1:04 صباحًا / 16 يناير، 2025
آخر الاخبار

اليوتوبيا والرق الفكري ، بقلم : د. سناء طوطح

اليوتوبيا والرق الفكري

اليوتوبيا والرق الفكري ، بقلم : د. سناء طوطح

” نحن أحياء وباقون،، وللحلم بقية”


محمود درويش

فكر القوة ما بين الماضي والحاضر والمستقبل يتباين حتى يصل للاختلاف الفكري، فالقوة الاساسية هي القوة التي يرتكز عليها الفرد ليؤسس القيم التي يتبعها في حياته، أو كما يصفها نيتشه ” إعادة تقييم القيم” وذلك حتى يكون للإنسان قيم جديدة مغايرة للقيم المحيطة حوله عائلياً ومجتمعياً وسياسياً، وفي السفر عبر الزمن نجد ان القوة مهما تباينت إلا أنها ما زالت بفكر واحد ونمط واحد يستند على الكليانية، فالقوة لي وحدي لكل اصل، وما الوصول إلا وصولاً لجنون العظمة وصراع العرش ، والذي بدوره يختلف عن الصراع الوجودي لأجل لقمة العيش، ومنه تتفرع الطرق ويتخذ كل منا طريقه الوجودي ، فالبعض يبحر للعبثية ويكون حينها عالة على البشرية، فيتخبط مع التيار الذي يجرفه، ولا يكون حينها له صوت او موقف، هؤلاء الخاضعون دوماً تحت كنف السلبية ، ولكن البعض يرسو لاجل الفكرة حالما باليوتوبيا حيث الراحة والسعادة لكل بني البشر، هؤلاء المستقلون فكرياً وقيمياً وروحياً، مع ذلك يواجهون أو حتى يقمعون استلالاً، ليجدوا انفسهم لاحقاً على شاطئ الرق الفكري.


فكر الوطن وهل يكون للوطن فكر، هل علينا ان نعتمد على الكليانية او التعددية لنصعد بالوطن، ماذا يحتاج الوطن! لن نصل إلى اليوتوبيا في بناء الأوطان لانه حلم ، على الرغم من تحقق بعض الاحلام واقعياً، إلا ان المثالية في ظل هذا العالم الوجودي هو مستحيلا، وهل الرق الفكري من يستطيع بالحفاظ على الاوطان!، الأوطان التي تعيش في ظل الامن والامان ، الأوطان التي تزدهر بها مبادئ الديمقراطية هي أوطان تستند إلى الوسطية للصمود في أحضان هذا العالم الذي يحيط بشره على الأوطان، وعليه فالوسطية هي التي تحترم من يؤمن بكل فكرة مهما اختلفت الوسيلة، والوسطية هي التي تنتهي بالتكاتف والوحدة الحقيقية.


كل هذا لنقول للكل الفلسطيني اننا مهما اختلفنا فالأهم هو حبنا الحقيقي لهذه الأرض المباركة،وما أجمل ان نكون كما كان جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار، الثنائي الذي انتهى بهم المطاف في قبر واحد، الثنائي الذي غالباً ما توحدوا فكرياً في فلسفتهم التاريخية، ولكن اختلفوا اذ كان سارتر دبلوماسياً في علاقته مع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وكان يعتبر كلا الاطراف اصدقاء له مع تبريره لكل طرف، على عكس سيمون التي كانت متشددة ومعجبة بالنظام الاسرائيلي، ومع ذلك عاشا سوياً ودفنا سوياً.


الاختلاف هو الطبيعة الصحية، ولكن حينما يكون الهدف واحد، هدف سامي ونبيل، ولكن قد تختلف الوسيلة أو الفكر، المهم الحفاظ على الهوية الوجودية لفلسطين، الهوية التي يجب ان تعتمد على الفكر السياسي والدبلوماسية الفلسطينية الحقيقية لا الوهمية.


وخير الكلام ما قل ودل .

شاهد أيضاً

حزب الشعب الفلسطيني

حزب الشعب : نرحب بإتفاق وقف العدوان على شعبنا ونؤكد على وحدة الموقف الوطني الفلسطيني

شفا – أعرب حزب الشعب الفلسطيني عن ترحيبه بإتفاق وقف الحرب العدوانية على شعبنا في …