4:50 مساءً / 14 يناير، 2025
آخر الاخبار

آفاقُ التربية : نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ ، بقلم : ثروت زيد الكيلاني

آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ ، بقلم : ثروت زيد الكيلاني

آفاقُ التربية: نحوَ سُمُوٍّ إنسانيٍّ مُلْهِمٍ ، بقلم : ثروت زيد الكيلاني


تطوير منظومة التعليم يُعتبر هدفاً نبيلاً يسعى لتحقيق السمو الإنساني ولا يُعد ترفاً فكرياً، فرغم الصعوبات الجمة التي قد تعترض طريق تحقيق هذا الهدف، ينبغي لنا أن نعتبر هذه الفكرة طموحاً عظيماً يتجاوز حدود الأحلام البعيدة، فلا ينبغي أن نستبعد إمكانية إنشاء مجتمع مثالي يسوده العدل والمساواة، إذ يكفي أن تكون فكرتنا صحيحة في جذورها لنؤمن بأنها ليست مستحيلة حتى في وجه التحديات المتزايدة، فكما أن الصدق لا يصبح وهماً لمجرد أن الجميع يكذب، فإن فكرة التربية الهادفة إلى تنمية الاستعدادات الطبيعية للإنسان تبقى فكرة صادقة وواقعية تستحق الإيمان والعمل من أجلها.


أولاً: التحديات في التربية المعاصرة واستثمار التكنولوجيا


يتطلب تحقيق أهداف التنمية المستدامة في العالم العربي معالجة الأزمة العميقة التي يواجها التعليم، حيث تتعلق هذه الأزمة بالهويات الثقافية والاجتماعية التي تُؤثر سلباً على تطور الأفراد والمجتمعات، وتشير تقارير اليونسكو (2021م) إلى تراجع جودة التعليم مقارنة بالمعايير العالمية، بالإضافة إلى نقص حاد في البنية التحتية التعليمية خاصة في الدول المتأثرة بالحروب والنزاعات الداخلية؛ ما يعوق توفير بيئة تعليمية ملائمة، كما تعاني الدول العربية من فجوة كبيرة بين التعليم وسوق العمل، بينما تشير البيانات إلى ارتفاع معدلات الأمية وانخفاض نسب الالتحاق بالتعليم.
بالإضافة إلى ذلك تواجه العملية التعليمية معضلات ثقافية وسياسية تفرض فيها الثقافة التقليدية قيوداً على الابتكار وتغيب فيها الإرادة السياسية اللازمة لتطوير سياسات تعليمية فعالة، وعلاوة على ذلك يؤدي غياب فلسفة تعليمية محلية واضحة إلى استنساخ التجارب الأجنبية وتكيفها مع شروط المانحين، الأمر الذي غالباً لا يراعي حاجات المجتمع والسياق المحلي، ويسهم في تدني جودة التعليم، وربما يؤثر على المستوى الاستراتيجي إلى تفكيك الدولة الوطنية، كما ويتأثر التعليم بشكل كبير بالاقتصاد العربي الريعي المشوه الذي يعتمد على الموارد الأولية وعائدات المغتربين.


أما في سياق التربية الراهنة، يعاني الإنسان من عدم بلوغ غايته الحقيقية، فالتنوع بين الناس يحول دون وجود تجانس إلا إذا اتفقوا على مبادئ مشتركة، ومع ذلك، يمكننا العمل على صياغة خطة تعليمية تتماشى مع غايات الإنسان السامية، وتورث الأجيال القادمة خبرات قابلة للتحقيق تدريجياً. في هذا الإطار، تبرز أهمية إدماج التكنولوجيا في التعليم كأداة فعالة لتعزيز التعلم وتوسيع آفاق المعرفة، وأشارت اليونسكو (2023م) في التقرير العالمي لرصد التعليم، أن الدول العربية تواجه تحديات وفرصاً في توظيف التكنولوجيا في التعليم؛ حيث تمتلك حوالي 70% من المدارس اتصالاً بالإنترنت، و60% منها تحتوي على أجهزة حاسوب، لكن فقط 30% تستخدمها بشكل فعال.


خلال جائحة كوفيد-19، انتقل حوالي 80% من المتعلمين إلى التعليم عن بُعد، والذي كشف عن الفجوة الرقمية، حيث لم يكن لدى 40% من المتعلمين في المناطق الريفية وصول كافٍ إلى الإنترنت أو الأجهزة. وعلى صعيد المعلمين، حصل 25% منهم فقط على تدريب رسمي لاستخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية، بينما يستخدم 50% الموارد التعليمية الرقمية، ومع وجود أكثر من 100 مبادرة مبتكرة في هذا المجال منذ عام 2020م، إلا أن 45% من المدارس تعاني من نقص في البنية التحتية اللازمة لدعم التكنولوجيا.


رغم التحديات التي تواجه التعليم، فإن الاستثمار في التكنولوجيا يمثل خطوة حيوية لتحسين جودته؛ حيث يكشف ذلك عن الحاجة الملحة لتطوير البنية التحتية وتوفير التدريب الملائم للمعلمين، كما يساهم في تحويل التعليم إلى فرصة لاستكشاف آفاق جديدة في عالم يتسم بالتغيير المستمر، بما تحمل التكنولوجيا في طياتها من إمكانيات هائلة لتعزيز فعالية التعلم وتوسيع آفاق المعرفة. ومع ذلك، تعاني الأجيال من قيود الثقافة التقليدية ومقاومة التغيير من جهة، والفجوة الرقمية من جهة أخرى؛ حيث تلاشت أحلامهم في كابوس عدم توفر البيئة المناسبة للتطور، ونقص الموارد وضعف البنية التحتية، الأمر الذي يتطلب إدراك ذوي العلاقة أن الاستثمار في التعليم ليس مجرد خيار، بل هو دعوة لإعادة تشكيل مصير الأجيال القادمة وغرس إرادة التغيير فيهم ليصبحوا قادة الغد، مبتكرين ومؤثرين. فالاستثمار في التعليم وتطويره ضرورة مجتمعية ملحة للوصول إلى مجتمع متماسك يواجه التحديات بثقة وإبداع في عالم تتجاذبه رياح التغيير


ثانياً: التفكير المستدام في التربية


يمكن للتربية أن تتقدم خطوة بخطوة، إذ يُرسى مفهوم دقيق لبنية التربية من خلال جيل ورث تجاربه ومعارفه ليضيف إليها بدوره ويورثها الجيل الذي يأتي بعده، مما يسهم في إثراء هذا المخزون المعرفي. ومن الضروري أن نبدأ مبكراً في تعويد الأذهان على هذا التفكير المستدام، فالتربية ليست مجرد عملية تلقيم المعرفة، بل هي رحلة متواصلة من التعلم والتطوير. ومع ذلك، فإن عملية التحول المرجوة تتطلب وقتاً طويلاً، إذ تواجه هذه العملية عوائق خارجية عديدة تعيق هذا النمط من التربية، لذا يجب أن نكون مدركين للتحديات التي تعترض طريقنا ونعمل بجد لتجاوزها، لنتمكن من بناء نظام تربوي يضيء دروب المستقبل.


إن نمو الاستعدادات الطبيعية لدى الإنسان لا يتحقق عفوياً، بل يتطلب فناً خاصاً يتجاوز الآلية الخاضعة لظروف معينة دون تخطيط، فهو يحتاج إلى تأمل عميق وفكر متجدد. ويرى كانط (2005م) أنه عندما يتشكل فن التربية آلياً من خلال التجارب، سواء كانت ضارة أو نافعة، فإنه يحمل في طياته الكثير من الأخطاء والنقائص نتيجة افتقاره إلى التخطيط المبدئي؛ ما يستوجب أن يتحول هذا الفن إلى علم قائم على التفكير والتأمل، بدءاً من الأسرة التي توفر قدوة لأطفالها، وصولاً إلى تبني نهج علمي عميق يضمن نتائج إيجابية، حيث إن الإنسان الذي أفسدته تربيته قد يصبح مُعلماً للآخرين، الأمر الذي يستدعي ضرورة تحويل التربية من ممارسة آلية إلى علم مدروس.


في هذا السياق، يجب أن نُعلي من شأن القدرات التي تسهم في تحقيق تربية أفضل، إذ أن الأطفال لا يُربَون فقط وفق الحالة الراهنة للواقع الإنساني، بل ينبغي تمكينهم من بناء مستقبل أكثر إشراقاً من خلال خطة تربوية تأخذ بعين الاعتبار حاجات الطلبة وخصائصهم والمصلحة العامة للمجتمع، فالتربية السليمة تمثل الينبوع الذي يطلق كل خير في الحياة الإنسانية، وتُعنى بتطوير الاستعدادات الطبيعية للإنسان، فلا ينبغي أن تُعتبر التربية مجرد قواعد جامدة، بل يجب أن تُعزز القيم الإنسانية العليا وفق منحى النظام المفتوح المتواتر الذي يتيح التجريب والمشاركة في بناء حياة أفضل للجميع.


ثالثاً: التفاعل الثقافي والتكيف مع المحيط


إن الفعل المخطط يتطلب من الخبراء أن يضعوا نصب أعينهم مسار الإنسانية، مع ضرورة التفكير العميق في نموها وتطورها، والحرص على عدم اكتفاء هذه الإنسانية بالمهارة فحسب، بل السعي إلى تعميق الخلفية الثقافية والمعرفية؛ ما يسهم في قيادة الأجيال القادمة نحو آفاق أوسع من تلك التي عاشوها، الأمر الذي يمثل تحدياً كبيراً في مجال التربية، فالتربية تتطلب أن يكون الإنسان منضبطاً بالقيم الإنسانية، سواء على مستوى الفرد أو الجماعة، الذي يتجلى في ترويض النفس المستنيرة على التفكر والتأمل، مع مراعاة أننا نعيش في عصر يتميز بالحضارة والثقافة والانضباط، ولا يتسم بالتنشئة الأخلاقية؛ ما يخلق تحدياً كبيراً على مجمل المشهد الاجتماعي والتربوي.


ويشير كحل وفرحاوي (2009م) إلى أنه يتعين على الإنسان التوافق مع محيطه الثقافي، حيث تشمل الثقافة جميع أشكال التعليم وتعزز مجموعة متنوعة من المهارات التي تمكّن الأفراد من تحقيق أهدافهم المتعددة. فالثقافة ليست مجرد مجموعة من الأهداف المحددة، بل تعتمد على الظروف المحيطة التي تحدد تلك الأهداف.


ومن بين هذه المهارات المهمة نجد القيادة والكتابة والتفكير النقدي، بالإضافة إلى مهارات أخرى تخدم أغراضاً محددة مثل الموسيقى التي تهدف إلى التأثير العاطفي. وعلاوة على ذلك، يجب على الأفراد أن يسعوا للتكيف مع مجتمعهم وأن يسهموا بشكل إيجابي في تطويره، وهذا يتطلب نوعاً خاصاً من الثقافة يُعرف بالحضارة، والتي تستند إلى التفاعل المستمر مع المحيط وتوجيه السلوك بشكل سليم، وهذا التفاعل لا يسهم فقط في تشكيل الهوية الإنسانية عبر العصور، بل يعكس أيضاً الروابط الثقافية التي تجمع بين الأفراد كما تظهر في الاحتفالات الجماعية التي تعزز من الانتماء والتواصل بين الناس.


رابعاً: ربط إعداد المعلمين بالتجريب


تتجلى أهمية تأسيس مؤسسات إعداد وتأهيل المعلمين من خلال ضرورة إنشاء مدارس تجريبية تابعة لها، حيث يُفترض ألا تقتصر التربية والتعليم على التفكير الصرف، بل يجب أن يستندا إلى مبادئ واضحة وآليات فعالة. إذ أثبتت التجارب أن الاعتماد على نماذج ثابتة دون مرونة يؤدي إلى نتائج غير مرضية، حيث تظهر الحاجة إلى تجاوز الآليات العمياء التي تفتقر إلى الابتكار. لذلك، من الضروري أن تُنظم بقية المدارس وفقاً لمبادئ التعليم التجريبي، إذ إن كل جيل بشري لا يمكنه تقديم مخطط مكتمل في التربية، وبالتالي تبقى التجربة السبيل الوحيد لاكتشاف ما هو ناجح وما هو غير مجدٍ، الأمر الذي يستدعي التفكير في أساليب تعليمية جديدة تتماشى مع احتياجات العصر.


تؤكد الدراسة التي أجراها أونيشينكو وزملاؤه (Onyshchenko, Serdiuk, & Krykun, 2021) على أن ربط التدريب بالجانب التجريبي يعد أمراً بالغ الأهمية في إعداد المعلمين قبل الخدمة، حيث تَمنح التجارب العملية المعلمين الفرصة لتطبيق المهارات النظرية في بيئات حقيقية تعزز من قدرتهم على تصميم وتنفيذ أنشطة مبتكرة تثري المحتوى الدراسي وتعزز المنهج، من خلال الانخراط في تجارب حقيقية، يستطيع المعلمون تطوير فهم أعمق للمتطلبات الفعلية للتعليم، التي تساعدهم على تكييف أساليبهم التعليمية لتلبية احتياجات المتعلمين نحو الأفضل. لذا، فإن دمج الجانب التجريبي التطبيقي في برامج التدريب يمكن أن يسهم في تعزيز الكفاءة المهنية للمعلمين ويزيد من فعالية الأنشطة التعليمية التي يقدمونها.


علاوة على ذلك، لا بد من منح المعلمين حرية العمل وفق أساليبهم ومخططاتهم الخاصة؛ ما يسهم في تعزيز التعاون المستمر بينهم وبين الخبراء والعلماء في هذا المجال، ويتيح لهم الابتكار والتكيف مع التغيرات السريعة في متطلبات التعليم. وتظل الحاجة لتجارب جديدة ضرورة مستمرة لضمان تحسين جودة التعليم وإعداد معلمين قادرين على مواجهة تحديات العصر، الذي يعكس التزام مؤسسات التعليم بالابتكار والتطوير لتحقيق النجاح في بيئات متعددة ومتغيرة.
خامساً: النمو الشمولي للمتعلمين


في هذا السياق، يُعتبر التركيز على النمو الشمولي للمتعلمين أمراً ضرورياً. يشير كانط (2005م) إلى أن البيداغوجيا العملية والأخلاقية تشكل ركيزة أساسية في بناء شخصية الطالب وتشكيل سلوكياته، فهي توفر فرصاً لبناء المعرفة والمهارات اللازمة للتفاعل الإيجابي مع المجتمع، الأمر الذي يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة في حياتهم اليومية، ولا يقتصر دور البيداغوجيا على التعليم الأكاديمي فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشمل القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التي تسهم في تكوين جيل واعٍ ومسؤول، يتمثل قيم المواطنة الفاعلة. لذا، فإن دمج هذه القيم في المناهج الدراسية يسهم في تعزيز روح التعاون والتسامح بين المتعلمين، ويخلق بيئة تعليمية إيجابية تدعم التفكير النقدي وتحفز على الابتكار.


في الوقت نفسه، لا يجوز إهمال البيداغوجيا الجسمية، فهي تركز على أهمية النشاط البدني والتفاعل الحركي في عملية التعلم، حيث تُعتبر وسيلة فعالة لتعزيز الصحة النفسية والجسدية للمتعلمين، من خلال دمج الأنشطة البدنية في العملية التعليمية، بحيث يتمكن المتعلمين من تطوير مهاراتهم الحركية وتعزيز قدرتهم على التركيز والانتباه؛ ما يسهم في تحسين أدائهم الأكاديمي. إن الاعتناء بالجسد كجزء لا يتجزأ من العملية التعليمية يُساهم في بناء الثقة بالنفس وتعزيز الانضباط الذاتي، بالتالي، يُعتبر الجمع بين البيداغوجيا العملية والأخلاقية والبيداغوجيا الجسمية استراتيجية متكاملة تُثري تجربة التعلم وتؤسس لبيئة تعليمية شاملة ومتوازنة، الأمر الذي يحقق نتاجات تربوية تتمثل في متعلم خلاق ومبدع، قادر على التفاعل في مجتمعه ويتمتع بالاستقلالية.


الخلاصة


تسعى التربية نحو آفاق جديدة تتجاوز التحديات الراهنة، فالتطوير الفعّال لمنظومة التعليم ليس مجرد هدف، بل هو دعوة لتحقيق السمو الإنساني، يتطلب ذلك معالجة الأزمات المعقدة التي تعترض سبيلنا، إذ تواجه العملية التعليمية عوائق متعددة تتعلق بالهويات الثقافية والاجتماعية، كما تشير التقارير إلى تراجع جودة التعليم في العالم العربي ووجود فجوة ملحوظة بين التعليم وسوق العمل، الأمر الذي يستدعي إدماج التكنولوجيا كأداة فعالة لتعزيز التعلم وتوسيع آفاق المعرفة، فالتقنيات الحديثة تمثل فرصة للتغلب على الصعوبات المتزايدة، رغم الفجوة الرقمية التي لا تزال قائمة.


يجب أن نصوغ رؤية تعليمية ترتكز على التفكير المستدام، حيث يتطلب الأمر تطوير فلسفة تعليمية محلية قادرة على تعزيز الابتكار، فلا يمكن أن تكون التربية مجرد عملية تلقين، بل يجب أن تكون رحلة مستدامة من التعلم والتطوير، كما يتطلب الأمر التأمل العميق في استخدام الاستعدادات الطبيعية للإنسان، فالتربية تحتاج إلى التخطيط المدروس والقدرة على التكيف مع متغيرات العصر.


التفاعل الثقافي يمثل أيضاً ركيزة أساسية في بناء شخصية الإنسان، حيث يتطلب التكيف مع المحيط الثقافي وتعزيز المهارات الضرورية التي تمكن الأفراد من تحقيق أهدافهم، لذا يجب أن نسعى لتطوير القدرات التي تعزز القيم الإنسانية وتساعد في بناء مجتمع متماسك. وفي هذا الإطار، تظهر أهمية ربط إعداد المعلمين بالتجريب، حيث تتيح التجارب العملية للمعلمين تطبيق المهارات النظرية في سياقات حقيقية، مما يعزز من كفاءتهم ويزيد من فعالية الأنشطة التعليمية.


وأخيراً، يجب أن يكون التركيز على النمو الشمولي للمتعلمين حاضراً في جميع استراتيجيات التربية، فالبيداغوجيا العملية والأخلاقية تساهم في بناء جيل واعٍ وقادر على اتخاذ قرارات مستنيرة، في حين أن دمج النشاط البدني في العملية التعليمية يعزز الصحة النفسية والجسدية، مما يسهم في تطوير مهارات التركيز والانتباه، لذا يتطلب الأمر استراتيجيات متكاملة تبني بيئة تعليمية شاملة ومتوازنة، تساهم في تكوين متعلم خلاق ومبدع.


الخاتمة


في ختام هذا المسار التعليمي، يتجلى أمامنا أن التربية ليست مجرد أداة لنقل المعرفة وإنما هي فن وعلم يتطلب رؤية شاملة تتجاوز الحواجز التقليدية وتستشرف آفاق المستقبل، فالتحديات التي تواجه التعليم اليوم ليست عقبات بل هي فرص للتحول والتغيير، إذ يتعين علينا استثمار هذه اللحظات لإعادة تشكيل الفهم التربوي بما يتماشى مع تطلعات الأجيال الجديدة، إن بناء مجتمع قائم على القيم الإنسانية والمعرفة يتطلب تفاعلاً حقيقياً بين جميع المكونات الاجتماعية، من مؤسسات تعليمية وأسر ومجتمع مدني، فالاستثمار في التعليم هو استثمار في الإنسان ذاته، وهو ما يضمن تحقيق التنمية المستدامة وبناء قادة المستقبل القادرين على مواجهة التحديات بروح من الابتكار والإبداع، لذا يجب أن نؤمن بقوة الفكر العميق الذي يوجهنا نحو تحقيق أهداف سامية، فالتربية تمثل المفتاح الذي يفتح أبواب التغيير ويعزز من قدرة المجتمعات على التكيف والنمو في عالم تسوده المتغيرات السريعة، ومن هنا تبدأ رحلة الألف ميل نحو مستقبل مشرق يرتكز على المعرفة والابتكار.


الكلمات المفتاحية: تطوير التعليم، التكنولوجيا في التعليم، التربية المستدامة، إعداد المعلمين.

شاهد أيضاً

الاحتلال يُخطر بوقف العمل في 16 منشأة سكنية وزراعية في الأغوار

الاحتلال يُخطر بوقف العمل في 16 منشأة سكنية وزراعية في الأغوار

شفا – أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بوقف العمل في عدة منشآت سكنية وزراعية …