12:45 صباحًا / 16 يناير، 2025
آخر الاخبار

“غزة العزّة… حين أشرقت شمس السلام وسط غيوم الدمار” بقلم : محمود جودت محمود قبها

غزة العزّة… حين أشرقت شمس السلام وسط غيوم الدمار

“غزة العزّة… حين أشرقت شمس السلام وسط غيوم الدمار” بقلم : محمود جودت محمود قبها


غزة تلك المدينة التي شهدت على مر العصور صلابة أبنائها وعزيمتهم التي لا تلين تقف اليوم على عتبة عهد جديد حيث أشرقت شمس السلام بعد سنوات من الألم والدموع رغم الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني دماء خمسين ألف شهيد سالت لتروي الأرض المقدسة وعائلات بأكملها مُسحت من سجل الحياة وتركت خلفها جراحاً تنزف وجعاً لكن وسط هذا الدمار يلوح أمل يعانق الأفق.

لقد أتى هذا السلام بعد جهود عظيمة قادها سيادة الرئيس محمود عباس مدعوماً بمثابرة أجهزة السلطة الفلسطينية وعمل حثيث من الوسطاء الدوليين لإنهاء الإبادة الجماعية التي طالت قطاع غزة الاتفاق الذي نُسجت خيوطه بدموع الأمهات وآهات الأطفال حمل في طياته بارقة أمل ترسم معالم المستقبل رغم الجراح.

بنود الاتفاق… إشراقة حياة وسط الأنقاض

الاتفاق لم يكن مجرد كلمات تُلقى على مسامع العالم بل كان خطة شاملة تتضمن انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المناطق السكنية إلى حدود غزة بعمق 700 متر وتخفيف الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا تمهيداً للانسحاب الكامل لاحقا كما نص الاتفاق على فتح معبر رفح لتكون بوابة أمل لسفر جرحى قطاع غزة للعلاج في الخارج برعاية الوسطاء.

ومن بين البنود الأشد وقعاً على القلوب كان إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين على مراحل حيث شملت المرحلة الأولى تحرير 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد و400 من ذوي الأحكام العالية وكافة الأسرى الذين أُعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط إضافة إلى تحرير النساء والأطفال دون سن التاسعة عشرة ولم تُنسَ غزة في هذا المشهد إذ نُصّ على إطلاق سراح 1000 أسير من أبناء القطاع الذين اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023.

عودة الحياة إلى غزة… وميض أمل وسط الرماد

الاتفاق تضمن أيضاً إدخال كميات هائلة من المساعدات الإنسانية والإغاثية وعودة النازحين إلى مناطقهم دون تفتيش مع تغييب طيران الاستطلاع الإسرائيلي بين 8-10 ساعات يومياً وتم الاتفاق على إعادة تأهيل المستشفيات وإدخال مشافٍ ميدانية وفرق طبية وجراحية لمعالجة الجرحى والمرضى الذين أثقلتهم الحروب المتعاقبة.

وفي مشهد يقطر إنسانية وافقت إسرائيل على إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً لدى المقاومة الفلسطينية في إطار صفقة تبادلية ليخطّ التاريخ صفحة جديدة من الصراع المستمر.

غزة العزة… بين الجراح والآمال

غزة اليوم ليست كما كانت بالأمس جراحها لم تندمل بعد وندوبها تحكي عن معاناة شعب استُهدف في حياته ومقدّراته ولكنها تستعد للوقوف من جديد مثل طائر الفينيق الذي ينهض من تحت الرماد إنها غزة العزة التي ترفض الانكسار رغم كل ما عانته.

هذه اللحظة هي انتصار للإرادة الفلسطينية التي أثبتت للعالم أن الدماء لا تذهب هدراً وأن السلام وإن جاء متأخراً يبقى نصراً يستحق الاحتفاء.

رسالة إلى العالم

غزة اليوم تقول للعالم ها نحن هنا رغم كل ما مررنا به نقف أقوى من أي وقت مضى خمسون ألف شهيد حملوا أرواحهم فداءً للأرض يُعبدوا الطريق نحو حياة كريمة لشعب يتوق إلى الحرية والسلام.

السلام ليس مجرد غياب الحرب بل هو بناء للحياة من جديد وإعادة إعمار للإنسان قبل المكان غزة التي لطالما كانت عنواناً للصمود تستحق أن تكون نموذجاً للحياة التي تنتصر على الموت وللإرادة التي تذيب جليد الاحتلال وتخطّ مستقبلاً مشرقاً رغم كل العتمة.

غزة… كوني دائماً رمزاً للعزة والصمود فأنتِ النبض الذي لا يتوقف والحلم الذي لا يموت.


باحث في درجة الدكتوراه في العلوم السياسية

شاهد أيضاً

حزب الشعب الفلسطيني

حزب الشعب : نرحب بإتفاق وقف العدوان على شعبنا ونؤكد على وحدة الموقف الوطني الفلسطيني

شفا – أعرب حزب الشعب الفلسطيني عن ترحيبه بإتفاق وقف الحرب العدوانية على شعبنا في …