4:55 مساءً / 14 يناير، 2025
آخر الاخبار

ترمب وسموتريتش تلاقي وتقاطع ايدولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي التلمودي التوراتي بقلم : راسم عبيدات

ترمب وسموتريتش تلاقي وتقاطع ايدولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي التلمودي التوراتي بقلم : راسم عبيدات

ترمب وسموتريتش تلاقي وتقاطع ايدولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي التلمودي التوراتي بقلم : راسم عبيدات

هذه التصريحات والفقاعات الإعلامية و”الببروغندا” التي يعبر عنها ويطلقها الرئيس الأمريكي القادم ترمب،بين الفنية والأخرى، كالتي توعد فيها قطاع غزة والمقاومة بجحيم، اذا لم يجر اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والأمريكان، قبل توليه للسلطة في العشرين من هذا الشهر، وكأن قطاع غزة الذي يعيش في ظروف مأساوية وعمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي، لم يشهدها التاريخ لا بقديمه ولا حديثه، فالقوة التفجيرية للقنابل التي القيت على قطاع تعادل 8 اضعاف القنابل الذرية التي القتها أمريكا على مدينتي هيروشما وناغازكي في اواخر الحرب العالمية الثانية، ولن يكون جحيم أكثر وأشد من الجحيم الذي تعيشه غزة وسكانها وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.

ترمب أعقب تلك التصريحات بتصريحات،تعبر عن طبيعة الرأسمالية ” المتغولة ” و”المتوحشة،والتي ترى في استهداف الدول والتعدي على سيادتها بالقوة،فرصة لتحقيق اهدافها الإستعمارية وتقوية اقتصادها،ولذلك هذا الرجل المسكون بالشعبوية والنزعة التوسيعية المتأصلة في سياساته،والذي ينظر الى حقوق الشعوب السياسية والوطنية والعلاقات الدولية من زاوية المصالح الإقتصادية والصفقات،فهو في فترة حكمه الأولى،أراد ان يقايض الحقوق السياسية والوطنية للشعب الفلسطيني،وحقه في تقرير المصير، بصفقة تجارية، قيمتها 50 مليار دولار.وهذا جرى طرحه في مؤتمر البحرين الإقتصادي تموز/2019،والذي قاده واشرف عليه صهرة كوشنير.

وكذلك ترمب في تصرح له، في ظل تناغمه وتلاقيه وتقاطعه الأيدولوجي مع سموتريتش،زعيم الصهيونية الدينية،حيث ترمب يمثل اليمين الديني المسيحي الأنجليكاني،وسموترتيتش يمثل اليمين الديني التلمودي التوراتي اليهودي،عن ان مساحة اسرائيل صغيره على الورق ويجب العمل على توسيعها جغرافياً،وهذا ما عبر عنه بوضوح سموتريتش،في اذار من العام الماضي،في باريس أثناء حضوره لتأبين احد كادرات حزب الليكود، بأنه لا يوجد شعب فلسطيني،بل هذا اختراع عمره أقل من مئة عام،وعبر عن رفضه لإقامة دولة فلسطينية على جزء من أرض فلسطين التاريخية،بالقول “بأنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية على جزء من “أرض اسرائيل التاريخية”،في إنكار حتى لوجود شعبنا فلسطيني.

وهو يعمل بشكل حثيث على ضمن الضفة الغربية واغراقها بمليون مستوطن،وزرع عشرات المستوطنات والبؤر الإستيطانية فيها،وصادر لهذا الغرض ما يزيد عن 24 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية،وهو يخير الفلسطينيين،ما بين ثلاث خيارات القتل في الميدان،أو الطرد والتهجير القسري الى الأردن،ومن يتبقى منهم يعيش كمواطن من الدرجة الثانية،وان يعمل في العمل الأسود في سوق العمل الإٍسرائيلي.

سموتريتش وحكومته ومستوطنيه،يعملون على ” هندسة” الضفة الغربية جغرافياً،بالإستيلاء على أكبر مساحة منها،وديمغرافيا، عبر الطرد والتهجير،ومسؤول العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي ملتقياً مع سياسة سموتريتش في ضم الضفة وتهويدها،قدم مشروع قانون للكونغرس الأمريكي، لتغيير اسم الضفة الغربية في كل الوثائق الأمريكية الى أرض ” يهودا والسامرة” ،وبأنها ارض اسرائيلية،واسرائيل لها فيها حقوق تاريخية وقانونية،وهي تشكل فضاء أمني لإسٍرائيل.

وفي إطار النزعة التوسعية لإسرائيل،والتوافق مع رؤية ترمب بتوسيع مساحتها على الأرض وليس فقط على الخارطة، نشر على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية خارطة لإسرائيل،تقول فيها بأن الدولة العبرية قائمة منذ 3 ألآلاف عام،وتعاقب عليها عدد من الملوك منهم شاؤول وداود وسليمان،وهذه الدولة كما تظهرها الخارطة تشمل فلسطين التاريخية واجزاء من الأراضي الأردنية والسورية واللبنانية والعراقية والمصرية والسعودية.

اليوم يعود ترمب ليطلق تصريحات جديدة مع قرب تسلمه زمام الحكم، حول إمكانية ضم كندا وغرينلاند إلى الولايات المتحدة، وهو ما من شأنه أن يهدد الاستقرار العالمي ويضع المنظومة الأممية على المحك، فيما تعيد تلك التصريحات إلى الأذهان سلوكيات المنظومة الاستعمارية التي ترى باستهداف الدول فرصة لتحقيق أطماعه.

كندا التي يطمح ترمب لضمها اقتصاديا وجزيرة غرينلاند الدنماركية التي يريد الإستيلاء عليها،فهذه الجزيرة غنية بالمواد الخام من الليثيوم والزنك والغاز والنفط،ولها موقع جيواستراتيجي،بالنسبة للتجارة العالمية، والدولتان عضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو تحالف عسكري تأسس بعد الحرب العالمية الثانية بهدف حماية الأمن المشترك، أي أن أي محاولة للاعتداء على سيادة هاتين الدولتين ستؤدي إلى انهيار التحالف برمته وتفكك العلاقات بين ضفتي الأطلسي.

تصريحات ترمب تتناقض مع المبادئ الأساسية التي تأسست عليها الأمم المتحدة، وأبرزها احترام سيادة الدول الأعضاء والحفاظ على السلم والأمن الدوليين،ولكن هذا الرجل لا يقيم وزناً للمؤسسات الدولية،ولا يتورع عن استخدام البلطجة بحق المؤسسات الدولية،ورأينا كيف فرض مجلس النواب الأمريكي بأغلبية 249 صوتا مقابل 143 صوت معارض،عقوبات على محكمة الجنايات الدولية رئيسها وقضاتها،عقوبات اقتصادية ومالية، وقيود على دخولهم للولايات المتحدة، لأنها اصدرت مذكرة اعتقال بحق شركائها وحلفائها نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ووزير حربه السابق غالانت،بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

أن العمل على تنفيذ مثل هذه الأفكار قد يؤدي إلى تدمير النظام الدولي القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وبناء على ذلك فالفترة القادمة التي يتولى فيها ترمب للحكم في أمريكا، تقول بان هذا الرجل المسكون بالشعبوية والمزاج المتقلب، ولديه رؤيا ايدولوجية قائمة على العنصرية والتوسع والتعدي والسيطرة على بلدان أخرى من اجل تقوية الاقتصاد الأمريكي،فهو من موقعه كرجل اعمال ينظر لحقوق الدول الوطنية والسياسية كصفقات تجارية واقتصادية.
هل سيعمل هذا الرجل على تنفيذ سياساته بالضم والسيطرة على بلدان أخرى ،ام أن الدولة العميقة لن تستجيب لنزواته ومشاريعه ومخططاته.
أما على صعيد إسرائيل، فواضح بان مشاريع ضم وتهويد الضفة الغربية، وتوسيع خارطة على الأرض سيتصاعد مراهنين على ان ترمب سيقف الى جانبهم في هذه المخططات والمشاريع، فالحديث الان لا يدور عن سيطرة وضم للضفة الغربية، بل والإستيلاء على ما مساحته 15 كم2 طول في عمق الأراضي السورية ،و 60كم2 “منطقة نفوذ” أمنية، وما ينطبق على سوريا ،ينطبق على لبنان، حيث اتفاق وقف إطلاق النار في طريقه للإنهيار، ونتنياهو يريد التحلل منه، وإقامة حزام أمني في جنوب لبنان.

شاهد أيضاً

الاحتلال يُخطر بوقف العمل في 16 منشأة سكنية وزراعية في الأغوار

الاحتلال يُخطر بوقف العمل في 16 منشأة سكنية وزراعية في الأغوار

شفا – أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بوقف العمل في عدة منشآت سكنية وزراعية …