي الفصل الأول، تناول 18 طالبا وطالبة من الصف الحادي عشر ضمن المدارس المذكورة ثلاث مواضيع محورية للنقاش: هجرة العقول والشباب للخارج، نظام التوجيهي الحالي وتقليد الغرب، وقد أخذ كل فريق مدة شهرين في البحث عن مصادر وأدوات لدعم وجهة نظره ودحض وجهة النظر الأخرى مستنداً إلى معايير حضارية في التناظر والمحاججة.
أما هذا الفصل، فقد مثل المدرسة 18 طالبة وطالبة من الصف العاشر بهدف تعميم التجربة على أكبر عدد من الطلبة.
وتمحورت مواضيع هذا الفصل قضايا سياسية واجتماعية جدلية شيقة ناقشها الطلبة بكل حماسة وثقة، مستندين بمداخلاتهم إلى دلائل علمية وحجج مثبتة مستفيدين من تجربة زملائهم وزميلاتهم في الفصل الأول وكذلك ملاحظات الحكام والمنسقين.
وتناظرت مدرستا سانت جورج والكلية الأهلية حول موضوع استحقاق أيلول، حيث اتخذت مدرسة سانت جورج الموقف المؤيد باعتبار هذه الخطوة منبراً يصب لصالح تعريف ودعم العالم للقضية الفلسطينية، وإلقاء الضوء من جديد على حقوق الشعب الفلسطيني، بينما تبنت الكلية الأهلية الموقف المعارض بحيث تمثلت مداخلاتهم بأن هذه الخطة لا تقدم شيئاً نظراً لعدم توازن القوى وأن الدفة تسير لصالح القوى المعادية لمصالح الشعب الفلسطيني وأن هذه الخطوة عقيمة ولا تحقق أي تقدم على صعيد إحقاق الحقوق.
وتبع هذه الفعالية مناظرة مدرستي الأوائل الثانوية والفرندز حيت أيدت الأولى عقوبة الإعدام مستندين إلى مؤشر خفض الجريمة في الدول التي تشرع عقوبة الإعدام.
أما مدرسة الفرندز للبنين، فقد قدمت عرضاً ومداخلات تعارض هذا الإجراء القانوني في التعامل مع الجرائم خاصة القتل منها، واعتبرت هذا الإجراء غير أخلاقي وينافي الحقوق الإنسانية. أما في المناظرة الأخيرة، فتنافست مدرستا راهبات مار يوسف بتبنيها الجانب المؤيد لاستخدام موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك كأداة تواصل اجتماعي بناءة في حين اتخذت الكاثوليك الثانوية الجانب المعارض لما فيه من آثار سلبية كبيرة خاصة على الطلبة.
وقد أشرف على المناظرات لجنة من الحكام والذين لديهم الخبرة الكبيرة في تقييم أداء الطلبة حيث عملوا مع المؤسسة منذ إطلاق البرنامج في العام 2009، وهم الأستاذة وفاء عبد الرحمن، مدير عام مؤسسة فلسطينيات والأستاذ ناصر مطر، مدير الإشراف التربوي لمدارس وكالة الغوث والأستاذ سمير شلالدة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أفكار في حين قام بعملية تيسير المناظرات الأستاذ عودة زهران.
وفي نهاية الحفل، وقبل إعلان النتائج، شكر الأستاذ عودة زهران، المدير العام لمؤسسة أفكار، السيد جابي كندو، مندوب البعثة البابوية/ القدس، على حضوره وتعاونه المستمر على مدى الثلاث أعوام الماضية في تواصله مع مؤسسة أفكار ودعم البرنامج.
وبعدها أعلنت الأستاذة عبد الرحمن النتائج حيث تربعت مدرسة الأوائل الثانوية على المرتبة الأولى في حين حصدت المرتبة الثانية مدرسة الفرندز للبنين وحصلت مدرسة الروم الكاثوليك على المرتبة الثالثة. وبعد ذلك، وزع السيد جابي كندو والأستاذ عودة زهران الشهادات التقديرية على الطلبة المتناظرين في المرحلة الأولى والمرحلة الثانية وكذلك تسلمت المدارس المشاركة درعاً تذكارياً، وبعدها تم توزيع الجوائز على الطلبة الفائزين في المراتب الثلاث الأولى.
وفي بداية العام الدراسي القادم، ستقوم المؤسسة بالتنسيق مع 6 مدارس ثانوية خاصة في محافظة بيت لحم من أجل التحضيرات لاستكمال البرنامج وتنفيذه ولأول مرة في المحافظة لمدة عام دراسي كامل.
جدير ذكره أن مؤسسة أفكار تقوم حالياً بتنفيذ برنامج مسابقة منتدى الحوار الفلسطيني في 50 مدرسة ثانوية حكومية وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي/ الإدارة العامة للأنشطة الطلابية ومديريات التربية في محافظات سلفيت ونابلس وقلقيلية ورام الله، حيث يهدف هذا البرنامج إلى تعريض القيادات الشابة في المدارس والمؤسسات المجتمعية لثقافة مختلفة في الحوار مبنية على أسس علمية ومستندة إلى معلومات محكمة واحترام القيم الإنسانية والقواعد الأساسية للحوار في التعامل مع الإنسان الأخر مما ينعكس حتماً بشكل ايجابي في السياسات التنموية مع الأخذ بعين الاعتبار بأن إحداث التغير لا يمكن له أن يتحقق دون العمل في تنمية تلك القيادات باعتبارها مشروع الغد.