10:56 مساءً / 16 يناير، 2025
آخر الاخبار

بين الفرح والغصة: غزة تحتفل… وغصة في القلب ، بقلم : سوما حسن عبد القادر

بين الفرح والغصة: غزة تحتفل… وغصة في القلب ، بقلم : سوما حسن عبد القادر

Soma Hassan

وسط احتفالات الفرح والتهاليل، وبين أصوات الألعاب النارية والهتافات التي تملأ الشوارع، وبين الزحام والضجيج وصخب السيارات والزمامير، يحتفل الآلاف، بل الملايين، بما يُقال إنه انتصار. ولكن وسط كل هذه الأجواء، هناك غصة تختبئ في قلوب البعض، غصة تسأل: هل هذا حقًا انتصار؟

يردد الجميع: “انتصرنا! انتصرت غزة، انتصرت فلسطين!”، الله واكبر الله واكبر الله واكبر. ولكن بين هذه الهتافات، تهمس القلوب بشكوكها وألمها. كيف يمكن أن نفرح وسط هذا الخراب؟ هل انتصارنا يعني فقط وقف إطلاق النار؟ هل يعني العودة إلى المنازل التي لم تعد موجودة؟

واقع مؤلم وسط الاحتفالات

الاحتفالات تعم الأرجاء، لكن الحقيقة المؤلمة تحاصر الجميع. نعم، يستحق الناس العودة إلى منازلهم، مدارسهم، وأعمالهم. يستحقون دفء غرفهم، واستعادة حياتهم الطبيعية. ولكن، كيف يعيش المرء حياة طبيعية في مدينة باتت أطلالًا؟

هناك من يحلم فقط بالعودة إلى أطلال بيته ليبحث عن شيء بقي تحت الركام، ربما كتابًا، لعبة، أو حتى ذكريات. هناك من يتمنى أن يعثر على أشلاء عائلته لدفنها بكرامة. أطفال يركضون بين الأنقاض، يبحثون عن أطراف بترتها الحرب، لعلهم يجدون من يعيدها إليهم.

أحلام وأحزان

وسط الأحلام والأمنيات، تختلط مشاعر الفرح بالألم. أمٌ عادت وحيدة، فقدت أطفالها وزوجها ومنزلها. أطفال يفتشون بين الركام عن أملٍ ضائع. تساؤلات ما بعد المأساة
بين الركام والأنقاض، وبين أحلام العودة وآلام الفقد، يقف أهل غزة متسائلين عن حاضرهم ومستقبلهم. وسط كل ذلك، يظل الشوق للحرية حاضرًا، ومعه أمل طال انتظاره: أمل بسماع خبرٍ عن الأسرى الذين ينتظر أهاليهم أي بصيصٍ يطمئن قلوبهم.

هناك أطفال يفتشون بين الركام عن أملٍ ضائع. مدينة كانت تعج بالحياة أصبحت مدينة أشباح، والبحر الذي كان رمزًا للأمل تلطخ بالدماء.

الجامعات، المدارس، والمستشفيات لم يبقَ منها إلا أسماء محفورة في الذاكرة. شوارع كانت تضج بالضحك أصبحت صامتة إلا من صوت الرياح التي تجرُّ الغبار والركام.

بين الفرح والواقع

بين هنا وهناك، يقف الناس على حافة الفرح والحزن. غصة في القلب تسأل: ماذا بعد؟ كيف يمكن أن نفرح ونحن نعلم أن خلف كل ابتسامة هناك جرح، وخلف كل هتاف هناك دمعة؟

غزة اليوم ليست فقط مدينة منتصرة، بل مدينة حزينة، مثقلة بالآلام والأحزان، تحمل في قلبها أحلام العودة وحقيقة الفقد. وبين أحلام العودة وواقع الدمار، يبقى المستقبل غامضًا، ولكن الأمل ما زال ينبض في قلوب سكانها، ينتظر يومًا جديدًا يحمل لهم حياةً أفضل.

شاهد أيضاً

أبو عبيدة : الاحتلال استهدف مكان يتواجد فيه إحدى أسيرات المرحلة الأولى للصفقة

أبو عبيدة : الاحتلال استهدف مكان يتواجد فيه إحدى أسيرات المرحلة الأولى للصفقة

شفا – أكد الناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة”، مساء اليوم الخميس، أن جيش الاحتلال …