شفا – جددت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية ترحيبها باتفاق “الدوحة” الذي اعلن عنه الليلة الماضية بعد جهود مكثفة من الوسطاء وتعتبر هذا الاتفاق ثمرة الصمود الوطني لقطاع غزة بعد عدوان استمر 466 يوما لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا له في حرب إبادة شاملة استهدفت اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه، واجباره على الرحيل في ظل سقوط ما يزيد عن 150 الف شهيد وجريح، وتدمير حوالي 80% من قطاع غزة، واستهداف المنشآت الطبية والمدنية والمؤسسات المحلية والدولية العاملة في القطاع .
وتؤكد الشبكة ان هذا الاتفاق الذي يحقن دماء أبناء شعبنا ويوقف المجازر الدموية بحق المدنيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ ويجبر دولة الاحتلال على الافراج عن اعداد من الاسيرات والأسرى إضافة الى ادخال المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية وإمكانية سفر الجرحى للعلاج في الخارج إضافة الى الانسحاب من مناطق واسعة في القطاع بما فيها معبر نتساريم وصلاح الدين والبدء بخطة إعادة الاعمار، ورفع الركام، وعودة النازحين الى مناطق شمال غزة وحرية التنقل والحركة ما كان ليتم والقدرة على كسر شروط حكومة الاحتلال لولا التماسك والتلاحم الأسطوري في القطاع والإرادة للبقاء ومواجهة إجراءات الترحيل القسري وعدم السماح للاحتلال بتنفيذ مخططاته بحق اهلنا في القطاع، والسعي لضرب وحدة الأراضي الفلسطينية الجغرافية والسياسية في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة باعتبارها وحدة واحدة .
وتؤكد الشبكة ان تنفيذ هذا الاتفاق من خلال إرادة دولية ملزمة لمعالجة التدرج في تنفيذه على مراحل هو رهن أيضا بمدى الالتزام الذي تبديه حكومة الاحتلال والضمانات الدولية لذلك، ونزع اية مبررات من بين ايدها للتنصل منه او محاولة التلاعب ببنوده وتجاوزها إضافة الى أهمية العمل على الضغط عليها لمنع مخططاتها الهادفة الى ابتلاع المزيد من الأراضي في الضفة الغربية ضمن صفقات نتنياهو داخل الحكومة ثمنا لعدم معارضة الاتفاق، وتنظر الشبكة هنا الى أهمية استخلاص العبر مما جرى فلسطينيا رغم انه من السابق لأوانه الان، وان تكون الأولوية لمعالجة القضايا الانية المهمة من توفير الأغذية والمستلزمات الطبية والإنسانية والاغاثية في ظل الكارثة التي يعيشها قطاع غزة وحجم الدمار الذي لحق بمناطق واسعة فيه، وتدعو الى العمل فورا على استعادة الوحدة الوطنية دون ابطاء او تأخير .
وتطالب الشبكة في هذا البيان بضرورة العمل جديا على عقد ورشة موسعة تتناول قضايا المساعدات الدولية وإعادة الاعمار والقضايا التي تساهم في تخفيف معاناة أهالي قطاع غزة في مختلف مناحي الحياة، وتشكيل اللجان المتخصصة والمهنية بمشاركة القطاعات والمؤسسات لمعالجة قضايا المواطن، ووضع دراسة احتياجات وبرامج تدخل طارئ وخطط استجابة توفر إمكانية العمل بالطرق الكفيلة بتقديم المساعدة للمواطنين خصوصا الفئات الأكثر هشاشة لا سيما النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة بما فيها قضايا الدعم النفسي والصحة النفسية والحالات المرضية من امراض مزمنة او الأورام وغيرها مع إبقاء الأولية الملحة هي لعودة النازحين الى بيوتهم وإعادة اعمار ما دمره الاحتلال .
وتشدد الشبكة على ان القضايا الإنسانية والاقتصادية بالغة الأهمية التي ينبغي من الجميع العمل على إيجاد حلول لها هي ليست ولن تكون على حساب القضايا الوطنية ورفض أي صيغ هدفها فصل الضفة عن القطاع او ضرب الوحدة السياسية والجغرافية للأراضي الفلسطينية المحتلة، كما تشدد الشبكة ان هذا الاتفاق لا ينهي باي حال من الأحوال استكمال المسار القانوني الهادف لمحاكمة ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها بما فيها جريمة الإبادة الجماعية والجرائم بحق الاسيرات والأسرى، ومتابعة هذا الملف على المستوى الفلسطيني بخطوات حثيثة كي لا يفلت المجرمون من العقاب، وتفعيل الأدوات القانونية بهذا الشأن على كل المستويات، وان تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها بهذا الخصوص، والعمل دوليا على توسيع حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني وصولا الى فرض العقوبات على دولة الاحتلال ومقاطعتها وسحب الاستثمارات منها حتى تمتثل للقانون الدولي وتنهي احتلالها ويحقق الشعب الفلسطيني أهدافه في تقرير مصيره، وعودة اللاجئين وفق القرار 194.